تُنفق النساء حول العالم الملايين من الدولارات على علاجات الصالونات التجميلية المُكلفة، من أجل إعادة عقارب الساعة إلى الوراء واستعادة نضارة وشباب البشرة.
وتتراوح تلك العلاجات من حقن البوتوكس إلى عمليات التجميل المؤلمة، ومن التقشير إلى علاجات زراعة الرموش وغيرها، بالإضافة إلى كون هذه العمليات مؤلمة وغير مريحة ومستهلكة للوقت، لكن كل ذلك لا يضاهي كلفة الخطورة التي قد تتعرض لها سلامة الإنسان وحياته الطبيعية.
أكثر خطورة من سم الكوبرا بـ7 ملايين ضعف
وعلى الرغم من رواج سوق البوتوكس فإنها في الواقع مادة سامة شديدة الخطورة، تُنتجها بكتيريا "كلوستريديوم بوتولينوم"، وفقاً لموقع Medical News Today للمعلومات الطبية والصحية.
وهو العلاج الأكثر شيوعاً في العالم لإخفاء التجاعيد في الجبهة، أو ما تسمّى بخطوط العبوس، بالإضافة لملء تجاعيد الضحك حول العينين.
يمكن أن تشمل الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج: الرؤية المزدوجة ومشاكل التنفس والطفح الجلدي الناجم عن الحساسية، بالإضافة إلى أضرار قد تصيب أعصاب الوجه والعضلات، ما يمنع الملامح من الحركة بشكل طبيعي، وصولاً إلى التسمم.
علاوة على المخاطر الصحية، عملية استخدام البوتوكس مؤقتة المفعول أيضاً. لذلك تستلزم إعادة تكرار الجلسات للحفاظ على التأثيرات بشكل مستمر. الأبعد من ذلك أن دراسة أمريكية صادرة عن المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية بالعام 2011، وجدت أن الأشخاص الذين استخدموا البوتوكس أبلغوا عن انخفاض في مستوى تأثرهم العاطفي عن الدرجة المعتادة لديهم، لأن الرابط بين المشاعر والدماغ يتم من خلال وظائف الوجه، وقد تسببت البكتيريا في تلك المادة من إضرار هذا الاتصال.
حسناً.. ماذا عن البدائل؟
1- تمارين يوغا الوجه
يتضمن هذا الخيار مزيجاً من تمارين التدليك وتحريك عضلات الوجه، بالإضافة إلى إجراء الحجامة لتحسين تدفق الدم وتجديد دورته في خلايا الجلد، بحسب موقع Healthline الطبي.
وللقيام بذلك يمكن زيارة إحدى الصالونات المتخصصة في هذا النوع الطبيعي من التجميل وتحسين البشرة، أو بمشاهدة مقاطع متخصصة عن كيفية تنفيذ تلك التمارين وتطبيقها في المنزل.
ويساعد التدليك أو ما بات يُعرف بـ"يوغا الوجه" على إرخاء العضلات الموجودة تحت الجلد مباشرة، ما يُقلل من التوتر، وهو ما يؤدي بدوره إلى ظهور التجاعيد في منطقة الفك والرقبة والجبين وحول العينين.
كما أن تدليك الوجه يجدد نسبة الأوكسجين في تلك المناطق، وهو أساس مكافحة الشيخوخة، لأن الدم والأوكسجين الطازج يزيدان من إنتاج الكولاجين في الخلايا.
وحول ذلك تقول دانييل كولينز، خبيرة يوغا الوجه لموقع Marie Claire للتجميل: "من خلال تدليك وتحريك جميع طبقات البشرة بالشكل الصحيح، تتجدد خلايا الجلد، والنتيجة هي بشرة أنقى وأكثر توهجاً بفضل قلة السموم".
2- التقشير الكيميائي
يعد هذا النوع من العمليات التجميلية أقل توغلاً من الحقن بالإبر، كما أنه غير سام أو مسبب للمخاطر، إلا أنه قد يسبب بعض الانزعاج.
ويزيل التقشير الكيميائي الطبقة العليا من الجلد، حيث تميل الطبقة التي أدناه إلى أن تكون أكثر نعومةً وشباباً، بحسب Healthline.
وهناك درجات أو أعماق متفاوتة من التقشير حسب الاحتياج، ولكن جميعها تأتي وفقاً لحساسية الجلد في المقام الأول.
وهناك عدد من الأسباب التي قد تجعل الناس يُجرون جلسات التقشير الكيميائي لبشرتهم منها: علاج التجاعيد والخطوط الدقيقة وإزالة أضرار أشعة الشمس، كما تسهم جلسات التقشير في إزالة ندبات حب الشباب وفرط التصبغ والكلف.
3- الفيتامينات المضادة للأكسدة
تطبيق الفيتامينات المضادة للأكسدة مثل فيتامين سي بشكل موضعي على الوجه يمكن أن يحافظ على كون الجلد مشدوداً ومنتعشاً، بحسب موقع Who What Wear للموضة والجمال.
ويساعد فيتامين سي في زيادة الكولاجين في الجلد، وبالتالي تقليل علامات الشيخوخة من تجاعيد وترهل الجلد. ويساعد تعزيز روتين العناية بالبشرة بمضادات الأكسدة على حمايتها من عوامل التلوث وأشعة الشمس تحت الحمراء وفوق البنفسجية، وغيرها من العوامل البيئية الضارة.
أما عن التناول عن طريق الفم، فقد تساعد المكملات الغذائية الرئيسية في تحسين إنتاج الجلد للكولاجين، وهي تمتلك تأثيرات مضاد للأكسدة كذلك. وتشمل أهم المكملات الغذائية المساعدة على تحسين وحماية البشرة، بفيتامين ج وفيتامين هـ.
4- الاستثمار في مستحضرات محاربة الشيخوخة
رغم العديد من الادعاءات التسويقية، فإنه لا يوجد منتج للعناية بالبشرة يمكن أن يحل محل الحشو بمستحضرات البوتوكس في تكبير حجم الوجنة والشفتين.
ووفقا للخبيرة في مكافحة الشيخوخة والطبيبة الجلدية التجميلية نانسي ساموليتيس لموقع Who What Wear، هناك دوماً مستحضرات الترطيب المتقدمة وكريمات مكافحة علامات الشيخوخة، التي تعمل على حماية البشرة من التقدم في العمر، ورغم أسعار بعضها المكلف فإنها تعد استثماراً حقيقياً.
أما بالنسبة لمعرفة المكونات الأنسب في الكريمات لتحقيق هذا الهدف، فيُنصح بالبحث عن الكريمات التي تضم مستحضر Retinoids.
ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى احتواء الكريم على مركبات فيتامين أ، مثل الريتينول وحمض الريتينويك. ويستخدم هذا المستحضر موضعياً للمساعدة في إصلاح البشرة المتضررة من الشمس وتقليل الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
أحماض الهيدروكسي كذلك من المكونات المهمة، وتشمل أنواعها أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs) وحمض الجليكوليك والستريك واللاكتيك، بحسب موقع Mayo Clinic للصحة والطب.
وهي تستخدم لإزالة خلايا الجلد الميت، وتهيئ استخدام الكريمات التي تشمل هذا المركب بانتظام لامتصاص المنتجات الأخرى بشكل أفضل، وتحفز نمو بشرة جديدة ناعمة ومتساوية الصبغة لا تعاني من الكلف والبقع الداكنة.
كما تساعد الكريمات التي تضم إنزيم Q10 في تقليل التجاعيد الدقيقة حول العينين وحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس. وتحتوي كريمات الشاي الأخضر والأسود والشاي الصيني الأسود على مركبات ذات خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، تُحسن من رطوبة الجلد وتعوّض فقدانه للمياه.
5- الاهتمام بالصحة العامة ضروري للبشرة
الاعتناء بالبشرة والحفاظ على شبابها بشكل عام هي الخطوة الأساسية في عملية إبطاء الشيخوخة والتقدم في السن البادية على الوجه، ومن أهم طرق العناية:
وضع مستحضرات الحماية من الشمس على الوجه عند الخروج من المنزل.
كما أن هناك العديد من المستحضرات ومنتجات الماكياج التي يتم إضافة الواقي من الشمس إليها بالفعل.
وينصح موقع Healthline بارتداء نظارات شمسية ذات عدسات كبيرة، للمساعدة في تقليل الأشعة المنعكسة على الجلد الرقيق حول عينيك لمنع حدوث الترهلات والاسمرار.
كما أن المحافظة على رطوبة الجسم تُمكن الجلد من تجديد الكولاجين فيه بشكل طبيعي، ويجب إزالة مستحضرات المكياج من الوجه باستخدام كريمات الإزالة المرطبة المناسبة لنوع البشرة قبل النوم.
هذا بالإضافة إلى ضرورة تناول نظام غذائي متوازن وصحي خالٍ من الزيوت والمواد الصناعية الحافظة، وتجنب الإفراط في السكر والصوديوم على حدٍّ سواء.