رغم مرور نحو عامين على جائحة كورونا، فإن الرأي ما زال منقسماً حول اللقاح والكمامات وما إلى ذلك من إجراءات طبية احترازية، ومع عودة الأطفال إلى المدارس، فإن الخطر يرتفع بعدما تسببت سلالة دلتا في ارتفاع حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات.
ومما يزيد دواعي الخوف، أنه بعد مرور عامٍ على التعليم عن بعد، ربما تأخر بعض الأطفال أكاديمياً أو صاروا أقل ارتياحاً في التواصل الاجتماعي مع أقرانهم.
فكيف تحضّر طفلك للعودة إلى المدرسة بسلاسة وفي الوقت نفسه حمايته من خطر العدوى إذا كان الالتزام بالكمامة غير جدي:
ناقِش أهمية أخذ اللقاح وارتداء الكمامة
البداية في الحرص على تلقي كل من يحق له الحصول على اللقاح من أفراد العائلة إذا ما كان متوافراً في بلدك.
أما إذا كان الطفل صغيراً جداً على اللقاح ويشعر بالتوتر إزاء العودة إلى المدرسة، فيمكن أن تُطمئنه بأن الخبراء يعملون على إتاحة اللقاح لمن هم في سنّه بأسرع وقتٍ ممكن، إضافة إلى وجود أطباء الأطفال المستعدين للمساعدة؛ وذلك من أجل طمأنته.
تقول طبيبة الأطفال العامة في مستشفى فيلادلفيا للأطفال، دانييل إركوبوني، لصحيفةNew York Times، إن عليك إخبار طفلك بأن اللقاحات آمنة وفعالة، وأن أخذها جنباً إلى جنب مع ارتداء الكمامات أفضل طريقة للحفاظ على سلامة الجميع.
ومن شأن تلك المناقشات الصريحة أن تمنح الطفل شعوراً بقوته الذاتية في أوقاتٍ مخيفة كهذه.
وتُضيف دانييل: "أعتقد أن جزءاً مهماً من الحديث مع الطفل، عندما نطلب منه فعل شيء، هو أن يفهم السبب".
ومن المفيد الشرح عن أنواع الكمامات الأكثر فعالية (متعددة الطبقات، أو الضيقة على الوجه، أو ذات الجوانب المطوية)، والطريقة الصحيحة لارتدائها.
كن متسامحاً مع التراجع الأكاديمي
نظراً إل الانقطاعات المتكررة عن التعليم على مدار العام الماضي، يعاني بعض التلاميذ فجوة كبرى في تعليمهم وسوف يحتاجون وقتاً لسد هذه الفجوة.
لكن بدلاً من التركيز على التوقعات بحفاظ الأطفال على مستوى صفهم الدراسي، ينبغي أن تكون نبرة المعلمين والآباء على نحو: "ربما فاتتكم هذه الجزئية، سوف نعمل عليها معاً".
لكن إذا لاحظت أن طفلك يعاني فعلاً في اللحاق بأقرانه وعاجز عن تلبية توقعات معينة، فقد يكون من المناسب طلب مساعدة إضافية.
أعِد تقديم الأنشطة الاجتماعية على نحو آمن
في حين ما يزال الطقس دافئاً، فإن الأنشطة الصيفية وزيارة الأصدقاء -كالجولات البرية ورحلات الخلاء وألعاب الكرة في الحدائق- من شأنها المساعدة في إعادة تقديم الأنشطة الجماعية إلى الأطفال وتخفيف التوتر بدرجة ما عند العودة إلى المدرسة.
ولا ينبغي بالطبع ممارسة أي من تلك الأنشطة إلا إذا كان ذلك آمناً، والأمثل ممارستها في الخارج.
كما يجب أن تهتم بمعدلات العدوى المحلية لتقرر مستوى الخطر والتواصل الذي يمكن أن تتحمله عائلتك (على سبيل المثال، لعب التنس يُعد أكثر أماناً من كرة القدم)، وتأكد من التزام الجميع (ومن ضمنهم البالغون المشرفون على اللعب) بتعليمات السلامة.
عُد إلى الروتين
تغيرت جداول الأطفال على مدار العام السابق، فباتوا يأكلون وينامون في مواعيد مختلفة عن روتينهم السابق.
ولمساعدة الأطفال على العودة إلى المسار الطبيعي، عُد إلى اتباع روتين وقت المدرسة المعتاد:
- حدد موعداً للنوم وللاستيقاظ (مع فرض قاعدة لإيقاف استخدام الشاشات قبل ساعة على الأقل من وقت النوم).
- حاوِل الالتزام بمواعيد ثابتة لتناول الطعام، وألا يكون موعد العشاء متأخراً جداً، وأن يكون الإفطار مبكراً بما يكفي لتناوله قبل الذهاب إلى المدرسة.
- حاول فرض بعض الحدود الغذائية أيضاً: فأعطِ الأولوية للفاكهة والخضراوات على الأطعمة المصنّعة أو العصائر المُحلاة خلال أوقات الوجبات. إذ زاد وزن كثير من الأطفال (والكبار) كنتيجةٍ مباشرة للعام الذي قضوه في المنزل، ويرجع السبب جزئياً لقلة ممارسة الرياضة والإفراط في الطعام نتيجة للتوتر.
قدِّم الدعم
عندما يشعر الأطفال بالضعف يحتاجون إلى العاطفة الجسدية، والشعور بالطمأنينة وتصديق مشاعرهم. وفي أوقات التوتر، دع طفلك يعرف أنك موجود لمساندته، من خلال زيادة الاهتمام والتفاعل الذي تقدمه له في المنزل.
واسأل عن حاله بانتظام، فإذا كان الطفل يبدو منزعجاً أو يُعبر عن خوفه أو قلقه، فاستمع إلى مخاوفه وأقر بأن هذه الأوقات صعبة. لا تتجاهله. وإذا لزم الأمر، كن مستعداً لعرض مساعدة من الخارج، مثل التحدث إلى أحد المعلمين أو التواصل مع طبيب الأطفال.
كيف تعرف أن الطفل يختبر توتر العودة إلى المدارس؟
إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان طفلك يواجه صعوبة في العودة إلى المدرسة ففكر في الطريقة التي يتصرف بها عادةً عندما يكون متوتراً، وابحث عن تلك السلوكيات.
على سبيل المثال إذا كان طفلك يعاني من الصداع أو آلام في المعدة عندما يكون قلقاً، فستعرف أن ضغط العودة إلى المدرسة يؤثر عليه.
وقد يلجأ لسلوكيات مختلفة، كأن يختبئ أو أن يصبح ظريفاً أكثر من العادة في طريقة مختلفة للتعبير عن توتره، حسب تقرير لموقع Mind Body Green.
استعِدَّ لمواجهة بعض التحديات
تعني العودة إلى المدرسة أن طفلك سيختلط بأطفال آخرين تتبع عائلاتهم أساليب مختلفة لحفظ السلامة. وسيكون هناك أطفال لا يريدون ارتداء الكمامات، وآخرون من عائلات تمارس التباعد الاجتماعي بصرامة، وآخرون من عائلات تتبع عدداً أقل من التدابير الوقائية.
بل إن بعض الأطفال قد يجدون أنفسهم في مواجهة التنمر أو الاستهزاء بهم، بسبب اتباع التدابير الوقائية.
إذا كانت مدرسة طفلك لا تفرض ارتداء الكمامة، فربما قد تحتاج إلى التواصل مع المعلمين والإداريين مباشرة؛ للنظر في إمكانية تطبيق بعض التغييرات.
وتأكَّد كذلك من أن مدرسة طفلك تفعل كل ما في وسعها لترسيخ ثقافة التقبل والتعاطف، وأنها تأخذ التنمر -سواء بسبب زيادة الوزن أو ارتداء الكمامات أو التأخر الأكاديمي أو أي سبب آخر- على محمل الجد، وتتعامل معه بشكل فوري.
كيف تتعامل مع التمرد ضد إجراءات كورونا؟
بعد نحو عامين من حصر الاحتكاك بالآخرين إلى الحد الأدنى، ها هم يعودون إلى صفوف مليئة بالطلاب.
ومن أهم سبل تشجيع الأطفال على الالتزام بما تفرضه المدرسة، إقناعهم بأنهم عندما يحمون أنفسهم يحمون من يحبون أيضاً في المنزل من سائر أفراد العائلة، خصوصاً الأجداد.
عليك تشجيع السلوكيات الحسنة أقصى الإمكان، وتعزيز قواعد غسل اليدين وارتداء الكمامات كلما اقتضت الحاجة، حسب تقرير نشرته منظمة Child Mind لمساعدة الآباء على التحضير لما هو آت.