يمكن افتراض أن تطبيق تيك توك أنقذ الأطفال من الملل في فترة الحجر المنزلي الطويلة جداً التي فرضتها جائحة كورونا، ولم ينحصر الأمر بالأطفال والمراهقين؛ بل وصل إلى الأهالي الذين شاركوا أولادهم تلك الفيديوهات والمقاطع الظريفة، لتبقى في ذكرياتهم وذكرى الشبكة العنكبوتية للأبد.
ولكن متى يصبح الأمر خارج حدود المعقول؟ وهل تطبيق تيك توك آمن للأطفال أصلاً؟
بداية، ما هو هذا التطبيق أصلاً؟
هو تطبيق يسمح لمستخدميه بصناعة فيديوهاتٍ مدتها 15 ثانية ليشاهدها العالم أجمع. قد تكون تقليداً لمشاهد من إنتاجات فنية شهيرة جداً أو على أنغام موسيقية أو ذات فكرة جديدة كلياً من ابتكار المستخدمين.
وغالباً ما تتطور فكرة معينة وتصبح فايرال أو تحدياً فتجتاح التطبيق ويشارك الجميع في تنفيذها على طريقتهم.
يوضح التطبيق أنه مناسب لمن هم فوق عمر 13 عاماً، لكن التطبيق لا يعزز هذه السياسة ويترك المضمار مفتوحاً لكل من يريد خوضه، ويمكن تسجيل حساب عليه بعيد ميلاد مزيف لمن هم دون ذلك العمر.
وتوصي جمعية Common Sense Media التي تتابع جديد التكنولوجيا وتأثيرها على العائلات والأطفال، بألا يستخدم الأطفال TikTok حتى سن 16 عاماً.
ولكن إذا كانوا أصغر من هذا العمر، فيجب الإشراف على الأطفال وذلك عبر مشاركة حساب مع طفلهم، باستخدام اسم أحد الوالدين وبريده الإلكتروني، حتى يتمكنوا من التحكم في الوصول وإعدادات الخصوصية.
مخاوف استبدال التلفزيون بالتطبيق
وفقًا لبحث نُشر العام 2020، يقضي الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 6 سنوات وقتاً أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو عبر الإنترنت مثل YouTube وTikTok مما يقضونه في مشاهدة التلفزيون!
يشعر الخبراء، بالقلق من أن الأطفال يفقدون التعلم "العرضي" الذي يأتي مع مشاهدة البرامج التلفزيونية التعليمية، مثل ABC Kids في مقابل فيديوهات فكاهية.
إيجابيات تطبيق تيك توك
مسلية: هناك تدفق لا نهائي من المحتوى الترفيهي على TikTok، ولا بد أن يثير اهتمام جميع أفراد الأسرة.
يحث على الإبداع: بإمكان الأطفال المهتمين بصناعة مقاطع الفيديو الخاصة بهم الوصول إلى عالم من الإلهام الإبداعي، فضلاً عن مئات الأغاني والفلاتر للاختيار من بينها.
مجاني: نظراً إلى عدم وجود تكاليف، بإمكان الوالدين استكشاف التطبيق قبل اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان مناسباً لأطفالهم أم لا.
يصنع علاقات: يعتبر TikTok شبكة اجتماعية، لأنها توفر إمكانات كبيرة لتكوين صداقات جديدة وتكوين اتصالات جديدة. تحتوي هذه المنصة على ملايين المستخدمين حول العالم.
مساعدة العائلات على الترابط: أثناء الإغلاق، ظهرت بعض التحديات اللطيفة على التطبيق والتي شاركت في تنفيذها بعض العائلات كاملة، ومن ضمنهم الأجداد!
سلبيات تطبيق تيك توك
التعرض لمحتوى غير خاضع للرقابة: تتمثل إحدى الميزات الرئيسية لـTikTok في التمرير اللامتناهي عبر مقاطع الفيديو الموصى بها، مما يجعل من السهل جداً على الأطفال التعرض عن طريق الخطأ لمحتوى غير مخصص لهم.
السلوكيات الخطيرة: تنتشر كثير من "التحديات" الكبيرة على TikTok، وبعضها يشجع هذه السلوكيات الخطرة مثل "تحدي مبيّض العين". أو تحدي "الرقص على أغنية كيكي" والذي أدى لحوادث سير خطيرة.
التأثير السلبي: من السهل أن ترى كيف يمكن لـTikTok المساهمة في مسابقات ضارة بين الأطفال، لأن الأطفال يبحثون عن التواصل والقبول لدى الآخرين (في شكل جمع الآراء و الإعجابات والتعليقات والمشاركات)، فقد تؤدي إلى تأثير سلبي على تقدير الذات لدى الأطفال والمراهقين.
كيف يمكن ضبط الأمر؟
يمكن التحكم بمن يشاهد فيديوهات الأطفال عبر الدخول إلى حسابهم والضغط على النقاط الثلاث في أعلى يمين الشاشة والدخول إلى أيقونة Settings.
في أسفل الخيارات يوجد Privacy and Safety؛ وبالتالي يتم تحويل حساب الطفل إلى خاص بدلاً من عام بالضغط على Private.
ويمكن التحكم بمن يستطيع التعليق أو التشارك مع طفلة في صناعة الفيديوهات أو التفاعل أو حتى خاصية إرسال الرسائل وغيرها مما يمكن حصره بالأصدقاء فقط، علماً أن هناك 3 خيارات هي: الجميع، الأصدقاء، لا أحد.
هل تطبيق تيك توك آمن للأطفال؟
غرَّمت الولايات المتحدة التطبيق نحو 6 ملايين دولار بتهمة سوء استخدام بيانات الأطفال عام 2019، وحاول ترامب حظره عام 2020 بدعوى أنه خطر على الأمن القومي بعد استحواذ التطبيق الصيني على معلومات ملايين الأطفال في أمريكا.
وفي السياق نفسه، رفعت فتاة تبلغ من العمر 12 عاماً دعوى قضائية ضد التطبيق بحجة استخدام التطبيق معلوماتها بطريقة غير قانونية.
وقال محاميها، بحسب شبكة BBC، إن التطبيق يجمع بيانات الأطفال ويعالجها لتشغيل خوارزمية التوصية بالفيديو وجذب انتباه المشاهدين وتحقيق عائدات من الإعلانات.
كثير من الوقت الضائع
وتجدر الإشارة إلى أن فيديوهات التطبيق الظريفة تستطيع أن تستقطب انتباه مستخدمه وتدفعه إلى تصفح الشاشة والغوص في محتوى لا ينتهي ولا ينضب، لذلك وجب التنويه!