آلام في الصدر وغثيان وإرهاق، جميعها أعراض الحمل الأولى، وهو الاستنتاج الطبيعي الذي قد تتوصل إليه أي امرأة تأمل الحمل، لكن الحقيقة مختلفة قليلاً، فالحمل الكاذب إنذار خاطئ رغم كل أعراضه الصحيحة.
يُعرف الحمل الكاذب أيضاً باسم الحمل الوهمي، وهو حالة غير شائعة تجعل المرأة تعتقد أنها حامل.
وبينما يظن البعض أنه يُتبع بإجهاض، إلا أن هذا الأمر افتراض خاطئ، فإن لم يتم التلقيح لا يوجد طفل ولم يتم إجهاضه بعد كل هذه الأعراض المضللة.
ولكن ما هي أسباب الحمل الكاذب؟
لا يوجد سبب قاطع وحاسم لحدوث هذا الأمر، ولكن هناك 3 نظريات شائعة حول أسبابه:
- يعتقد بعض المتخصصين في الصحة العقلية أن الأمر مرتبط برغبة شديدة أو خوف من الحمل. من المحتمل أن يؤثر ذلك على جهاز الغدد الصماء، الذي بدوره يسبب أعراض الحمل.
- النظرية الأخرى تتعلق بتحقيق الرغبة. يعتقد بعض المتخصصين في مجال الصحة العقلية أنه عندما تتوق المرأة إلى الحمل وبعد تعرضها لعدة حالات إجهاض أو عقم أو لأنها تريد الزواج، فقد تسيء تفسير بعض التغييرات في جسدها على أنها علامة واضحة على أنها حامل.
- أما النظرية الثالثة فتتعلق بتغيرات كيميائية معينة في الجهاز العصبي مرتبطة باضطرابات الاكتئاب. من الممكن أن تكون هذه التغيرات الكيميائية مسؤولة عن أعراض الحمل الزائف.
واقترح بعض الباحثين أن الفقر أو نقص التعليم أو الاعتداء الجنسي على الأطفال أو مشاكل العلاقات قد تلعب دوراً في إثارة الحمل الزائف، بحسب ما نشره موقع Webmed الطبي.
أعراض الحمل الكاذب
يشبه الحمل العادي بكل أعراضه ولكن بلا وجود جنين ينمو، ولعل العارض الجسدي الأكثر شيوعاً هو تأخر الدورة الشهرية وكبر حجم البطن كأن هناك طفلاً ينمو بأحشاء الأم.
لكن نمو حجم البطن الحقيقي للحمل الوهمي يعود لتراكم الأسباب التالي:
- غازات
- دهون
- براز
- بول
كما أن عدم انتظام الدورة الشهرية للمرأة هو ثاني أكثر العوارض شيوعاً، حيث أبلغت نحو 70% من السيدات عن الشعور بحركة الجنين وبعض الركلات!
من الأعراض الأخرى والأقل انتشاراً:
- غثيان الصباح والقيء
- رقة الثدي
- تغييرات في الثديين، وضمن ذلك الحجمُ والتصبغ
- ظهور بعض الحليب في الثدي
- زيادة الوزن
- آلام المخاض
- سرة البطن المقلوبة
- زيادة الشهية
- تضخم الرحم
- تليين عنق الرحم
يفسر دماغ المرأة خطأً هذه الإشارات على أنها حمل، ويؤدي إلى إطلاق الهرمونات (مثل الإستروجين والبرولاكتين) التي تؤدي إلى أعراض الحمل الفعلية.
قد تستمر هذه الأعراض ما بين بضعة أسابيع إلى 9 أشهر كاملة، بحسب جمعية American Pregnancy، وقد تشعر المرأة بآلام المخاض وتتجه إلى الولادة، لتكتشف أنها لم تكن حاملاً من الأساس.
هل هناك علاج للحمل الكاذب؟
لا يوجد سبب جسدي لحصول هذا الحمل، وبالتالي لا توجد توصيات طبية عامة لعلاجه، يكفي أن تتأكد المرأة من حدوث الحمل، عبر الخضوع لصورة صوتية أو إجراء اختبار الاستماع لدقات قلب الجنين.
ولأن حالات الحمل الكاذب تحدث عامةً لدى النساء اللاتي يعانين من عدم الاستقرار النفسي، لهذا السبب، يجب أن يكنّ تحت رعاية معالج نفسي.
فعندما تعتقد المرأة أنها حامل، خاصة لفترة عدة أشهر، فقد يكون من المخيب للآمال اكتشاف أن الأمر برمته مجرد وهْم.
لذا يتوجب على الطبيب نقل الخبر بطريقة مدروسة وتقديم الدعم النفسي، ومن ضمن ذلك العلاج، لمساعدة المريضة على التعافي من خيبة أملها.
ما مدى شيوع الحمل الكاذب؟
وفقاً للمجلة الهندية للطب النفسي، فإن هذا الحمل أصبح نادراً جداً على الرغم من أنه يحدث منذ العصور القديمة، إذ وصفه أبقراط في عام 300 قبل الميلاد، إلا أنه في الوقت الحاضر غير موجود بشكل شائع بين عامة السكان.
وتعد القارة الإفريقية أكثر الأماكن الجغرافية التي ما زال هذا الحمل يحدث فيها بنسبة امرأة من كل 160 يعانين تأخراً في الإنجاب أو العقم.