أحياناً لا تُجدي منتجات التفتيح وتجديد خلايا البشرة نفعاً ولا تمنحنا النتيجة التي ترضينا، لذلك نتجه حينها للتقشير كحل سريع ومضمون الفاعلية. وشخصياً عندما بدأت في البحث حول التقشير بالليزر، كانت الأسئلة الأهم بالنسبة لي: هل يناسب التقشير بالليزر نوع بشرتي؟ وهل التقشير بالليزر مؤلم؟ وما هي أسعار التقشير بالليزر؟ وما النتيجة التي سأحصل عليها بعد جلسة التقشير بالليزر؟ وما الآثار السلبية التي قد تحدث؟
ما هو التقشير بالليزر؟
التقشير بالليزر هو طريقة علاجية لإزالة طبقات الجلد الميتة بعناية شديدة تضمن تكوين خلايا جلد جديدة أثناء عملية التعافي، لتمنحنا في النهاية بشرة مشدودة وأكثر إشراقاً وشباباً، ويستخدم أيضاً لعلاج حب الشباب، وآثار التعرض للشمس أو التقدم في السن.
ولأن هذا التطبيق يزيل طبقة الجلد الخارجية، يخشى البعض من أن يضعف الليزر الجلد مع مرور الوقت، لكن أطباء الجلد يطمئنون من هذه الناحية، إذ قالت طبيبة الأمراض الجلدية البريطانية شيتال سابرا لمجلة المرأة The List: "يستخدم الليزر ضوءاً أو حرارة منخفضة المستوى لإزالة مستوى سطح الجلد بأقل ضرر ممكن، وهذه الإصابة المجهرية في سطح الجلد تحفز عملية الشفاء الطبيعية، ما يسمح للجسم باستبدال الجلد التالف أو الميت بجلد جديد وصحي".
ما هي أنواع التقشير بالليزر؟
النوعان الأكثر شيوعاً هما:
- ليزر ثاني أكسيد الكربون: يزيل الطبقة الخارجية الرقيقة من الجلد (البشرة) ويسخن الجلد الكامن (الأدمة)، مما يحفز نمو ألياف الكولاجين الجديدة، وعندما تلتئم البشرة وتنمو مرة أخرى، تبدو المنطقة المعالجة أكثر نعومة وأكثر إحكاماً.
يستخدم طاقة ضوئية نبضية قصيرة جداً (تُعرف باسم ultrapulse) أو أشعة ضوئية مستمرة لإزالة طبقات رقيقة من الجلد، ويستغرق التعافي ما يصل إلى أسبوعين.
- ليزر الإربيوم: صُمم لإزالة الخطوط والتجاعيد السطحية والعميقة إلى حد ما على الوجه أو اليدين أو الرقبة أو الصدر. تتمثل إحدى فوائد إعادة تسطيح الجلد بليزر الإربيوم في الحد الأدنى من حرق الأنسجة المحيطة.
يتسبب هذا الليزر في آثار جانبية أقل، لذلك فإن وقت الشفاء منه أسرع، وقد يستغرق التعافي أسبوعاً واحداً فقط. وعموماً إذا كان لون بشرتك أغمق، فإن ليزر الإربيوم سيعمل بشكل أفضل بالنسبة لك.
هل التقشير بالليزر مؤلم؟
قد تتساءلين عما إذا كان الإجراء مؤلماً. أفاد موقع Healthline أن طبيبك سيضع مخدراً موضعياً يساعد في تخدير وجهك قبل بدء تمرير أشعة الليزر على وجهك، وقد يصف لك الطبيب أيضاً مهدئاً أو مسكنات للألم اعتماداً على حجم المنطقة التي تعالجينها وعمقها، فكلما كان التطبيق أعمق كلما زاد استخدام المخدر لتجنب الإحساس بالألم.
هل يناسب كل أنواع البشرة؟
لا يزال هناك اعتقاد خاطئ بأن التقشير بالليزر لا يناسب جميع ألوان البشرة، لكن هذا كان في الماضي قبل ابتكار أجهزة ليزر أكثر تطوراً تناسب كل أنواع البشرة وكل درجاتها.
إذ أجابت طبيبة الجلدية سابرا عن هذا السؤال بالقول: "في درجات لون البشرة الداكنة، هناك دائماً خطر متزايد للتصبغ عند استخدام العلاجات القائمة على الضوء مثل تقشير الجلد بالليزر، لكن الأجهزة اليوم قد تم تحديثها بشكل كبير وحسنت أساليبها".
ومع ذلك، فإنه للحصول على أفضل نتيجة من المهم رؤية طبيب أمراض جلدية معتمد لاختيار التقنيات الأنسب لنوع بشرتك.
ماذا يحدث في جلسة العلاج بالليزر؟
يستغرق علاج أجزاء فقط من الوجه حوالي 30 إلى 45 دقيقة، لكن قد يستغرق علاج الوجه الكامل ما يصل إلى ساعتين. لكن في كل الأحوال ستغادرين عيادة التجميل في اليوم نفسه، وليس هناك أي حاجة للمبيت.
بعد إجراء التطبيق، يقوم الطبيب بتضميد المناطق المعالجة. وبعد 24 ساعة ستحتاجين إلى تنظيف المناطق المعالجة أربع إلى خمس مرات في اليوم ثم وضع مرهم مثل الفازلين لمنع تكون القشور.
وبعد أسبوع إلى أسبوعين وفي بعض الحالات قد يطول الأمر إلى ثلاثة أسابيع ستبدأ طبقة الجلد الميتة في السقوط من تلقاء نفسها، لكن من المهم ألا تقومي بشدها قبل أوانها حتى لا تسبب جروحاً أو التهاباً.
ما الآثار الجانبية المتوقعة للتقشير بالليزر؟ وما علاجها؟
على الرغم من أن تقشير الجلد لا ينتج عنه بشرة مثالية، إلا أنه يحسن مظهر بشرتك، ورغم ذلك هناك بعض المخاطر المحتملة، ومنها:
- حروق بسبب حرارة الليزر أو التعرض للشمس بعد الجلسة.
- ظهور ندبات.
- تغيرات في لون الجلد، بما في ذلك المناطق ذات البشرة الداكنة أو الفاتحة.
- حدوث عدوى بكتيرية.
أما بالنسبة للتورم بعد تقشير الجلد بالليزر فيعد أمراً طبيعياً، وقد تشعرين بالحكة أو اللسع لمدة 12 إلى 72 ساعة بعد العملية. لذلك ربما يصف الطبيب كريماً خاصاً للتحكم به حسب حالتك، أو قد تكتفين باستخدام كمادات الثلج، ويختفي هذا الشعور في غضون 48 ساعة على الأكثر.
أيضاً قد يظهر لون البشرة أكثر احمراراً، وينصح حينها باستخدام كريمات ومكياج خالٍ من الزيوت. يختفي الاحمرار في غضون أيام لكنه قد يطول إلى أشهر في بعض الحالات خصوصاً مع أصحاب البشرة الفاتحة، وفق موقع WebMD.
الأشخاص ذوو البشرة الداكنة هم أكثر عرضة للإصابة بالتصبغ الداكن. قد يؤدي استخدام عامل التبييض قبل وبعد تقشير الجلد بالليزر إلى تقليل ذلك- بالإضافة إلى تجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل صارم باستخدام واقٍ من الشمس بشكل يومي واسع الطيف.
وفي حال ظهرت عدوى بكتيرية وظهرت الحبوب على بشرتك فحينها سوف تحتاجين إلى أمرين هامين، هما استخدام كريم مضاد حيوي تحت إشراف الطبيب، والثاني هو عدم لمس البثور وحكها حتى لا تترك أثراً. وعموماً، يتجنب بعض الأطباء هذا الأثر الجانبي بوصف كريم مضاد حيوي للاستخدام من البداية.
ومن المهم أيضاً تجنب الخروج في الشمس بعد الجلسة وفي اليوم التالي، واستخدام واقي شمس يحمي من الأشعة فوق البنفسجية بعامل حماية (SPF 30) خصوصاً خلال فترة التقشير.
كذلك قد تطول فترة الشفاء في بعض الحالات، لذلك قد يطلب الطبيب عدم تناول أي أدوية أو مكملات- مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين أو فيتامين E- قبل 10 أيام من الجراحة، وكذلك يطلب إيقاف التدخين لمدة أسبوعين قبل الإجراء، وفق موقع MayoClinic الطبي.
ما هو سعر التقشير بالليزر؟
إذا كنتِ تشعرين بالاستعداد لتجربة ذلك، فقد ترغبين أيضاً في معرفة التكلفة. وفقاً للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، يمكن أن تكلف الجلسة ما بين 1200 دولار إلى 2000 دولار تقريبًا. السعر في الدول العربية قريب من قيمة هذا الرقم بالعملات المحلية، وفق جولة سريعة عن الأسعار عبر موقع "تجميلي" المتخصص في متابعات تقنيات وعمليات التجميل في الشرق الأوسط.