سمعتِ عن البشرة الشاحبة بالتأكيد، ولكن قد لا تكونين متأكدة مما إذا كانت تنطبق على لون بشرتك. فالاعتقاد السائد أن البشرة الشاحبة تصاحب كبار السن، أليس كذلك؟ للأسف هذا الاعتقاد خطأ.
فقدان التوهج الصحي للبشرة، وظهورها بمظهر باهت لا يرتبط بالعمر أو التعب فقط أو حتى التدخين، وإنما قد يكون إشارة إلى عوامل أخرى، نتعرف عليها في هذا التقرير، كما نستعرض السبيل لاستعادة حيويتها وتوهجها مجدداً.
الملوثات في البيئة المحيطة
قد تتسبب البيئة المحيطة في شحوب البشرة وبهتان لونها عن طريق ملوثات الهواء والرطوبة المنخفضة والرياح القاسية، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
الجزيئات السامة الصغيرة الموجودة في الهواء الملوث، مثل انبعاثات أول أكسيد الكربون أو أكسيد النيتروجين من السيارات، لا تلوث سطح الوجه فقط؛ بل تسد المسام وتقلل الأكسجين.
كما يخلق الهواء الملوث أيضاً جذوراً حرة على الجلد، وهو ما يضع البشرة على المسار السريع للشيخوخة، ويظهر كتجاعيد ولون غير متجانس.
ففي إحدى الدراسات، خلص الباحثون إلى أن التعرض المطول والمتكرر لمستويات عالية من الملوثات قد تكون له آثار عميقة على الجلد.
فهذه الملوثات تسبب الالتهابات، وتحفز الخلايا الصبغية؛ وهو ما يتسبب في ظهور بقع وتجاعيد غير مرغوب فيها.
وللتخلص من آثار التلوث البيئي، يجب غسل الوجه دائماً قبل النوم؛ للتخلص من الجسيمات الضارة التي تسد المسام إذا بقيت على البشرة طوال الليل.
كذلك من الضروري استخدام واقي الشمس يومياً، لأن الأشعة فوق البنفسجية تضخم آثار الملوثات.
وإذا كنت تعيشين في منطقة شديدة التلوث، فإن إحدى سبل مواجهة آثار البيئة السيئة تكمن في ممارسة بعض التمارين الرياضية. نشاط الأيروبيك يعزز الدورة الدموية على الجلد، وهو ما يساعد على تبادل المواد الغذائية وإزالة السموم من خلايا الجلد.
الجفاف وقلة الترطيب
يقلل الجفاف من تدفق الدم إلى البشرة، وهو ما يجعلها تبدو شاحبة وباهتة. ويمنع الجفاف الجلد من أداء وظائفه، ويقلل مهمة تجدد الخلايا.
يؤدي هذا إلى تراكم الخلايا الميتة على السطح؛ وهو ما يسبب انسداد المسام وشحوب لون الجلد.
كما يتسبب الجفاف المستمر، في حدوث أضراراً دائمة، مثل الخطوط الدقيقة، وترهل الجلد، وظهور التجاعيد الدقيقة.
الحل بطبيعة الحال هو شرب كمية مناسبة من المياه؛ وهناك كثير من الآراء حول كمية المياه التي يجب أن نستهلكها، وتوصي الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بتناول نحو 15.5 كوب (3.7 لتر) من السوائل للرجال، ونحو 11.5 كوب (2.7 لتر) من السوائل يومياً للنساء.
يمكن إمداد الجلد بمزيد من الرطوبة باستخدام الأمصال الجلدية والكريمات ومستحضرات التجميل صديقة البشرة التي تحتوي على حمض الهيالورونيك.
تراكم خلايا الجلد الميتة
الطبقة العليا من البشرة هي في الحقيقة خلايا الجلد الميتة، وهذا شيء جيد، لأنها تساعد على حماية طبقات الجلد تحتها.
ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن أن يكون التراكم أكثر من اللازم، إذ يلقي الجلد باستمرارٍ الخلايا الميتة، فيظهر باهتاً ويسلط الضوء على الخطوط الدقيقة والتجاعيد.
في هذه الحالة تجب إزالة خلايا الجلد الميتة بانتظام بالتقشير.
يعتبر التقشير ضرورياً لمنع انسداد المسام وإزالة خلايا الجلد الميتة الزائدة، مع منع الملوثات والأوساخ والبكتيريا من التراكم.
يتم تقشير البشرة بلطف مرة أو مرتين في الأسبوع، والذي بدوره يسمح بامتصاص منتجات العناية بسهولة.
الضغط العصبي والتوتر
العلاقة بين التوتر وصحة الجلد علاقة أزلية، فالمستويات غير الصحية من الإجهاد قد تكون سبباً لأمراض الجلد المتعددة.
يؤدي ظهور الإجهاد المفاجئ إلى استجابة القتال أو الهروب. نظراً إلى أن ذلك يحول مزيداً من الدورة الدموية إلى الأعضاء الحيوية، مثل القلب والدماغ والرئتين، فإن الدم يتدفق مبتعداً عن الجلد، ومن ضمن ذلك الوجه.
مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي الضغط العصبي المزمن إلى بشرة باهتة. كما أنه يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكورتيزول؛ وهو ما يسبب التهاباً في جميع أنحاء الجسم.
يجب الابتعاد عن الضغوط العصبية والتوتر؛ من أجل سلامة الجسم بأكمله، ويمكن التغلب عليه ببعض الوسائل البسيطة مثل ممارسة التأمل واليوغا والرياضة، ومحاولة الابتعاد عن ضغوط العمل في غير أوقاته، والترويج عن النفس في أوقات الفراغ.
قلة مضادات الأكسدة سبب البشرة الشاحبة
هناك عديد من العوامل المحيطة بنا تساعد على حدوث إجهاد تأكسدي في أجسامنا، من ضمنها التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
وفي حين تنتج خلايا الجسم بشكل طبيعي جذوراً حرة في أثناء التمثيل الغذائي، فإنها تنتج أيضاً مضادات أكسدة لتحييد الجذور الحرة.
ولكن، في حال لم ينتج الجسم ما يكفي من مضادات الأكسدة، ولم يحصل عليها في الغذاء، فلا يمكنه التغلب على الجذور الحرة؛ وهو ما يسبب انتشار الالتهابات في الجسم، وضمن ذلك البشرة.
قد تتسبب الجذور الحرة في بهتان لون البشرة، وظهور الخطوط الدقيقة فيها، واتساع المسام.
لمنع تأثيرات الجذور الحرة، يجب إمداد الجسم بالأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، وضمنها الشوكولاتة الداكنة، والتوت، والفراولة، والكرنب الأحمر، والسبانخ، والبنجر وغيرها كثير من الأطعمة الصحية.
قلة النوم
تؤدي قلة النوم إلى خلل في طبقة الأدمة، وهي الطبقة التي تقع مباشرة تحت البشرة وتتألف من نسيج ضام يحمل الأوعية الدموية والليمفاوية.
بطبيعة الحال تنخفض مستويات الحموضة للبشرة وتجف؛ والنتيجة مظهر غير صحي يبدو باهتاً وجافاً.
في أثناء النوم، يعمل الجسم على إزالة خلايا الدم الميتة، وهو ما يوفر مساحة للخلايا الجديدة. ولكن مع قلة النوم، فإنك تحرم الجسم من حركة الخلايا الأساسية التي تؤثر في صحة الجسم بأكمله.
من الضروري أن تحصل على القسط الكافي من النوم، أي ما بين 7 و9 ساعات من النوم كل ليلة.
التدخين
التدخين ضار بشكل خطير على البشرة، على المديين الطويل والقصير، إذ يسبب تدخين السجائر انهيار الكولاجين، وهو ما يجعل البشرة تبدو شاحبة وتظهر عليها التجاعيد بمرور الوقت.
الحل بالطبع يكمن في الإقلاع عن التدخين، وسوف تشعرين بالتحسن في سائر الجسم وليس البشرة فقط.