هل قمتِ مؤخراً بفطام طفلكِ من الرضاعة الطبيعية؟ هل تجدين نفسكِ تشعرين بالضيق بشكل غير عادي؟ هل تريدين معرفة ما إذا كان هذا طبيعياً أم لا؟ بينما ينمو الطفل ويبدأ في التخلُّص من الرضاعة الطبيعية، تشعر بعض الأمهات بأنهن يفقدن العلاقة الوثيقة التي تحدث بسبب الرضاعة الطبيعية، في بعض الحالات يمكن لهذا التغيير، إلى جانب التغيرات الهرمونية، أن يُسبب اكتئاب ما بعد الفطام، في هذا التقرير سنتناول اكتئاب ما بعد الفطام، وكيف يمكنك التعامل معه.
متى ينبغي فطام طفلِك؟
الفطام عملية تحويل غذاء الرضيع من حليب الأم أو الحليب الصناعي إلى الأطعمة والسوائل الأخرى. في معظم الحالات، يكون اختيار وقت الفطام قراراً شخصياً، قد يتحدَّد بناءً على العودة إلى العمل أو صحّة الأم أو الرضيع أو مجرّد الشعور بأنّ الوقت مناسب، لكن أيّاً ما كان السبب ينبغي أن يكون فطام الرضيع عملية تدريجية.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإرضاع الطفل رضاعة طبيعية حتى بلوغه 6 أشهر، بعد 6 أشهر، توصي الأكاديمية بمزيجٍ من الأطعمة الصلبة إلى جانب حليب الثدي حتى يبلغ الطفل عاماً واحداً على الأقل، وتنصح الأكاديمية بعدم إعطاء حليب البقر للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنة واحدة.
يمكن أن يكون عُمر الفطام من 12 إلى 18 شهراً، وفقاً لقرار الأم ومناقشة الطبيب.
اكتئاب ما بعد الفطام
اكتئاب ما بعد الفطام هو اضطراب مزاجي مُشابه لاكتئاب ما بعد الولادة، ويتميّز بمشاعر الحزن الشديد والإرهاق، ويحدث ذلك أثناء الفطام أو بعده.
يعتقد الأطباء أن التغيُّرات العاطفية التي تحدث أثناء الفطام، إلى جانب التقلبات الهرمونية، تسبب هذا الاضطراب. يُعدّ هرمون "الأكسيتوسين" الذي يُدّعم الشعور بالارتياح ضرورياً للرضاعة الطبيعية، ويُنتج الأوكسيتوسين مشاعر الهدوء والمودة التي تساعدك على الارتباط بالطفل. كذلك أثناء الرضاعة يتم إنتاج هرمون البرولاكتين، والذي يُعزز مشاعر الاسترخاء في الأم.
أثناء الفطام، تبدأ مستويات الأوكسيتوسين والبرولاكتين، والهرمونات الأخرى، في الانخفاض، قد يكون هذا مفاجئاً جداً بالنسبة للجسم ويؤدي إلى اكتئاب ما بعد الفطام، فإذا كان الفطام يسير بشكلٍ أسرع مما كنتِ تتوقعين، أو إذا لم تكوني مستعدَّةً للفطام ولكنكِ بحاجة إليه لأسباب طبية، فأنتِ أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الفطام.
أعراض اكتئاب ما بعد الفطام
هناك بعض الأعراض التي تُعبر عن اكتئاب ما بعد الفطام، ومنها: الإرهاق الشديد والتعب، ومشاكل في النوم ليلاً، والحزن الشديد والمستمر، وعدم القدرة على الاهتمام بطفلكِ أو عائلتك، والشعور بالقلق المستمر، قد يُصاحب هذا أيضاً أفكار بإيذاء نفسك.
كل امرأة مختلفة بالطبع عن الأخرى، وكذلك كلّ حالة مختلفة عن الأخرى، خصوصاً أنّ بعض هذه الأعراض أعراض لأمراض أخرى، لذلك يمكن أن تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الفطام بمستوياتٍ متفاوتة من الشدة، لكن يجب الاستماع إلى جسدكِ وعواطفكِ، حينها ستكونين قادرة على معرفة ما إذا كان هناك شيء ما غير صحيح.
إلى متى يستمر اكتئاب ما بعد الفطام؟
الاكتئاب في مرحلة ما بعد الفطام مشكلة عامة على المدى القصير، فعندما تستقر الهرمونات و تبدئين في روتين جديد، سيبدأ الشعور بالتحسُّن.
لكن بشكل أساسي، إذا كنتِ تشعرين بمشاعر الحزن الشديد، والتي تستمر لمدة تزيد عن أسبوعين، فيُمكنكِ التحدث مع طبيبكِ، خاصةً إذا كُنتِ قد عانيتِ من الاكتئاب من قبل، سواء أثناء الحمل أو مع أطفال آخرين.
الأمهات الأكثر عُرضة لاكتئاب ما بعد الفطام
قد يحدث اكتئاب ما بعد الفطام لأي أم، لكن قد تكون بعض الأمهات أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الفطام، مثل:
- الأمهات اللاتي لديهن تاريخ من الاكتئاب أو غيرها من الأمراض العقلية.
- الأمهات اللاتي شهدن اكتئاب ما بعد الولادة.
- الأمهات اللاتي شهدن ولادة مؤلمة، مثل القيصرية غير المخطط لها.
- الأمهات اللاتي يكافحن مع تغيرات الحياة، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، أثناء الحمل.
- الأمهات اللاتي يُعانين من عدم وجود دعم نفسي سواءً من الزوج أو العائلة والأصدقاء.
كيف يمكن التعامل مع اكتئاب ما بعد الفطام؟
لتقليل الشعور باكتئاب ما بعد الفطام، يُمكنكِ اتباع هذه النصائح الثلاث:
- افطمي طفلكِ ببطء: خذي وقتكِ في فطام طفلكِ من حليب الأم، الحدّ بشكل كبير من الإرضاع بمعدّل سريع هو طريقة مؤكدة لتعريضكِ للضيق بسبب تشوش هرموناتك، الفطام التدريجي يسمح لجسمكِ أن يتقبل الأمر، لأنه يجعل التقلبات الهرمونية أقل وضوحاً.
- احرصي على العادات الصحية: يجب التركيز على تنفيذ عادات الحياة الصحية، بما في ذلك الحصول على قسطٍ كاف من النوم ونظام غذائي صحي وممارسة بعض التمارين الرياضية يومياً، سيساعد هذا في التعامل مع اكتئاب ما بعد الفطام.
- حافظي على ترابطكِ مع طفلكِ: يُمكنكِ الحرص على الارتباط بطفلكِ بطريقة جسدية حتى بعد انتهاء الرضاعة الطبيعية، حافظي على ملامسة الجلد للجلد، كما يُمكنكِ القيام بتدليك طفلكِ، سيُخفف عنكِ هذا وطأة الشعور بانفصال طفلكِ عنكِ.