كان يعتقد من أمد بعيد أن النساء أقل استعداداً للحرب مقارنة بالرجال، أي أكثر ميلاً للسلم عن الحرب.
لكن تكشف دراسة أجراها المركز الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية NBER عام 2017، أن الملكات تخطَّين الملوك بنسبة 27% من حيث استعدادهن لشنِّ الحروب عبر القرون.
بحسب موقع صحيفة The Daily Mail البريطانية، بدأ الباحثون هذه الدراسة لاختبار ما إذا كان هناك المزيد من السلم تحت حكم الإناث أم الرجال.
ملكة وإمبراطورة
حلل الخبراء الأمريكيون الملوك والملكات الأوروبيين في الأساس، في الفترة ما بين 1480 وحتى 1913، مما يغطي 193 منطقة حكم في 18 دولة.
ضمت الدراسة ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى، التي اشتهرت بهزيمة الأسطول الإسباني في عام 1588، وكاثرين الثانية التي جعلت من روسيا قوة كبرى في القرن الثامن عشر، وإيزابيلا الأولى ملكة قشتالة، التي ساعدت إسبانيا على الهيمنة على العالم في القرن الخامس عشر والقرن السادس عشر.
وجد الباحثون أنه في ظل حكم ملكة كانت الدولة أكثر قابلية للانخراط في صراع أكثر مما لو كانت تحت حكم ملك.
وكنّ أيضاً أكثر قابلية للسيطرة على المقاطعات، وأكثر عرضة للهجوم. يعتقد الخبراء أن هذا ربما يكون بسبب أن القوى الخارجية كانت ترى أن الحكام النساء "يسهل إخضاعهن" وأن بلادهن أكثر ضعفاً.
نظرة منتشرة عن النساء
جمع هذه الدراسة أكاديميون من جامعة شيكاغو وكلية ويليام وماري في فيرجينيا. وكتب الأكاديميون: "وجدنا أن فترات حكم الملكات ارتبطت بحروب بين الدول أكثر من فترات حكم الملوك. بالإضافة إلى أن الملكات أيضاً كنّ أكثر قابلية للفوز بالمزيد من الأراضي في أثناء فترات حكمهن".
قال معدو الدراسة إن اكتشافاتهم تتعارض مع "نظرة منتشرة بأن النساء أقل عنفاً من الرجال، وأن الدول التي تقودها النساء ستكون أكثر سلماً من الدول التي يحكمها الرجال".
أحد الأسباب المحتملة للعدوانية الزائدة لدى الملكات مقارنة بالملوك، هو أنها كانت إشارة على أنهن لسن ضعيفات.
لكن أشار معدو الدراسة إلى أن هذا غير محتمل، لأن الملكات كن مولعات بالحرب طوال فترات حكمهن، ليس فقط في البداية، بل في الوقت الذي تكون لديهن حاجة أكبر ليظهرن أنهن جاهزات للمعارك.
جاءت الدراسة بعد أن ادعى ستيفين بينكر، المؤلف الكندي، أن الرجال خططوا "تقريباً لكل حروب العالم والمذابح العرقية".
وأيضاً أصر الكاتب الأمريكي، فرانسيس فوكوياما، على أن الزيادة في الحكام الإناث ستؤدي بنا إلى زيادة في السلام في جميع أنحاء العالم.