يمكن لفكرة ظهور نتيجة خاطئة إيجابية على اختبار الحمل أن تصبح أمراً مدمراً، خصوصاً بالنسبة للنساء اللاتي يعانين صعوبة في الإنجاب، أو النساء اللاتي يحاولن الحمل بصورة نشطة.
فآخر ما تريدينه هو اكتشاف أن حملك كاذب بعد أن تقافزتِ سعادةً به.
على الجانب الآخر، فإن تلقي نتيجة إيجابية خاطئة لاختبار الحمل بينما تحاولين بشدة تجنبه أمرٌ مساوِ في السوء.
لحسن الحظ، فإن النتائج الإيجابية الخاطئة لاختبارات الحمل أمرٌ نادر، لكن بإمكانه أن يحدث.
فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً لظهور نتائج إيجابية خاطئة لاختبارات الحمل، وفق ما عددتها مجلة Self الأمريكية.
أولاً كيف يعمل اختبار الحمل؟
تتحقق اختبارات الحمل المنزلية بالأساس من وجود هرمون الحمل HCG.
وHCG هو اختصار قصير لموجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية، والتي ينتجها الجسم أثناء الحمل.
وفقاً لعيادة مايو كلينيك، تتشكل المشيمة بعد تعلق البويضة المخصبة ببطانة الرحم مباشرةً، ثم تنتج هرمون HCG.
وبحسب الجمعية الأمريكية للحمل، فإنه يمكن لاختبار الدم الكشف عن هرمون الحمل HCG بعد حوالي 11 يوماً من حدوثه، أما اختبار البول فيكشف عنه بعد مرور من 12 إلى 14 يوماً.
وعادةً ما يتضاعف مستوى هرمون الحمل HCG لدى المرأة كل 72 ساعة في الفترة من الأسبوع الثامن إلى الأسبوع الحادي عشر للحمل. بعدها يحافظ على ثبات نسبته ويتناقص بعد الولادة.
صُمم اختبار الحمل المنزلي للكشف عن وجود هرمون الحمل HCG في البول. إذا كان الهرمون موجوداً، فإنه يحفز حدوث تفاعل كيميائي وسيشير جهاز الاختبار لحملِك. أما في حالة عدم وجوده، فستظهر نتيجة الاختبار بالسلب.
في العديد من الاختبارات، يدل ظهور خطين على حملك، وخط واحد على عدم حملك، لكن ذلك يعتمد على العلامة التجارية للاختبار.
إذ تستخدم بعض الاختبارات علامات موجبة وسالبة. في حين تحتوي بعض اختبارات الحمل الرقمية على شاشة تقرأ بوضوح كلمتي "حامل" أو "غير حامل" .
يبدو الأمر بسيطاً، أليس كذلك؟ بحسب عيادات مايو كلينيك، فإن معظم اختبارات الحمل المنزلية تزعم أنها دقيقة بنسبة 99٪.
عادةً لا يمكن للموجات فوق الصوتية الكشف عن الحمل حتى الأسبوع الخامس أو السادس، لحين ظهور كيس الحمل لأول مرة، ولذا تعد اختبارات الحمل المنزلية مفيدة للغاية.
لكن في بعض الأحيان، يمكن لعناصر أخرى العبث بنتائج اختبار الحمل وإخبارك بأنك حامل في حين أنك لستِ كذلك.
فيما يلي، الأسباب الأرجح لحصولك على نتيجة إيجابية كاذبة لاختبار الحمل:
1- انتظرت فترة أطول من اللازم
إذا أجريتِ اختبار حمل قياسي ذا مؤشرات خطية، فمن المهم التحقق من النتائج في الإطار الزمني المحدد عليه.
إذا انتظرتِ مدة طويلة قبل قراءة النتائج، فإنه من الممكن أن يتبخر البول الموجود على الاختبار ليبدو وكأن نتيجتك تحتوي على خطين بدلاً من خط واحد فقط.
يقول د. جميل عبدالرحمن، طبيب أمراض النساء والتوليد المعتمد من البورد الأمريكي: "في أغلب الأحيان يرى الناس خطوطاً ناتجة عن التبخر، إذ يبدأ البول بالتبخر من على سطح جهاز الاختبار" .
يتسبب هذا في أن يبدو الجهاز وكأنه يحتوي على سطرٍ ثانٍ باهت، مما يجعل النتيجة تبدو إيجابية، في حين أنه يحتوي فعلاً على خط واحد فقط.
2. اختبار الحمل منتهي الصلاحية
يقول الدكتور عبدالرحمن إن السبب الثاني الأكثر شيوعاً لتلقي مرضاه نتائج حمل إيجابية كاذبة، هو انتهاء صلاحية أجهزة الاختبار نفسها.
فعندما يتجاوز الاختبار تاريخ صلاحيته، فإن المادة الكيميائية التي تتحقق من وجود هرمون الحمل لا تعمل دوماً مثلما ينبغي لها، عندئذ ستحصل على قراءة خاطئة على الأرجح.
3. تتناولين أدوية خصوبة
إذا أجريت اختبار الحمل بعد وقت قصير من تناولك دواء للخصوبة يحتوي على هرمون الحمل HCG،مثل بعض الحقن التي غالباً ما تكون جزءاً من التلقيح الصناعي، فعندئذ ربما تتلقين نتيجة إيجابية خاطئة.
4. تعرضتِ لإجهاض مبكر للغاية
ربما تأتي دورتك الشهرية بعد أيام قليلة من حصولك على نتيجة إيجابية لاختبار الحمل مما يدفعك لافتراض أنها كانت نتيجة خاطئة.
ومع ذلك، ربما يكون الأمر أنك كنت حاملاً حقاً لكن مررت بإجهاض مبكر للغاية.
تحدث معظم حالات الإجهاض في الأسابيع الـ 13 الأولى للحمل، وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات حقيقية، تشير التقديرات إلى أن العديد من حالات الإجهاض تحدث قبل أن تعرف المرأة حتى بحملها.
5. لديك نسبة متبقية من هرمون الحمل بعد عملية ولادة أو إجهاض
من الممكن أن يظل هرمون الحمل في جسمك لعدة أشهر بعد مرورك بتجربة الولادة أو الإجهاض.
تقدر الجمعية الأمريكية للحمل أن مستويات هرمون الحمل تستغرق من 4 إلى 6 أسابيع لكي تعود إلى معدلها الطبيعي بعد مرور المرأة بالإجهاض.
هذا لأن جزءاً من المشيمة يمكنه أن يبقى متروكاً داخل الجسم.
6. كان حملك خارج الرحم
وفقاً لمايو كلينيك، يحدث الحمل خارج الرحم عندما ينتهي الأمر بالبويضة المخصبة إلى نموها خارج الرحم، عادة في قناة فالوب، بدلاً من داخله.
ومع ذلك، يمكن أن يحدث الحمل خارج الرحم في المناطق التناسلية الأخرى كذلك، مثل المبيض أو عنق الرحم.
ولا يعد الحمل خارج الرحم قابلاً للاستمرار، لأن الجنين ليس بداخل الرحم حيث يمكنه النمو والتطور.
لكن رغم ذلك، سيظل الجنين ينتج هرمون الحمل، والذي يمكنه أن يتسبب في نتيجة زائفة لاختبار الحمل.
وفقًا لمايو كلينك، يمكن للحمل خارج الرحم أن يهدد حياتك. في حال مواجهة أي من الأعراض التالية، اتصلِ بطبيبك على الفور:
- ألم شديد في البطن أو الحوض أثناء الحمل.
- نزيف مهبلي (وهذا أمر غير طبيعي).
- دوخة شديدة أو الدوار.
- أي أعراض أخرى تشعرك بالقلق.
وأخيراً، إذا تلقيت نتيجة إيجابية لاختبار الحمل، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو استشارة طبيبك.
يمكن لطبيب أمراض النساء والتوليد الخاص بك إجراء اختبار دم للتمعن في فحص مستويات هرمون الحمل وإزالة أي أخطاء محتملة في اختبار الحمل.
أما إذا جاءت نتيجة الاختبار بالسلب، فاعلمِي أن ظهور نتيجة سلبية خاطئة هو أمر وارد أيضاً.
وعلاوة على ذلك، يوصى أيضاً بإجراء اختبار حمل آخر بعد يومين للتأكد.