ثمن التذكرة 30 ألف دولار، والطاولة 275 ألف دولار. إنه حفل الـ Met Gala السنوي في أميركا أو "أوسكار الساحل الشرقي".
لماذا يُعقد هذا الحفل؟ ولماذا يكلّف حضوره هذا المبلغ الطائل؟
رسميّاً، الـ "غالا" حفل خيري من تنظيم معهد الأزياء التابع لمتحف متروبوليتان للفنون، وهو مهرجان ينعقد في يوم الإثنين الأول من شهر مايو/أيّار من كل عام، لجمع أموال من أجل معهد الأزياء.
أما بشكل غير رسمي، وبحسب ما تشير صحيفة New York Times الأميركية، الخميس 3 مايو/أيار 2018، فهو ليلة احتفالية يُطلق عليها الكثير من الأسماء، بما في ذلك "حفل العام"، و"أوسكار الساحل الشرقي".
يرجع ذلك بشكل كبير إلى النجوم ذوي الشهرة العالمية، والسجادة الحمراء المتقنة، التي يقف عليها الحضور قبل صعود درجات سلّم المدخل الكبير للمتحف. ويُطلق عليه أيضاً حفل "الصرّاف الآلي"، حيث يدر النجوم أموالاً طائلة للمنظمين.
ويأتي حفل هذا العام بوحي ديني عنوانه "الأجسام السماوية: الموضة والخيال الكاثوليكي". تستصيفه خبيرة الموضة العالمية آنا وينتور، وريهانا ودوناتيلا فيرساتشي، وأمل كلوني.
وهناك مقاعد شرفية لكل من ستيفن شوارزمان، مؤسس مجموعة Blackstone للاستشارات المالية، وزوجته كريستين. وهما أول شخصين يُدرج اسماهما كرعاة للحفل منذ العام 1997، وهو ما ييعني: أموال هائلة أيضاً!
كم يتكلّف حفل غالا؟
تبلغ قيمة تذاكر الحفل هذا العام 30 ألف دولار أميركي، وتبلغ رسوم الطاولات نحو 275 ألف دولار أميركي. وتذهب كل الأموال التي تُجنى من مبيعات التذاكر إلى معهد الأزياء، الذي يحتاجها لأنه الوحيد الذي يُموّل نفسه بنفسه من بين أقسام تنظيم المعارض في متحف ميتروبوليتان، حيث قدمت الموضة باعتبارها شكلاً فنياً عندما أُنشئ معهد الأزياء.
وفي العام الماضي؛ تم جمع أكثر من 12 مليون دولار أميركي، وبالطبع، لا يدفع كل المشاركين ثمن التذكرة؛ فغالباً ما تدعو العلامات التجارية المشاهير ليجلسوا على طاولاتهم، وعادة ما تدعو آنا وينتور، رئيسة تحرير Vogue منذ العام 1988، المصممين الصاعدين.
لماذا يدفع أي شخص كل هذه الأموال نظير حفل؟
تولت آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة Vogue الأميركية والمديرة الفنية لمنظمة Condé Nast الإعلامية، رئاسة الاحتفالية في العام 1999. ومنذ ذلك الحين، تلعب دوراً بارزاً في تحويل الحدث الخيري المحلي إلى تجمع عالمي مثالي من المشاهير وأصحاب السلطة.
ولتخيُّل قائمة الحضور، بإمكانك جلب حفنة من الأسماء المشهورة من عالم الأزياء، وصناعة الأفلام، وبعض السياسين، والأسماء الشهيرة من عالم الأعمال ومزجهم سويّاً!
يضاف إلى ذلك أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تقدّم للزواج من ميلانيا خلال احتفالية "ميت غالا" العام 2004 (وإن كنت تتساءل بشأن حضورهما، لا يُتوقّع مجيئهما هذا العام).
وتعد تذكرة الحفل واحدة من أصعب التذاكر التي يمكن الحصول عليها خلال العام، وبالتالي، فهي مطمع هائل.
أليس كل ما يعني البابا الحالي هو قضايا الفقر؟ فكيف يستوي الأمران؟
يعتبر الفاتيكان أي شيء يحتفي بالكاثوليكية ويتحدّث عنها علانية أمام شريحة أوسع من الجمهور أمراً جيداً. وبالتالي قدّم هذا العام 50 قطعة أثرية من كنيسة سيستين ساكري (وهي أكبر الكنائس بالقصر البابوي) لعرضها.
وقد جذب معرضا معهد الأزياء في العامين 2015، و2016 بسحرهما أكثر من 700 ألف زائر، وهو ما يجعلهما بين المعارض التي استقبلت أكبر عدد من الحضور في تاريخ متحف متروبوليتان.
ومع ذلك؛ فإن منسق العرض كان حريصاً على فصل ملابس الكنيسة عن أزياء المصممين. وسيتم عرض قطع الكنيسة بمفردها في مركز آنا وينتور للأزياء، أما الأزياء الأخرى فستوضع في ساحة منفصلة.
كم عدد الذين يحضرون الحفل؟
في العام الماضي، حضر الحفل حوالي 550 شخصاً، إلا أنها كانت فعالية حميمية بعنوان Art of the In-Between، وكان مخصصاً للمصممة اليابانية ري كاواكوبو التي قالت يوماً إن مجموعتها "ليست لصناعة ملابس".
وعلى النقيض من ذلك؛ سيكون معرض "الأجسام السماوية – Heavenly Bodies" هذا العام أكبر معرض يقيمه معهد الأزياء؛ فعلى مساحة 58 ألفاً و600 متر مربع تقريباً، وبثلاثة معارض فنية؛ في مركز آنا وينتور للأزياء، وغرف العصور الوسطى بمدينة نيويورك في مقر متحف ميتروبوليتان، ومعرض أزياء الأديرة في أقصى شمال مانهاتن.
إذاً.. لو كنت أقدر على شراء تذكرة، هل يمكنني الذهاب؟
في الحلم فقط، فعلى عكس غيره من فعاليات التبرعات الثقافية بمدينة نيويورك نفسها، تعتمد قائمة حضور مهرجان "ميت غالا" على الدعوات فقط، وتوجد قائمة انتظار. والمؤهلات لدعوة أحدهم على علاقة بالشهرة الفجّة، والإنجاز، والجمال كما هو معروف، وهذا ما تدعوه آنا بالمثالية المطلقة في ملاءمة المعايير أكثر من الأموال.
وتتمتع آنا وينتور بالقول الفصل في كل دعوة حضور ومدعو، وهو ما يعني أنه إذا اشترت شركةٌ طاولة في المعرض، فهذا لا يعني أنه بإمكانها اختيار جميع من يجلسون عليها. ولابد أن يُعرف الضيف من قِبلها ومن قِبل Vogue، وعليه أن يدعو من أجل قبوله.
إذا لا يمكنني الذهاب، فلماذا أهتم إذاً؟
إنه عرض تلفزيون واقعي ببراعة. يجمع بين نجوم الفن والسياسة والأعمال والموضة. وبإمكانك في نفس الوقت أن تحكم على الأزياء والمجوهرات.
هل يجب على الحضور ارتداء ثياب ذات صلة بموضوع المعرض؟
لم يذكر أنه على الحضور ارتداء أزياء مشابهة لطبيعة المعرض، إلا أنه أمر مُحبّذ.
وقواعد الزي لهذا العام هي "Sunday Best" المصطلح المتعارف عليه لأزياء حضور قداس يوم الأحد في الكنائس. وهو ما يعني أن يظهر الحضور في أثواب وتنانير وقمصان وسراويل، ويجب أن تكون البلوزات والفساتين بأكمام وأن تتسم بالاحتشام وأن يصل طول الفساتين إلى الركبة أو ما تحتها، ولا يظهر من خط العنق أكثر من طول كف، والأزياء المكشوفة بشكل عام غير مسموح بها.
وللرجال، سترة وربطة عنق، بنطلون وحذاء أنيق وحزام، أما الجينز والأحذية الرياضية والجوارب البيضاء وقبعات البيسبول فليست مقبولة.
لذا، من المتوقع رؤية الكثير من الأزياء الكنسية الصارمة مثل الصلبان المرصعة بالجواهر، أو الأيقونات الملائكية.
ماذا عن المشاهير؟
إذا تمت دعوة أحد المشاهير من قِبل علامة تجارية، فإنها قاعدة مُتبعة ضمنياً أن يتحتم عليه ارتداء ملابس من تلك العلامة. وهذا يشجع العلامات التجارية على جلب أفضل النجوم، لأن ذلك قد يكون بمثابة إعلان عن شركتهم. وهو أيضاً السبب في أنه عندما يُصوّر المصممون على السجادة الحمراء يكون بصحبتهم من يواعدونه من المشاهير دائماً؛ فعلى سبيل المثال، في عام 2017، جلبت المصممة ستيلا ماكارتني كيت هدسون ونعومي واتس.
ماذا يحدث عندما يصل الحضور إلى الداخل؟
إنه سر! وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كان النشر على وسائل التواصل الاجتماعي محظوراً بعد تخطّي السجادة الحمراء. ولكن، ما نستطيع إخبارك به هو أن هناك خط استقبال من المضيفين بالداخل. ثم يتجوّل الضيوف في المعرض– أو على الأقل في جزء من متحف متروبوليتان- وفي الطريق إلى حفلة الكوكتيل، يضطرون نظرياً لتجربة بعض الخبرات الثقافية.
وبعد الكوكتيل، يتم دعوتهم للعشاء، ويوجد دائماً بعض الترفيه؛ تولّته العام الماضي كاتي بيري. ويعد جزء السجادة الحمراء من الفعالية حدثاً تسويقياً عملاقاً، أما الجزء الرئيس من الحفل فهو خاص ويسمح للحضور بالاسترخاء والمتعة..
أو هكذا قيل عن ما تبقى من الليلة!
