تمثل الأميرة نورة بنت فيصل آل سعود (30 عاماً) الوجه الجديد للموضة في السعودية التي تشهد سلسلة بوادر انفتاح اجتماعي مؤخراً.
وتبدو الأميرة نورة – وهي ابنة أحد أحفاد مؤسس المملكة -، سعيدة للغاية بعد أسبوعين على إشرافها على "أسبوع الموضة العربي" الذي نظم للمرة الأولى في السعودية، وذلك بعد تعيينها في ديسمبر/كانون الأول 2017، الرئيسة الشرفية لمجلس الموضة العربي.
تعكس الأميرة التي تتسم بالأناقة صورة يرى فيها مؤيدوها مستقبل السعودية، بينما يقول منتقدون إنها مجرد قناع جميل لواحدة من أكثر الدول محافظة في العالم.
وحول هذه النظرة، قالت الأميرة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها "تتفهم تماماً وجهة نظر الآخرين"، موضحة أن "المملكة لديها روابط قوية مع ثقافتها. وكامرأة سعودية، أحترم ثقافتي وأحترم ديانتي".
وتضيف: "ارتداء العباءة، أو أن تكوني محافظة، والطريقة التي نرتدي فيها الملابس.. كلها جزء مما نحن عليه. هذا جزء من ثقافتنا.. هذه هي حياتنا، حتى أثناء السفر".
لماذا منع التصوير في أسبوع الموضة؟
بعد السينمائيين تأتي فرصة مصممي وصناع الموضة.. السعودية تقيم أسبوعها الأول للموضة وهو الحدث الذي سيتكرر كل عامين.. هل تعتقد أن هذا النوع من الأزياء قد يجد طريقه إلى الأسواق السعودية؟ pic.twitter.com/VwfDi8Cdh0
— عربي بوست (@arabic_post) April 21, 2018
انطلقت النسخة السعودية من "أسبوع الموضة العربي" في 11 نيسان/أبريل 2018، وشارك فيه مصممون أجانب كبار من أمثال الفرنسي جان بول غوتييه والإيطالي روبرتو كافالي، إلى جانب مصممين محليين مثل السعودية أروى البناوي التي تلقى تصاميمها رواجاً في المنطقة، ومشاعل الراجحي التي أطلقت علامة تجارية تحمل اسمها.
وقد أثار الحدث الذي قام مجلس الموضة العربي بتنظيمه، اهتماماً دولياً واسعاً، وأصبح علامة فارقة في السعودية على الرغم من إثارته بعض الجدل، كونه كان مخصصاً فقط للنساء، ومُنع دخول الكاميرات إليه.
وتشرح الأميرة سبب ذلك، موضحة أن "اللوجستيات تأخذ وقتاً في السعودية، خصوصاً مع أمر يحدث للمرة الأولى".
وتابعت "مرة أخرى، هذا جزء من الضوابط التي علينا اتباعها في إطار الثقافة. كان حدثاً مخصصاً للنساء فقط وبعض النساء يحضرن إلى هذا الحدث، وأغلبهن، أود أن أقول، يشعرن بالأمان".
فيما تشرح "أنا أحضر لرؤية الموضة دون أن يتوجب علي أن أقلق إن قام أحدهم بتصويري. أرغب في الاستمتاع بالأمر".
والتقط مصورون تابعون لمجلس الموضة صوراً لهذا الحدث، وتم نشرها بعد موافقة الهيئة العامة للترفيه في المملكة.
ولكن، الموضة للجميع
تلقت الأميرة تعليمها في العاصمة اليابانية طوكيو، وتذكر أن اليابان أثرت عليها كثيراً في مقاربتها للموضة والملابس والعمل والناس، إذ قالت، "هناك بدأ حب الموضة. أعتقد أنني أجلب الكثير من اليابان إلى السعودية. مثل احترام الآخرين، واحترام ثقافات وديانات الآخرين".
ويشكل "أسبوع الموضة العربي" المنصة الوحيدة عالمياً لعرض تصاميم "الكوتور الجاهزة" (Ready-Couture)، وهو نمط في الأزياء قدمه للمرة الأولى في العام 2014 "مجلس الأزياء العربي" الذي يضم ممثلين للدول الأعضاء في جامعة الدول العربية.
وتحظى "الموضة النصفية"، أو Demi Couture كما يطلق عليها، وهي نقطة وصل بين الملابس الجاهزة والراقية، بشعبية متزايدة في المنطقة مع ازدياد عدد المؤثرين عبر الشبكات الاجتماعية في هذا المجال. وترغب السعودية في أن تكون لها حصة من هذا السوق كمركز تصنيع في المستقبل.
ويجمع هذا النمط التصميمي بين الأزياء الجاهزة والأزياء الراقية، ويركز على ملابس مصممة ومنفذة بمعايير الأزياء الراقية على أن تتوافر في الأسواق وبمقاسات مختلفة. ولاقى ذلك رواجاً لدى السيدات العربيات الباحثات عن التأنق بشكل يومي.
شرحت الأميرة أن "الملابس الراقية (Haute couture) لم تعد في متناول الكثير من الناس"، موضحة "لطالما كانت الملابس الراقية جزءاً من الموضة ولا تزال.. ولكن في هذه الأيام، يركز الناس أكثر على الملابس الجاهزة التي يمكن للجميع أن يستمتع بها، ويستطيع الجميع ارتداءها، وبإمكان الكل أن يكون جزءاً منها".
وتتابع، "هذا هو بيت القصيد من الموضة. أن يكون في إمكان أي شخص أن يكون جزءاً منها".
حلم تصنيع الملابس في السعودية
فيما تحلم الأميرة بإدخال صناعة النسيج إلى المملكة، بينما تسعى السلطات السعودية إلى تقليل ارتهان الاقتصاد على النفط.
وتقول "حتى لو كان 10% فقط من خط الإنتاج أو خط التصنيع، يمكننا أن نضيف اللمسات النهائية.. أو المراحل الأخيرة من تجميع (الملابس)، في السعودية".
ومنذ تعيين الأمير محمد بن سلمان (32 عاماً) ولياً للعهد منتصف العام الماضي، شهدت المملكة إصلاحات وبوادر انفتاح اجتماعي بينها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وإعادة فتح دور السينما، وإقامة حفلات غنائية.
ويندرج هذا الانفتاح في إطار خطة "رؤية 2030" التي طرحها بن سلمان في 2016 وتهدف إلى جذب الاستثمارات الخارجية وتنويع الاقتصاد لوقف الارتهان التاريخي للنفط.