متى تصطحب طفلك لزيارة الطبيب النفسي؟

ليست آلام المعدة وحدها أو التهاب الحلق هو ما ينبغي أن يدفعنا إلى اصطحاب أبنائنا إلى عيادة الطبيب، هناك آلام أخرى - قد تكون أشد خطورة - يجب ألّا نغفل عنها

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/04 الساعة 03:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/04 الساعة 03:16 بتوقيت غرينتش

ليست آلام المعدة وحدها أو التهاب الحلق هو ما ينبغي أن يدفعنا إلى اصطحاب أبنائنا إلى عيادة الطبيب، هناك آلام أخرى – قد تكون أشد خطورة – يجب ألّا نغفل عنها كالألم النفسي، ربما يرى البعض أن الأمر صعباً إلى حد كبير ولكن هذا ما يحتاجه طفلك أحياناً ويجب ألا تتردد في هذه الخطوة في حينها.

لماذا قد أصطحب ابني إلى الطبيب النفسي؟!


لأن واجبك – كأب أو أم – في الحفاظ على روحه وعقله لا يقل أبدًا عن واجب الحفاظ على جسده ومظهره.

لأن الاضطرابات النفسية – كغيرها من الأمراض والاضطرابات – تتفاقم مع عدم العلاج، وتصبح متجذرة في النفس، وأصعب في العلاج، وملازمة للطفل بعد بلوغه، فنصف حالات المرض النفسي المعمّر تبدأ في سن الرابعة عشر تقريبًا.

لأن الاضطرابات النفسية – كغيرها من الأمراض أيضًا – قد يكون لها مضاعفات مع غياب العلاج المناسب، مثل:

الأعراض والآلام الجسدية، المزمنة أحيانًا، والتي تكون غير مفسرة أو مستجيبة للعلاج.

الفشل الدراسي، العلاقات الاجتماعية غير السوية، غياب الغاية والهدف، وغيرها من المضاعفات الحياتية.

قد يصل الأمر ببساطة إلى الانتحار أو إيذاء النفس، وقرابة الـ 90% من المنتحرين هم من أصحاب الأمراض النفسية غير المعالجة غالبًا.

لأن الاضطرابات النفسية عند الأطفال والمراهقين أكثر مما تظن غالبًا، فمن بين خمسة أطفال هناك طفل معرّض – على الأقل – للإصابة بمرض نفسي.
لأن الطبيب النفسي سيساعدك على فهم كثير من الأمور وتفسيرها، وسيوفّر عليك الحيرة وعناء القلق ومغبة الاستماع إلى نصائح غير المتخصصين التي لا تزيد الطين إلا بلة!

ما هي أهم وأشهر الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب طفلي؟!


هناك عدد كبير من الاضطرابات والأمراض النفسية التي يمكن أن يتعرض الأطفال والمراهقون، بعضها متشابه ويحتاج إلى تشخيص دقيق، وبعضها الآخر أكثر وضوحًا، لكن سنذكر أكثر هذه الاضطرابات شيوعًا:

الاكتئاب: وهو من أهم الأمراض النفسية وأكثرها شيوعًا، حتى بين الأطفال والمراهقين،بنسبة تصل إلى 10 – 15% منهم، وقد تزيد عن ذلك تبعًا لعوامل ثقافية واجتماعية وأسرية كثيرة.

اضطرابات القلق: يعاني كثير من الأطفال والمراهقين، من اضطراب القلق العام، أو نوبات الهلع، أو قلق الانفصال، أو الخرس الاختياري، وغير ذلك من اضطرابات القلق.

اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة: وهو من أشهر الاضطرابات بين الأطفال.

اضطراب طيف التوحّد: وهو اضطراب يؤثر على قدر الطفل على التواصل والتفاعل، ويندرج تحته مرض التوحّد المعروف.

اضطرابات الأكل: وهي كثيرة، وتظهر معها اضطرابات نفسية أخرى.

متى ينبغي أن أصطحب ابني إلى الطبيب النفسي؟


ليس من السهل على الوالدين – بلا شك – أن يشخّصا ولديهما أو يدركا مدى حاجته للاستشارة النفسية، لكن يمكننا أن نضع مجموعة من العلامات التي ترجّح حاجة الابن لزيارة الطبيب النفسي، مثل:

الشعور بالحزن الشديد أو الانطواء على النفس بشكل مستمر لأكثر من أسبوعين.

التقلب المزاجي الشديد، وغير المعتاد.

التحوّلات الغريبة في السلوك، أو الشخصية، أو عادات النوم مثلًا.

الكوابيس المتكررة أو كثرة الفزع أثناء النوم.

محاولة أذية النفس بأي صورة، أو التخطيط لذلك.

التصرفات المتهورة غير الطبيعية، والتي قد تتسبب في إلحاق الضرر بالنفس أو الآخرين.

العدوانية، وافتعال الشجار العنيف مع الآخرين، والرغبة في إيذائهم.

الخوف الشديد المفاجيء بدون أسباب واقعية، وقد يصل أحيانًا إلى حد الهلع وتزايد ضربات القلب ومعدل التنفس.

الشعور بالقلق المفرط أثناء الأنشطة اليومية المعتادة.

الصعوبة الشديدة في التركيز أو البقاء ساكنًا، وتدهور المستوى الدراسي.

تأخّر التطوّر اللغوي أو الحركي.

عدم الأكل، النقص الملحوظ في الوزن، أو الزيادة المفرطة أيضًا.

الاعتمادية المبالغ فيها على شخصٍ ما، والتعلق به بشكل مرضي.

الهلاوس السمعية والبصرية المتكررة.

الآلام والشكاوى الجسدية غير المفسّرة.

الاضطرابات والميول الجنسية غير الطبيعية.

أخيرًا، ينبغي الرجوع إلى الطبيب النفسي في حالات معينة، مثل: إصابة الطفل بمرض مزمن أو خطير وصادم – وجود المشاكل الأسرية العنيفة أو الطلاق ونحو ذلك – الصدمات الشديدة مثل موت أحد الوالدين أو الإخوة أو الصديق المقرب – التعرض للتحرش الجنسي أو الإيذاء الجسدي أو النفسي المفرط.

نصائح!


لا يمكن أن نختم الكلام في هذا الموضوع قبل تقديم مجموعة من النصائح الهامة:

سواء في الطب النفسي أو غيره من فروع الطب، لا تستمع إلى نصائح غير المتخصصين، ولا تتصرف بناء على تشخيص أحدهم لابنك، ارجع إلى المختصين فقط.

اجتهد في البحث عن طبيب نفسي متقن، وينبغي أن يكون متخصصًا في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، أو مشهورًا بالعمل في هذا التخصص، وكذلك ينبغي أن يكون الطبيب ودودًا وقادرًا على التواصل الجيد المناسب مع الطفل.

أكثر الأمراض النفسية عند الأطفال تحتاج إلى ما هو أكثر من العلاج الدوائي، فإذا وجدت الطبيب يكتفي بكتابة الأدوية فيفضّل أن تبحث عن طبيب آخر.

ينبغي أن تكون دائم التواصل مع مدرسي ابنك أو الأخصائيين الاجتماعيين في المدرسة ونحوها، ومعرفة حالته النفسية والعقلية، ومناقشة ما تلاحظه من الأعراض معهم لتأكيدها أو نفيها.

الطبيب النفسي هو جزء من العلاج، ينبغي على العائلة أن تتكاتف لمساعدة الطفل، وذلك بتفهّم حالته واتباع إرشادات الطبيب، وكذلك استمرارية العلاج واستقراره هامة جدًا، لذلك لا يفضّل أبدًا كثرة التنقل بين الأطباء أو تغيير خطط العلاج.

قبل زيارة الطبيب النفسي ينبغي الجلوس مع الطفل ومناقشته في أهمية هذه الزيارة وحاجتنا إليها، وأن الطبيب النفسي سيساعدنا جميعًا – كعائلة – لكي نفهم بعضنا البعض بشكل أفضل ولكي نحسّن من أنفسنا، مع التأكيد مع أهمية الصراحة والوضوح معه، وأن الأسرار لن تخرج لأي أحد، ونحو ذلك من أساليب الطمأنة.

علامات:
تحميل المزيد