يدرك الآباء أن مهمة جعل الطفل يخلد إلى النوم في وقت محدد صعبة للغاية. لكن الأصعب من ذلك إقناعه بالنوم في سريره، يمثل ذلك معركة معقدة تخوضها الأم كل ليلة.
هل يسهم نوم الآباء مع الأطفال في زيادة متلازمة الموت المفاجئ للأطفال لأسباب تتعلق بالنوم؟ هل سيتسبب نومك مع أطفالك في تجريدهم من القدرة على النوم منفردين؟ وهل سيُعيق ذلك نموهم النفسي؟
يقول دكتور يوني شواب، إن كل تلك الأمور تمثل مصادر قلق شائعة، ويضيف "أنه لا توجد آثار نفسية سلبية" ناتجة عن النوم مع طفلك على نفس السرير، طالما أن هناك قبولاً مُتبادلاً من الآباء والأطفال، بخصوص مشاركة نفس السرير أثناء النوم، بحسب صحيفة Independent البريطانية.
بناء على ذلك، وسواء كنتِ تتشاركين السرير مع طفلك، أو أنه يرفض الذهاب للسرير الخاص به، لا بد من اتخاذ خطوات حاسمة لتغيير هذا السلوك.
كيف يمكن إقناع الطفل بالنوم في سريره؟
فيما يلي بعض النصائح والحيل البسيطة من موقع Mom Junction الأميركي، لتشجيع الطفل وجعله يلتزم بالنوم في سريره الخاص.
1- علِّمي طفلك أن ينام في سريره في سنٍّ مبكرة
قد يكون من الصعب على الوالدين عدم الانصياع لعاطفتهما وإجبار طفلهما على البقاء في سريره، على الرغم من بكائه وتوسله. ولكن هذه الخطوة ستعود بالفائدة على الطفل على المدى الطويل.
لا ينبغي أن تنتظري حتى "يكبر طفلك قليلاً"، فكلما اتخذت هذه الخطوة بشكل مبكر، ستكون المهمة أسهل والنتائج أفضل.
عليك أن تحددي وقتاً معيناً حتى يخلد طفلك للنوم، وأن تلتزمي به. وعندما يخلد طفلك إلى سريره، لا تسمحي له بالتدحرج أو الزحف مجدداً نحو سريرك، مهما بدا الأمر طريفاً أو مغرياً. ففي الواقع، ومن خلال تعويد الطفل على الالتزام بهذه القاعدة في سن مبكرة، ستتمكنين من أن تضمني نوم طفلك في سريره بعد مرور فترة قصيرة.
2 – استخدمي عبارات إيجابية
من غير الممكن أن تجدي الكلمات القاسية وأسلوب التأنيب نفعاً عندما يتعلق الأمر بالأطفال والنوم في مكانهم الخاص. بالتالي، من المهم للغاية أن تحاولي تحفيزه للنوم في سريره الخاص من خلال اعتماد عبارات إيجابية، على غرار "أليس من الرائع فعلاً أن تنام في سريرك الجميل؟ فقد أصبحت شخصاً كبيراً وذكياً الآن".
قد يكون لهذه العبارة مفعول سحري مقارنة بـ"لقد كبرت كثيراً على النوم مع ماما". عموماً، أثبتت هذه الطريقة نجاعتها في إقناع الأطفال بالنوم في أسرّتهم.
3- يجب أن تعلِّمي طفلك كيف يكون مستقلاً
في حال كان طفلك يواجه صعوبة في النوم عندما لا تكونين بجواره، لا بد أن تعلميه بشكل تدريجي أن ينام بشكل مستقل. في الأثناء، وفي حال كان طفلك يطلب منك التمدد بجانبه حتى يخلد للنوم، حاولي الاكتفاء بالجلوس على جانب سريره عوضاً عن ذلك.
وفي الليلة الموالية، اجلسي بعيداً على كرسي في الغرفة، على أن تتركيه بمفرده بعد مدة قصيرة. قد يتطلب الأمر أسابيع حتى يتعود طفلك على ذلك، ولكنه سينجح في النهاية.
4- خذي الأمور برويّة
بالنسبة لطفل صغير، يعد النوم في سرير مستقل بمثابة خطوة ضخمة. وبالتالي، حاولي ألا تستعجلي الأمور، واحرصي على أن تعلميه ذلك وفقاً لنسق يناسب سنه وعقله. كما ذكرنا آنفاً قد يستغرق الأمر أسابيع، ولكن إذا حاولت أن تحرقي المراحل، فقد تبوء المسألة برمّتها بالفشل الذريع.
5 – لا تحيدي عن القاعدة
يجب أن تلتزمي بقاعدة جعل طفلك ينام في فراشه مهما كانت الظروف، حيث لا وجود لأي استثناءات حتى لو كان ذلك في الساعة الثانية بعد منتصف الليل. بناء على ذلك، في حال تسلل طفلك إلى الغرفة وطلب وحاول النوم إلى جوارك، يجب أن يكون ردك واضحاً، لا. إثر ذلك اصطحبيه مجدداً إلى غرفته أو ضعيه في سريره وساعديه على الخلود إلى النوم.
6 – حفّزي طفلك حتى يتعود على النوم في سريره الخاص
قد يتساءل طفلك أثناء تدريبك له حتى ينام في سريره، "لماذا تصر أمي على وضعي في سريري؟ ماذا يعني ذلك؟ بالتالي، من الأفضل تشجيعه على القيام بذلك من خلال تقديم محفزات وهدايا مثل الصور الملصقة واللعب الصغيرة والوجبات الشهية.
7 – تواصلي معه
لا تنتظري من طفلك أن يفهم من تلقاء نفسه أن الوقت قد حان حتى ينام بمفرده ويتعود على السرير الخاص به. من هذا المنطلق، يجب عليك التحدث مع طفلك وأن تشرحي له الأمر بشكل مبسط. في الأثناء، تجنبي أن تقومي بذلك عندما يحين وقت خلوده إلى الفراش، بل تحدثي معه بشكل مسبق حتى يكون مستعداً، نظراً لأنه سيكون في حاجة حتى تمهّدي له هذه الخطوة ويستعد للقيام بذلك. ولتحقيق ذلك، لا بد أن تتواصلي معه بشكل هادئ وتخبريه بأهمية ذلك.
8- كوني واعية بمخاوف طفلك واغمريه بحبك
بالنسبة للطفل، قد يكون السرير بمثابة وحش يترصد به. وبالتالي، في حال استيقظ فزعاً ليخبرك عن الوحش الذي يوجد في غرفته، يجب عليك أن تنصتي له جيداً وتأخذي الأمر على محمل الجد. ففي الحقيقة، لا يجب أن تستخفي بمخاوف طفلك، بل حاولي التخفيف عنه وقومي بممارسة نشاط مسلٍّ معه، على غرار قراءة قصة ما قبل النوم حتى يخلد إلى النوم في كنف الراحة والهدوء.
من جانب آخر، ينتظر الكثير من الأطفال وقتَ النوم للحصول على جرعتهم اليومية من الحنان. بالتالي، بالغي في احتضان طفلك وتقبيله ومداعبته، حتى يشعر بالحب والأمان الذي يحتاجه.
9- أغلقي باب غرفته
تقوم بعض الأمهات بترك باب غرفة طفلها مفتوحة، حتى يشعر بأنها قريبة منه أثناء الليل، ولكن هذا التصرف ستكون له نتائج عكسية. من هذا المنطلق، من الأفضل غلق الباب، نظراً لأن الأصوات المنبعثة من غرفتك والأضواء قد تبقيه مستيقظاً لوقت متأخر.
10 – احصلي على حيوان أليف في المنزل
إذا كان لديك قط أو كلب، يمكنك تشجيع طفلك على النوم في سريره على أن يرافقه هذا الحيوان الأليف أثناء ذلك.
وفي حال لم يكن لديك حيوان أليف، فكري في الحصول على واحد، حيث قد تفي مجرد سمكة ذهبية صغيرة بالغرض. ففي الواقع، يحتاج طفلك لبعض الرفقة حتى يشعر بالاطمئنان خلال نومه.