ملحوظة: هذه التدوينة تحتوى بعض كلمات بالعامية المصرية
لطالما رددت تلك الجملة عن اقتناع؛ فكيف من لا يملك الشيء يعطيه؟!
ومن أين يعطيه وهو لا يملكه؟!
وتبادر إلى ذهني سؤال، فكعادتي تتبارى بنات أفكاري وصولاً لأجوبة لبعض الأسئلة الوجودية.
هل تلك الجملة تمثل قاعدة مطلقة؟
هل يجب أن نطبقها "بسَلطاتها وبابا غنوجها" على رأي أحمد مكي؟ ?
دققت النظر فيها، وقمت بتطبيقها على معظم مَن حولي، فظهر لي نتيجة أخرى ألا وهي: فاقد الشيء بيتريق عليه!!
نعم … ما وجدته أن فاقد الشيء يتهكم عليه فعلاً؛ فكم شخصاً قابلته تهكم على اهتمام حبيبته له؛ لعدم قدرته على ذلك، حتى ظهرت لنا كلمة جديدة في قاموس لغتنا هي "المُحن"؟
وكم من شخص نُعِت بالجنون والهبل من أُناس جفاء الطبع؛ لأنه فقط طيب الأفعال وكريم الأخلاق مع من أساءوا إليه؟!
كم من حاقد تسمع منه جملة " تلاقي أمه اللي جايباها له" إذا وجد في يديك شيئاً يصعب حصوله عليه؟!
تربطني علاقة بخريج لجامعة الأزهر الشريف روى لي بأن أقاربه كانوا يتهكمون عليه في صغره كونه صغيراً وملازماً للقرآن الكريم – فقد أتم حفظه في نهاية عقده الأول وهم كبار؛ تبلغ سن أصغرهم الثلاثين عاماً.. والمفاجأة أنهم الآن يرسلون إليه أبناءهم لتحفيظهم القرآن الكريم!!
ثم عدت ووجدت استثناء آخر ألا وهو أن فاقد الشيء يعطيه!!
ولكن كيف ذلك؟!
في الحقيقة لا أجد إجابة محددة للرد عليكم، ولكن ما استنتجته يجزم بصحة ما أقول؛ فمثلاً تجد أن كل التجارب الاجتماعية التي تَختبر كرم الناس وجُودهم تقطع بأن الشحاذ قد يتبرع بنصف ماله أو طعامه، إن لم يكن كله، لفقير مثله، على عكس الأغنياء!
اختص العلامة العظيم الدكتور/ مصطفى محمود (رحمه الله) بباب في إحدى الجرائد بنصح العشاق والمرتبطين بالطرق المثالية لحل مشاكل علاقاتهم العاطفية والأسرية، وصدر له كتاب سُمي "خمسة وخمسين مشكلة حب" يطرح فيه تلك المشاكل ورأيه فيها في حين أنه لم يُوَفق في زيجاتيه الاثنتين!
إذا أمعنت النظر في تصرفات امرأة عقور أو التي فقدت طفلاً لها مع أحد الأطفال فستجد أنها تشع أمومة أكثر من الأم الحقيقية!
تأمل كل مَن هم يشعون سعادة وفرحاً وكل ما يتمنونه هو بث البهجة في نفوس غيرهم هم أكثر الناس هماً وتعاسة، فإن سلطنا الضوء على قصة حياة الممثل الكوميديان/ رياض القصبجي "الشاويش عطية" فستجد أنها مليئة بالهموم الثقيلة التي لا يستوعبها بشر، فيكفي أن أقول لك إن أهله لم يستطيعوا توفير ثمن كفنه وجنازته.
وأشهر مثال على ذلك هو الأم لطفل رضيع، انظر إليها وتأمل تفاصيل حياتها، فكم هي بحاجة إلى رعاية وقِسط من النوم لتريح نفسها رغم أنها توفر كل ذلك لرضيعها حتى وإن أيقظها ليلاً!
الحكمة: تأمَّل، فلا تؤخذ كل القواعد على مطلقها حتى وإن كانت واقعية في حد ذاتها!
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.