بينما تعود الحياة الدراسية إلى طبيعتها ببطئ، تعود بعض الأمهات إلى العمل واضعات أولادهن في عهدة معلماتٍ درسن وتخصصن أكاديمياً للعناية بهذه المرحلة العمرية من حياة الأطفال.
تربية الأطفال ليست بالأمر السهل، بغض النظر آراء الناس. فبين إحساس المسؤولية والذنب عند عودة الأم إلى العمل، توجد حفنةٌ من المشاعر المختلطة التي تخلق دوامةً من التكهن والقلق. هذا هو إحساس جميع الأمهات وهو أمر طبيعي وصحي.
فيما يلي، تشارك الأخصائية التربوية فيكي بالمر ومؤسسة موقع TicTacTeach.com خلاصة تجربتها في العمل مع أطفال مرحلة الروضة وذويهم بـ 8 نقاط:
1. أنتِ تبلينَ بلاءً حسناً
التربية أمرٌ صعبٌ وهذه حقيقة لا جدال فيها، لذلك لا تحمّلي نفسكِ فوق طاقتها. أنتِ تبلين بلاءً حسناً كما أنتِ. لعل الأمومة (والأبوة كذلك) من أصعب التجارب التي نخوض غمارها في حياتنا. كل الأطفال مختلفون عن بعضهم ولا مجالَ للتكهن بما تحمله الأيام غداً، لذلك لا تتوقعي أن يتصرف طفلك مثلكِ لأن لكلٍ منا شخصيته واهتماماته وقدراته الخاصة.
لكن ذلك ليس أصعب ما في دور الأمومة، بل تكمن الصعوبة في أن هذا الدور دائم التغير والتحول، لا ثبات فيه ولا يرسو على بر! فما إن تستقر أمورك وتظني أنك تمكنتِ جيداً من الإمساك بزمام أمور مرحلة طفلك العمرية، حتى تتغير المعادلة ويدخل ابنك مرحلة جديدة! لا وجود لوضع ثابت في مجال تربية الأطفال، وهذا صعب لكنه شعورٌ مجزٍ ومرضٍ للغاية حتى لو لم تشعري بذلك حينها، فلولا المشقات لما تمكنا من تقدير قيمة اللحظات الجميلة.
2. ستتعودين وتتأقلمين مع دخول طفلك مرحلة الروضة
لعل بداية مرحلة الروضة من أصعب المراحل على الأمهات والآباء، فهذه أول مرة تكونين فيها بعيدة عن طفلة لفترة طويلة. نعلم أنها فترة ستحرّك فيكِ كافة أنواع المشاعر خاصة إذا كانت بالتزامن مع عودتك لمزاولة وظيفتك ومهنتك. قد تكون فترة عصيبة ومرهقة جسدياً ونفسياً.
أفضل ما يمكنك فعله في هذه الفترة أن تركزي على إيجابيات طفلك، فهذه الفترة مثيرة بالنسبة للطفل لكنه يجسّ قلقك ويشعر به، لذلك حاولي قدر المستطاع عدم إظهار قلقك أمام الأطفال وحافظي على إيجابيتك.
3. لا تصدري أحكاماً أو مقارنات
فكما أن لك نقاط قوة وضعف، لدى طفلك أيضاً نقاط قوة وضعف. أنتِ لا تشعرين بالرضا عندما يقارنونك بالآخرين، لذا كـُـفـّي رجاءً عن مقارنة طفلك بغيره، فالأطفال أذكياء لماحون وسيلحظون بالتأكيد علامات عدم رضاكِ عن إنجازاتهم.
إن أهم مهارة حياتية نعلمها لأطفالنا هي المثابرة. ستلاحظين فروقاتٍ بين أطفالك وغيرهم أثناء استكشافهم لمهارات جديدة، فتقبلي ذلك بصدر رحب لأن لكل طفل سرعته الخاصة ومهاراته المختلفة ومواهبه التي تميزه، وهذه كلها أمورٌ ينبغي تنميتها وتعزيزها.
4. أنت أهم قدوة
أنت المعلمة الأولى، ونحن معلمو ومعلمات الروضة نحترم ذلك وندعمك فيه، فإرسالك لطفلك إلى الروضة لا يقلل أبداً من أهمية دورك. سيمرّ الكثير من المعلمين والمعلمات في حياة طفلك، لكنك ستظلين دوماً المعلمة الأولى والأهم. سيتعلم صغارك منك الكثير من أمور الحياة، لكن لا يغرّنّكِ صغرُ سنّهم، فأعينهم ترقـُـبُـكِ لحظة بلحظة! أظهري لهم حب العلم والتعطش للمعرفة وشغف السؤال والمثابرة، فإن لذلك كبيرُ الأثرِ في إكسابِ هذه الصفات لطفلك.
5. كوني أكثر من يعرف طفلك
لا يمكن لمعلمة روضة أن تحل محلّك، فلا أحد منا يستطيع معرفة طفلك أكثر منك. لكننا نرحب أيما ترحيب بك عندما تشاطريننا معلوماتٍ عن طفلك، فنحن أيضاً نريد له الخير ونودّ أن نشكّل معك فريقاً لنطبّق خبراتنا كي يحصل طفلك على أفضل تعليم وأفضل بيئة اجتماعية ممكنة.
6. طفلك يتصرف بشكل مختلف في الروضة
يختلف سلوك الأطفال في البيت عن سلوكهم في أوساط المجموعات الصغيرة أو الكبيرة، فلا تتوهمي أن طفلك لن يفعل شيئاً معيناً لمجرد أنه لا يفعله في البيت. الروضة فرصة لاستكشاف أشياء جديدة وللتعرف على تجارب جديدة في الحياة. نحن نحمي الأطفال، لكننا نود أيضاً أن نمنحهم مجالاً للتحديات والنمو.
7. نقدّرُ آراءك وملاحظاتك ونقدك البناء
رجاء أعطِنا رأيك سواء طلبناه منك أم لم نطلبه، فإن كـُـنتِ ترَيـْن أن بالإمكان تحسين شيء، ما فلا تترددي وأخبرينا. نريد أن نعرف رأيك وشعورك ورأي طفلك وشعوره. جميعنا هنا في هذه الحياة معاً ونريد التطور نحو الأفضل وتقديمه لطفلك.
8. نحن أيضاً بشر
التربية صعبة وكذلك التدريس! رجاء ساعدينا كي نساعد طفلك. كلمينا وتفاعلي معنا وادعمينا. نحن بشر وقد نخطئ، لكن بدلاً من النميمة مع غيرك من الأمهات، كلمينا نحن.
إننا نضع قلوبنا وحياتنا وعدداً لا تتخيلينه من الساعات والآهات والدموع والسهر في عملنا. إنها ليست مجرد مهنة بالنسبة إلينا، فنحن لم نصبح معلمي ومعلمات روضة سعياً وراء الشهرة والمجد.
نحن نحب طفلك.
– هذه المادة مترجمة من النسخة الأميركية لـ "هافينغتون بوست". للاطلاع على النسخة الأصلية، اضغط هنا.