يشعر الطفل بالبهجة والسعادة حين يخصص أحد والديه بعض دقائق للمشاركة في قراءة كتاب يستثير مخيلته وأفكاه، ويدفعه لطرح الأسئلة والانتقال إلى عالم الأحلام على وقع صوت والديه.
فقصص قبل النوم – والحكايات بشكل عام – تشحذ خيال الطفل وتعمق علاقته بأبويه، وتخلق عالماً جديداً يستطيع فيه الأب أو الأم إيصال القيمة الفكرية في أمتع الصور الممكنة وأكثرها حرفيةً وذكاءً.
وربما يكون من أظرف اللحظات عندما يقارن الطفل بين أحداث القصص التي سمعها والواقع الذي يعيشه في محاولةٍ للتقريب بين العالمين والبدء برحلة تكوين شخصيته.
في ما يلي 3 إصدارات من المركز المصري القومي للترجمة جديرة باستدعاء اهتمام الآباء:
العالم من خلال قلوبهم
"لسوء حظ الفأرة الصغيرة أنها وقعت بين مخالب الأسد. عندها جحظ الأسد بعينيه الكبيرتين غاضباً، فارتعشت الفأرة الصغيرة خائفة. رجته أن يتركها وشأنها، ووعدته أنها لن تكرر ذلك مرة أخرى، بل ستساعده في وقت الشدة. عندما سمع الأسد ذلك ضحك ساخرا وترك الفأرة تجري في سبيلها وقال: حتى وإن أكلتك، لن أشبع فأنت صغيرة. مرت الأيام وراح الأسد يتريض دون حذر حتى سقط في شبكة الصياد، جاءت الفأرة مسرعة وراحت تقرض الحبال واحدا تلو الآخر بأسنانها الحادة حتى قطعتها وخرج الأسد منها سليماً، عندئذ ندم الأسد أن سخر من الفأرة الصغيرة، وصارا صديقين حتى يومنا هذا".
الكتاب من إصدار المركز القومي للترجمة في العام 2010، وهو من ترجمة أشرف نادي أحمد وهو من تأليف ليندا فون كيزرلينك.
يضم مجموعةً من قصص الأطفال التي تقدم أحياناً تعريفات عن أصل الكون تحت عناوين مثل: لماذا يشرق القمر بالنهار أحياناً؟ وقصص تعالج أزمات الأطفال كالخوف تحت عناوين مثل: من أين يأتي الليل المظلم؟، العفريت، الثلاثة فوق السطح، كابيتشينو وعسل وبقسماط، الحجر الأبيض الصغير وغيرها الكثير.
كما يتضمن الكتاب حكايات أخرى عن الموت والوداع مثل: لقد غدا المكان ساكناً، ملاكان في صدري، لم يستطع العالم مساعدتي. وحكايات عن الفراق والبدايات الجديدة مثل: الوردة الصغيرة، حكاية فقعة الصابون، البلدة الخطأ، سر ملكة الليل وغيرها.
النصيحة التي قد أوجهها للآباء قبل سرد هذه القصص هو قراءتها سريعاً قبل الأبناء، لأنها تحمل طبائع تفسيرية لبعض الأفكار عن الله والموت قد لا تتوافق مع بعض قيم الأهل الشخصية، لكن القصص في المجمل قادرة على استحواذ اهتمام الطفل دون أن يشعر بالملل.
مغامرات آليس في بلاد العجائب
نجد المغامرة والتشويق في سلسلةٍ منفصلةٍ متصلةٍ من الحكايات بترجمة نادية الخولي ومراجعة مصطفى رياض. يتحول المنطق في قصص "آليس في بلاد العجائب"، إلى شيءٍ غريبٍ، وتختلف العادة عما يحدث في العادة.
صدرت الطبعة الأولى للكتاب في العام 2013، وتظهر القصص رحلة تعلم أليس أشياء كثيرة فنراها تسأل وتشبع فضولها وتكون صداقات:
"وهكذا التهمت كعكة من الكعكات، وأحست بالبهجة عندما وجدت أنها تصغر بالفعل، وما إن أصبحت صغيرة بالقدر الكافي لتخرج من الباب، حتى جرت مسرعة إلى الخارج ووجدت حشدا من الحيوانات الصغيرة والطيور. فكانت هنالك بيل، السحلية الصغيرة المسكينة، وسط فأرين يقدمان لها شرابا واندفعت الحيوانات جميعا إلى أليس لحظة ظهورها، ولكنها جرت بأسرع ما يمكنها، وسرعان ما وجدت نفسها آمنة في غابة كثيفة".
في نهاية الكتاب، يقدم المترجم نبذة مختصرة عن لويس كارول عالم الرياضيات الشغوف بقصص الأطفال، الذي نشر "آليس في بلاد العجائب" في العام 1856، لتنال شهرة عالمية.
أساطير الجبال والغابات
"في بلد الأساطير، تحت غطاء الجبال والغابات، يغدو الشيطان والقرد الأبيض ملكين. ولا تمثل الفتيات المسحورات والأشجار الناطقة، سوى أدنى رموز هذا العالم المليء بالسحر والحلم".
هو أقدم هذه الإصدارات – طبعة 2007 – وأجملها على الإطلاق، لكونه يقدم الحكاية من عمق تراث بلدها باسقاطاتها السياسية أحياناً، ومقارباتها الإنسانية أحياناً أخرى. فهو يتحدث عن الحق والخير واسترداد الحقوق المسلوبة وعودة السلام ومجابهة الكراهية بالذكاء والصبر والجلد في التحديات.
توضع بجانب كل حكاية البلد الذي جاءت منه، وفي نهاية كل قصة تلخيص صغير لكل حكاية.