يحذّر خبراء الصحة دائماً من إجهاد العين الرقمي لفترة من الوقت، وإمكانية تسبب كل هذا الضوء الأزرق من الأجهزة الرقمية في إلحاق الضرر بالعين. لكن هل يمكن أن تضر الشاشات بشرتك أيضاً؟
بداية، ما هو الضوء الأزرق؟
الضوء الأزرق هو جزء من طيف الضوء المرئي، هو ضوء ذو طاقة عالية وقصير الموجة (لا ينبغي الخلط بينه وبين أشعة UVA أو UVB)، كما يقول طبيب الأمراض الجلدية المعتمد في كلية الطب بجامعة يورك، شاري مارشبين.
ووفقاً للأكاديمية الأمريكية لطب العيون، فإن المصدر الرئيسي للضوء الأزرق الذي نتعرض له هو الشمس، ومع ذلك نحصل على جرعة كبيرة من خلال الشاشات والإضاءة الداخلية.
وفقاً لبعض التقديرات، نقضي نحو نصف نهارنا ونحن نحدق في الشاشات، لذا من المهم فهم تأثيرات الضوء الأزرق.
يقول مارشباين: "يساهم الضوء الأزرق في إجهاد العين وكذلك إعتام عدسة العين، والزرق، وأمراض العيون الأخرى".
ولمنع هذه الحالات، احتفظي بمسافة لا تقل عن 30 سم بينك وبين الشاشة مع التوقف لفترات استراحة متكررة.
قد تكون نظارات المعاكِسة للضوء الأزرق رائجة ومتوافرة، ولكنها لا تفعل الكثير لتقليل إجهاد العين، كما تقول طبيبة العيون في مدينة نيويورك، يونا رابوبورت.
لكن الضوء الأزرق ليس سيئاً بالكامل، إذ "يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة جيدة، عبر تنظيم إيقاع الساعة البيولوجية للجسم؛ ومن ثم دورة النوم الطبيعية، حسبما أكد الأستاذ المساعد في طب العيون بمركز جبل سيناء الطبي في نيويورك، ميناكاشي جوبتا.
وقال جوبتا لمجلة Allure: "يرفع الضوء الأزرق أيضاً الحالة المزاجية ويساعد الذاكرة والوظيفة الإدراكية".
هل يضر بالبشرة؟
يولد الضوء الأزرق الجذور الحرة، إذ أظهر الضوء في الدراسات أنه يحث على الإجهاد التأكسدي بالجلد الحي".
يساهم هذا الأمر في شيخوخة الجلد، مثل التعرض للأشعة فوق البنفسجية، كما لديه القدرة على اختراق أعمق في الجلد مقارنة بكل من ضوء UVA وUVB .
وتشير طبيبة الأمراض الجلدية ستيفاني وليامز لمجلة Bazaar، إلى أن الضوء الأزرق يمكن أن يخترق الجلد إلى حيث يوجد الكولاجين والإيلاستين.
من الأضرار الأخرى التي قد تؤدي إلى شيخوخة الجلد، تسبب الضوء الأزرق في التصبغ. و"تشير الدراسات إلى أن الضوء المرئي قد يكون أيضاً أكثر نشاطاً في إحداث التصبغ مقارنة بالأشعة فوق البنفسجية"، بحسب تصريح وليامز.
وكشفت الأبحاث التي أجرتها شركة Estée Lauder المتخصصة في منتجات العناية بالبشرة والتجميل، أن التعرض للضوء الأزرق في الليل يؤثر على الإيقاع اليومي الطبيعي لخلايا الجلد نفسها.
وتوضح الدكتورة المتحدثة العلمية باسم شركات Estée Lauder نادين بيرنوديت، أن "التعرض للضوء الأزرق بالليل يتسبب في عدم التزامن بإيقاع الساعة البيولوجية الطبيعي للبشرة، مما يعني استمرار خلايا الجلد في الاعتقاد بأنه ما زال النهار مستمراً، مما يؤثر على عملية الإصلاح الطبيعية ليلاً".
وحذَّرت من ظهور علامات واضحة للشيخوخة، وحتى الهالات السوداء تحت العين.
كيف تحمي البشرة؟
يوصي الأطباء باستخدام كريمات واقية من الشمس تحتوي على أكسيد الحديد ومضادات الأكسدة في قائمة المكونات، والتي ستساعد على حماية البشرة من أشعة الضوء الأزرق.
من هذه المنتجات Alastin Skincare HydraTint و Elizabeth Arden Prevage City Smart SPF 50 و Olay Complete All Day Moisturizer SPF 30.
تساعد الأصباغ ومضادات الأكسدة في هذه المنتجات أيضاً على الحماية من أضرار الضوء من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر، وهو أمر مهم حقاً في ظل انتقال العمل إلى المنزل وعبر الشاشات لساعات طويلة.
من الجدير ذكره أن بعض أنواع البشرة تحتاج هذه الحماية أكثر من غيرها، وتحديداً الحساسة منها، أو تلك التي تعاني أمراضاً مثل الذئبة والوردية.
حماية إضافية
غطي الهواتف وأجهزة الكمبيوتر الخاصة، بدروع تحمي من الضوء الأزرق كإجراء أوَّلي احترازي.
استخدمي خاصية العرض الليلي عند استخدام شاشات الهاتف، والتي تحجب الضوء الأزرق وتركز على الضوء الأصفر؛ لحماية العين ومعها البشرة.
عدِّلي كريمات العناية بالبشرة الليلية التي تحتوي على مضادات للأكسدة.
عزِّزي الخضراوات والفاكهة في حِميتك الغذائية، والتي تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية تكافح ما تضره به البيئة المحيطة.