إلى جانب الحلوى والثوب الجديد والعيدية، ربما تفكر بحيرة في طرق تربط طفلك بأجواء العيد، خاصةً إذا كانت بعض الطقوس تندثر، أو أنك بعيد عن أجواء العائلة الممتدة، أو ربما في بلدٍ لا تجد فيه مظاهر العيد التي تعرفها، لهذا اخترنا لك 7 قصص أطفال عن عيد الفطر، التي قد لا يستمتع بها طفلك وحده، بل أنت أيضاً، إذ ستشعر كأنها تعبق برائحة الكعك والنوستالجيا.
7 قصص أطفال عن عيد الفطر
1- ليلة مثيرة جداً (دار الشروق)
تدور القصة حول ليلة صنع كعك العيد في بيت مصري، حيث يدركها الشقيقان "أميرة" و"أمين" لأول مرة، لكنها تبدو غامضة ومريبة لهما في البداية، فيقرران التسلل خلسة ولعب أدوار محققَيْن سريَّين يحاولان تتبع الخيوط لمعرفة ما الذي يحدث بالضبط.
اجتمع نص الكاتبة المصرية راندا أبو المجد مع رسم الفنانة رانيا أبو المعاطي، لينقلا لنا أجواء ليلة صنع كعك عيد الفطر، من منظور طفولي، وهو ما تجلى بشكل خاص في مشاهد مراقبة الأطفال من تحت السرير للأقدام النسائية وهي تروح وتجيء في البيت بخِفة، وتمثيلهما لدور المحققين السريين، وتسللهما تحت المائدة.
أجمل ما في القصة أنها ركزت على كواليس العيد التي تُحفر في ذاكرة الأطفال أكثر من العيد نفسه، بالملابس التي ينتشر عليها الدقيق، والأقدام التي تروح وتجيء، والصواني التي يُكتب عليها اسم العائلة، ونجحت بأن تداعب النوستالجيا وتحيي ذكريات لم تعد موجودة تقريباً.
2- العيد (دار الحدائق)
تدور القصة حول طفلة تتعرف معنى العيد لأول مرة، وتتخيل أنه شخص ما، لكن هذا الشخص لا يجيء، ويظل اللغز قائماً حتى تأتي الحرب، وتغيب رائحة الكعك من المنزل، والمعمول الذي يجلبه الجيران، والثوب الجديد، واجتماع العائلة في بيت الجدة والأراجيح، وفي ذلك الصباح فقط تدرك الطفلة "ما هو العيد".
الساحر في القصة أن القارئ المتأمل يدرك فوراً أن الكاتبة لديها إرث من ذكريات الحرب، وأن هذه قصة لا يمكن أن يكتبها إلا من عايش العيد في الحرب، وجرّب هذا الفقد الذي نعرف منه المفقود، ويثبت أن هذا صحيح، عندما نعرف أن الكاتبة هي اللبنانية المخضرمة نبيهة محيدلي، التي كان عمرها 13 عاماً فقط مع بدء الحرب الأهلية في لبنان 1975، وكان عمرها 20 عاماً مع الغزو الإسرائيلي للبنان في 1982.
صرّحت الكاتبة من قبل أن "احترام عقلية الطفل" سر نجاحها، وهذا يتجلى بوضوح في هذه القصة، دون أن تكون صادمة أو مؤلمة للطفل في الوقت ذاته، في موازنة رشيقة وبالغة العذوبة.
3- فيزو قبل العيد (دار الشروق)
القصة ضمن سلسلة بطلها الطفل "فيزو"، وهي تتناول مشكلة "فيزو" حين لا تعثر أمه على القميص المخطط الأخضر، الذي يريد ارتداءه في العيد، فماذا يفعل؟
القصة خفيفة، ونهايتها مفتوحة، فالطفل لم يجد القميص المطلوب، لكنه وجد بدائل أخرى محتملة ربما تكون أفضل مما كان يريد، ويطلب المؤلف من القارئ أن يساعد "فيزو" على الاختيار، ما يسمح للطفل بالمشاركة والتفاعل ووضع نفسه مكان بطل القصة، وتصلح مثل هذه النهاية لفتح باب نقاش مع الطفل حول القبول بالتسويات، وأن السعادة لا تأتي بالضرورة من الطرق التي تخيلناها.
تبدو رسوم وليد طاهر جميلة ببساطتها، دون تفاصيل كثيرة مزدحمة بصرياً تشتت عين الطفل عن العناصر المطلوبة.
4- حذاء العيد (دار مجموعة كلمات)
تدور القصة حول "ديمة"، المتعجلة لشراء حذاء أزرق ولا تريد الانتظار، لكن أمها ترفض شراءه قبل العيد، وتمر عليها الأيام المعدودة ببطء شديد.
هنا طفلة لا تطيق الانتظار، لكنها تتعلم ذلك، في البداية ترفض الفكرة، لكنها في النهاية تتقبلها ما دام العيد سيأتي بعدها، فقد تعلمت أن البهجة القادمة تستحق الانتظار.
تركز القصة على مشهد آخر من العيد، وهو فرحة الطفل بارتداء الجديد والحصول على العيدية، بينما تحضر روائح ماء الزهر والقرفة والزبدة في الخلفية، والرسم جميل وطفولي مرح، وجذاب للطفل.
5- كل حواسّي تحتفل بالعيد (دار الطفل القارئ)
تتناول القصة احتفال حواسّ الطفل بالعيد، وتمرر القيم التربوية والواجبات الدينية في قالب تعليمي جذاب للطفل، فهناك اليدان اللتان تكيلان زكاة الفطر، والأذن التي تسمع الأذان، والأنف الذي يشم رائحة كعك العيد، والفم الذي يأكل التمر، والقدمان اللتان تسيران للمسجد.
تنتهي القصة بنشاط تفاعلي للأم والطفل، يرشد الأم لإعداد عجينة ملونة تشبه الصلصال، ليشكلها الطفل بقوالب المعمول، حتى يشعر أنه شارك في العيد.
6- قميص العيد (دار أصالة)
بقي أقل من يوم واحد على مجيء العيد، و"عماد" لم يحصل بعد على القميص الجديد الذي ادخرت أمه لأجله، فهل سينجح الخياط في إكمال القميص في الوقت المناسب؟
المختلف في هذه القصة هو فرحة الطفل بالعيد رغم الموارد المحدودة، فقد تجسّدت الفرحة بالنسبة له في قميص بسيط، تتناول القصة العيد من منظور فئة اجتماعية فقيرة، ورغم أنك قد تخشى وجود بؤس فيها، فإن الأمر على العكس تماماً، فالطفل غفا إلى جوار الخياط بانتظار قميصه الأصفر، وطار فرحاً به وبالنقود القليلة التي ساعدته على استئجار دراجة.
الجميل هنا هو إظهار أن الفرحة بالعيد لا تشترط وجود الكثير من الموارد، ويمكن مناقشة ذلك مع الطفل، كما اكتملت فرحة "عماد" دون حاجة لإحسان أحد، وأصلح الخياط قميصه المقطوع. أصر الكاتب حتى النهاية أن الأشياء البسيطة تكفي لصنع فرحة عيد كبيرة.
7- كعك كعك (دار الهدهد)
القصة موجهة لفئة عمرية صغيرة جداً، فأبطالها قطط ترتدي ملابس البشر، بالشكل المحبب لدى الأطفال الصغار من سن السنتين، القطة الصغيرة تمضي مع والدها الذي يحمل صينية كعك العيد، ويوزعه على من يقابله في طريقه.
يحدث صراع في نفس الصغيرة وهي تراقب القطعة الأخيرة، لكنها تقاوم الإغراء، لأنها تذكرت أن الجد لم يتناول واحدة، وتنتهي القصة نهاية مرضية عندما يقسم الجد الكعكة نصفين بينه وبينها.
ملاحظة: القصص من اختيارات كاتب المقال، ولكن ربما يكون لك أو لطفلك رأي آخر بخصوص قصة معينة، أو إضافة لقصة جديدة، وسوف نسعد إن شاركتنا بهذه الإضافة.