هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تجعل طفلك عبارة عن كتلة كبيرة من النشاط الزائد، وفي نفس الوقت هناك الكثير أيضاً الذي يمكنك القيام به للمساعدة في تهدئة الأمور وإعادة توجيهها بالصورة الصحية السليمة.
وقد يواجه الطفل الذي يعاني من النشاط الزائد مشاكل في الانتباه والجلوس في مقعده. كما يمكن أن يكون مندفعاً، مما يعني القيام بأشياء دون التفكير في النتائج والتسبب في الكثير من الكوارث.
الأمر ليس سمة مرغوبة، أليس كذلك؟ بكل تأكيد! ومع ذلك فإن الطفل مفرط النشاط ليس "طفلاً سيئاً". كل ما في الأمر أنه قد يحتاج إلى القليل من الاهتمام والصبر لتوجيه طاقته وعملية التفكير.
ما هي أعراض النشاط الزائد عند الأطفال؟
الأطفال مفرطو النشاط يجدون صعوبة في الاستماع إلى التوجيهات أو اتباعها. كما لا يمكنهم الجلوس في مقاعدهم لفترات طويلة؛ وبالتالي يقومون بالتحرك كثيراً.
وبحسب موقع FlintoBox، فهم يتحدثون كثيراً أو يقطعون محادثات الآخرين دوماً دون الانتباه لسياق النقاش بالقدر الكافي.
وفي العادة، يفشل الأطفال شديدو النشاط في اتباع التعليمات أو القيام بروتين معين خطوة بخطوة. كما يكونون مندفعين ومفرطين في الحماسة وينتقلون بالطاقة من أمر لآخر.
ومن السهل للطفل الذي يعاني من النشاط الزائد أن يصبح قلقاً ومحبطاً وغاضباً وحزيناً بسهولة مفرطة وغير طبيعية.
ولأن فرط النشاط مرتبط بالدماغ، فإن أفضل طريقة للتعامل مع الأطفال مفرطي النشاط هي جعله يسترخي ويأخذ الأشياء واحداً تلو الآخر؛ ما يتطلب الصبر والهدوء الكبير عند البالغين في التعامل معه.
هل هذا طبيعي بالنسبة للطفل؟
إذا كان طفلك يعاني من فرط النشاط، فقد يكون ذلك لأنه مجرد طفل. من الطبيعي أن يتمتع الأطفال خلال مختلف الأعمار بالكثير من الطاقة، لأنهم لا يوجهونها في منافذ الطاقة التي من عادة البالغين أن يقوموا بها عند الشعور بالنشاط.
على سبيل المثال، يمكن لأطفال ما قبل المدرسة والسنوات الدراسية الأولى أن يكونوا نشطين للغاية- وغالباً ما ينتقلون بسرعة من نشاط إلى آخر، فقد يبدأوا اللعب بالألوان ثم ما يلبثون للانتقال إلى صندوق الألعاب وفي نفس الوقت قد يصرخون في آبائهم؛ لأنهم يشعرون بالملل وعدم الاهتمام بكل تلك الفعاليات؛ الأمر الذي قد يثير مخاوف الآباء من كون الطفل يعاني من اضطرابات مثل تشتت الانتباه وفرط الحركة، أو ما يُعرف بـADHD.
هل النشاط الزائد عند الأطفال نذير لوجود مشكلة؟
بحسب موقع WebMD، فإنه من الطبيعي أن تتساءل عما إذا كان اضطراب ADHD هو السبب في ارتفاع طاقة طفلك. لكن مجرد فرط النشاط لا يعني بالضرورة أن طفلك يعاني من هذه الحالة.
ومع ذلك، احترس من هذه العلامات الأخرى التي قد تكشف الاضطراب:
- هل يقاطعون كلامك كثيراً؟
- هل يجدون صعوبة في اتباع التعليمات وتنظيم المهام؟
- هل هم كثيرو النسيان؟
- هل ينفد صبرهم بشكل غير طبيعي؟
- هل يتحدثون في كثير من الأحيان خارج دورهم؟
إذا كان طفلك مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فستحدث هذه المشكلات على مدار فترة زمنية طويلة وليس بالضرورة في نفس الوقت، وعادةً ما ستظهر عليه في معاملاته داخل المنزل أو في المدرسة.
وبحسب موقع Very Well Mind نقلاً عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، ما يقرب من 9% من الأطفال حول العالم يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وفي حال شعرت أن تلك الأعراض السالف ذكرها موجودة عند طفلك الذي يعاني من النشاط الزائد، يجب عليك حينها التحدث إلى طبيب الأطفال المتخصص للعمل على علاج المشكلة.
وعلى الرغم من عدم وجود اختبار محدد للحالة، يمكن لطبيب الأطفال إجراء تقييم وإحالة طفلك لمزيد من الأطباء المتخصصين في سلوكيات الأطفال.
وفي حال تم تشخيص الطفل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فهناك علاجات متاحة قد تشمل أو لا تشمل الأدوية.
الأسباب الأخرى لمشكلة النشاط الزائد عند الأطفال
1- التوتر
سواء كان الأمر يتعلق بالفوضى الدائمة أو تغيير جدوله اليومي باستمرار، فغالباً ما يصبح الأطفال مفرطي النشاط عندما يواجهون حدثاً مرهقاً في حياتهم. حتى التغييرات الإيجابية لها نفس الوقع عليهم، مثل إنجاب طفل جديد أو الانتقال إلى منزل جديد، كل ذلك يمكنه أن يخلق الكثير من التوتر للطفل بحسب موقع Parenting Science.
كذلك قبل أن تقرر أن طفلك لا يمكن أن يتأثر بالمشاكل المالية أو مشاكل العلاقات عند البالغين، تذكر أن الأطفال يلتقطون ما يعانيه آباؤهم. وإذا كنت متوتراً ومكتئباً باستمرار، فهناك فرصة جيدة لطفلك أن يعاني مثلك أيضاً.
لذا تأكد من أن طفلك لديه روتين ثابت ويمكن التنبؤ به خلال اليوم. وإذا كنت تمر بأحداث حياتية مرهقة، فامنح طفلك مزيداً من الطمأنينة والدعم والهدوء.
2- مشاكل الصحة العاطفية أو العقلية
غالباً ما تظهر المشكلات العاطفية عند الأطفال مثل الاضطرابات السلوكية. وقد يكافح الطفل المصاب باضطراب القلق من أجل الجلوس ساكناً مثلما قد لا يتمكن الشخص الذي أصيب بصدمة بسبب حدث مخيف من التركيز.
وإذا كنت تشك في أن فرط نشاط طفلك قد ينبع من مشكلة عاطفية، فاطلب المساعدة المتخصصة. ويمكن أن يقلل العلاج مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك فرط النشاط.
3- حالات طبية
هناك بعض المشاكل الصحية الجسدية التي تسبب النشاط الزائد عند الأطفال. على سبيل المثال، فرط نشاط الغدة الدرقية يمكن أن يسبب مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك القلق وفرط النشاط. هناك أيضاً مشاكل وراثية أخرى قد تؤدي إلى زيادة النشاط.
تحدث إلى طبيب الأطفال عن الأعراض التي يعاني منها طفلك؛ إذ إن الاحتفاظ بقائمة مفصلة بمخاوفك قد يساهم في مساعدة الطبيب في تحديد المشكلات الصحية المحتملة التي قد تكون سبب المشكلة.
4- عدم ممارسة الرياضة والأنشطة
من المفترض أن يكون الأطفال نشيطين وحيويين طوال الوقت. وبدون تمرين كافٍ، سوف يعانون من النشاط الزائد والحالة النفسية السيئة.
ولسوء الحظ، غالباً ما يُعاقب بعض الأطفال مفرطي النشاط بفقدان امتيازات العطلة واللعب في المدرسة؛ لكن عدم وجود فرصة للركض واللعب يجعل فرط النشاط أسوأ.
يجب تشجيع الطفل على ممارسة جلسات متكررة ومتنوعة من التمارين والنشاطات اليومية. وقد يمثل اللعب في الملعب وركوب الدراجة والجري، فرصة لتوجيه طاقة الطفل إلى أنشطة إنتاجية.
5- قلة النوم
بينما يميل البالغون إلى الخمول عندما يكونون متعبين، غالباً ما يصاب الأطفال بفرط النشاط. وعندما لا يحصل الطفل على قسط كافٍ من الراحة، يستجيب جسمه عن طريق إنتاج المزيد من الكورتيزول والإدرينالين حتى يتمكن من البقاء مستيقظاً. ونتيجة لذلك، سيكون لديهم المزيد من الطاقة على عكس الطبيعي.
لذا تأكد من حصول طفلك على قسط كافٍ من النوم. وإذا كنت تواجه صعوبة في ضمان حصوله على قسط كافٍ وعميق من الراحة اليومية، تحدث إلى طبيب الأطفال حول الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في تحسين جودة نومه.
إليك ما الذي عليك فعله!
نشر موقع FlintoBox عدداً من الخطوات التي يجب اتباعها لإعادة توجيه النشاط الزائد عند الأطفال، إذ يحتاج الأطفال إلى الركض واللعب كثيراً. لذلك استثمر في الفصول والأنشطة والنوادي الرياضية التي قد تساعدهم على استخدام تلك الطاقة والنشاط البدني لتهدئة عقولهم.
الخطوة الثانية التي يجب اتخاذها هي أن تتحدث إلى طفلك بطريقة بسيطة، وامنحهم اهتمامك الكامل وأعطِ آذاناً مصغية لمخاوفهم واهتماماتهم وفضولهم ورغبتهم في الحديث. اطلب منهم أيضاً إعداد قوائم مهام وتفصيل التعليمات المعطاة لهم لكي تساعد على الالتزام.
ثالثاً ساعدهم على التعامل مع مشاعرهم؛ إذ يجد الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط صعوبة في التعامل مع الغضب والحزن والقلق. لذلك ساعدهم في التعامل مع مشاعرهم وأخبرهم بما هو جيد وما هو غير محمود.
رابعاً يمكنك أن تساعدهم من خلال تقليل عوامل الإلهاء ووقت الشاشة. اصطحبهم إلى محيط أخضر مثل المنتزهات والحدائق. فقط كن صبوراً، وخذ نفساً عميقاً، وكن عازماً على تهدئتهم وتعزيز الاسترخاء لديهم.
وأخيراً وليس آخراً، يمكنك أن تكافئهم على الأخلاق الحميدة وشكرهم عند الاستماع إليك والالتزام بالروتين، وشجعهم على الالتزام بالنظام قدر الممكن. وأفضل طريقة للتعامل مع طفل يعاني من النشاط الزائد هي إشراك عقله وجسمه في الأنشطة التي يمارسها.
كذلك، فإن مشاهدة التلفزيون وممارسة ألعاب الفيديو باستمرار ليس من شأنها سوى أن توجه القليل من تلك الطاقة المفرطة لديه، وهي تعمل كمصدر إلهاء مؤقت سيعود بعده إلى حالة النشاط الزائد المعهودة.