تحاول فهم مشاكله وتفكيره ولا تستطيع؟ إليك الطريقة المثلى لاستجواب ابنك المراهق

عربي بوست
تم النشر: 2018/11/25 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/11/25 الساعة 17:19 بتوقيت غرينتش
Upset young man talking with his father.

تشير الأبحاث إلى أهمية التواصل بين الآباء وأبنائهم المراهقين ، فبانهياره يمكن أن تتدهور الصحة العقلية والنفسية لديهم.

وفي الواقع، يعلم كل والد أن حمل ابنه المراهق على البوح بما يفكر فيه قد يشكل صراعاً فعلياً.

ومن الطبيعي للمراهقين أن يبتعدوا عن والديهم ما إن يبدؤوا ببناء هويتهم الخاصة واختبار استقلاليتهم الجديدة.

ولكن هناك مجموعة متزايدة من الأبحاث تكشف أن المراهقين الذين يشاركون أنشطتهم اليومية ويكشفون ما يخالجهم من مشاعر لأحد الوالدين، تنخفض مستويات القلق والاكتئاب لديهم، ويقل احتمال مشاركتهم في سلوكيات خطرة.

كيف يجب على الآباء التعامل مع سنوات المراهقة؟

بحسب صحيفة The Wall Street Journal الأميركية، يشير الباحثون إلى وجود عدد من الأمور التي يمكن للوالدين فعلها للتقرب أكثر من أطفالهم، وإلى عدد من السلوكيات التي يجب عليهم تجنبها، والتي من شأنها أن تقطع الحوار بينهم.

حيث تقول الدكتورة في جامعة ولاية أريزونا، آشلي إيبرت، "يجب على الآباء أن يدركوا أنهم مصدر الدعم الرئيسي للأطفال، حتى في ظل توسّع شبكتهم الاجتماعية".

وفي دراسة نُشرت الشهر الماضي في مجلة "Development and Psychopathology"، كشفت إيبرت، أنه عندما يشعر المراهق أن أبويه غير مهتمين به، فإن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الثقة والتواصل بينهما كما يؤثر سلباً على صحته العقلية.

إذ استخدم الفريق بيانات 262 مراهقاً مأخوذة من دراسة في نيو إنغلاند حول شباب الضواحي أجراها الدكتور لوثر، وشملت دراسة عن المراهقين في المدارس المتفوقة.

في كل عام ابتداء من الصف السادس حتى آخر عام دراسي، يقوم الطلاب بملء استبيانات تقييم لمشاعرهم، يعبرون فيها عن مدى انعزالهم عن أحد الوالدين أو كليهما (مثال: "لا أحظى باهتمام كبير من والدتي/والدي") وعن مستويات الثقة (مثال "والدتي/والدي يقبلني كما أنا") وعن التواصل (مثال "يلاحظ والدي/والدتي متى أكون منزعجاً من شيء ما")، فضلاً عن أعراض الاكتئاب والقلق لديهم.

أهمية التواصل بين الآباء وأبنائهم المراهقين

ووجد الباحثون أن المراهقين الذين عبّروا عن شعورهم بالعزلة المتزايدة وقلة الثقة بينهم وبين أمهاتهم، على وجه الخصوص، أظهروا مستويات أعلى من القلق وأعراض الاكتئاب.

وتشرح إيبرت أنه "من المهم أن يجد الآباء طريقة لتجاوز بعض الحواجز التي يضعها المراهقون، لكي يحافظوا على التواصل المفتوح وبناء الثقة والدعم، مع ضرورة احترامهم أيضاً لخصوصيتهم".

وعادة ما تقل نسبة المعلومات التي يتشاركها المراهقون مع أهاليهم مع تقدمهم في السن، لذلك بحث مؤلفو المقالة التي نشرت في مجلة "Emotion" في أغسطس/آب 2018، عما يمكن أن يفعله الآباء لتشجيع المراهقين الأكبر سناً على التواصل معهم.

وقد اختار الباحثون 50 مراهقاً مع أمهاتهم لمناقشة موضوع عادة ما يتجادلون حوله مراراً وتكراراً، مثل اختيارهم لأصدقائهم.

وهنا راقب الباحثون وسجلوا ردة الفعل التي أبدتها كل أم، وما إن كانت محرجة وغاضبة أو مهتمة ومؤيدة.

ووجد الباحثون أن أكثر الطرق فعالية في جعل المراهقين منفتحين مع آبائهم، تعتمد في الواقع على أعمارهم.

فقد كان المراهقون الأكبر سناً، الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و18 عاماً، أسرع في الإفصاح عن مشاعرهم خلال المحادثات التي أبدت خلالها الأم تأييدها.

مع ذلك، كان من المدهش أن ينفتح هؤلاء المراهقون أيضاً حتى عندما أعربت أمهاتهم عن مشاعر سلبية مقابل بقائهن محايدات.

"فقط يجب أن يروا خوف أوليائهم عليهم"

وربما المراهقون الأكبر سناً هم الأكثر استعدادا للتعامل مع مختلف المشاعر التي تبديها الأم أو لعلهم يرغبون "فقط في رؤية خوف أوليائهم عليهم"، وفقاً لفرضية الباحثة الرئيسية في جامعة كاليفورنيا ميرسيد، ألكسندرا ماين.

وتوصل بحث سابق إلى أن المراهقين الأصغر سناً، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و14 عاماً، يتراجعون عن الإفصاح عن معلوماتهم الشخصية لوالديهم إن بدا لهم أن هؤلاء مشغولون أو مشككون أو رافضون للتعبير عن مشاعرهم.

في المقابل، استطاع المراهقون التعبير عن رغبتهم في الحديث عندما لاحظوا أن والديهم منفتحون وهادئون، ويقدمون نصائح جيدة كما يفصحون عن معلومات حول حياتهم الخاصة.

أشار أحد مؤسسي مركز التواصل بين الوالدين والمراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، كينيث غينسبرغ، إلى "أن الآباء الذين هم على دراية أعمق ولديهم تأثير أكبر على دراسة وسلوكيات أطفالهم ليسوا أولئك الذين يطرحون عادة الكثير من الأسئلة، بل هم في الغالب الأقل تفاعلاً ومن يعبرون عن حبهم ودعمهم غير المشروط".

الحب غير المشروط..

وأضاف غينسبرغ "أن الحب غير المشروط يعني 'أنا أفهم ما تمر به، ولن أذهب إلى أي مكان، وأحبك تماماً كما أنت'".

لكن هذا لا يعني القبول غير المشروط بالسلوكيات الخطرة.

ويشير الدكتور غينسبرغ إلى أبحاث تفيد أن هناك ثلاثة مجالات يتوقع فيها الأطفال تدخل الوالدين، وهي السلامة والأخلاق والقواعد الاجتماعية.

ويذكر غينسبرغ أنه "في هذه المجالات، يتوقع المراهقون أن يبلغهم الوالدان بقلقهما، وأن يضعا الحدود المناسبة وأن تكون توقعاتهما عالية".

يحقق الحفاظ على الارتباط القوي بين الوالدين والطفل أكثر من مجرد ضمان سلامة المراهقين خلال تلك السنوات الحرجة.

وقد صرح الدكتور غينسبرغ أن "هذا الارتباط يعكس ما يجب أن تكون عليه العلاقات الصحية، ويعلِّم المراهقين كيفية بناء علاقات ناجحة مع أقرانهم وعائلاتهم في السنوات القادمة".

علامات:
تحميل المزيد