خلال كل فصل، يكون هناك العديد من التغيرات المختلفة، والتي تجعلنا نفكر في الاستمتاع بها، إلا أنه مع تغيرات الفصول، أي مع نهاية أحدها وبداية آخر، يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من تقلبات في جودة النوم مع كل نهاية فصل وبداية الذي يليه.
ويكمن السبب في التغيرات التي تحدث في كل فصل، من درجات الحرارة ونوعية الإضاءة، إذ كلها يمكن أن تؤثر على المزاج وعلى أنماط النوم والعادات كذلك.
إنها علاقة سببية بسيطة: يرسل ضوء الصباح إشارات إلى الجسم عندما يستيقظ بينما الظلام ودرجات الحرارة المنخفضة ترسل إشارات أخرى تُشير إلى أن وقت النوم قد حان.
عندما تتغير هذه العوامل مع تغيرات الفصول، حيث يكون الجسم غير مستعد لها، فإنها تُحدث تقلبات النوم وشكله.
وحتى إذا كان هناك أشخاص يعيشون في مناطق لا تعرف تغيرات واضحة في الفصول، فمع ذلك يبدو أن الروتين طويل الأمد يكون سببًا في التقلبات في نظام النوم بشكل عام.
قد يكون الوعي بهذه التقلبات الموسمية أيضًا هو ما يجعلك تتجنب أي نوع من الاضطرابات الموسمية المتعلقة بالنوم.
تقلبات النوم في فصل الربيع.. يسبب الحساسية واضطراب الضوء
الربيع هو وقت العديد من التغييرات بشكل كبير، وذلك لأنه مع بروز الزهور وهطول الأمطار في أبريل التي تجلب حبوب اللقاح من الأشجار، يمكن أن يؤدي هذا الغبار البيئي إلى تفاقم الحساسية في الليل.
ثبت أن حبوب اللقاح تقلل من جودة النوم عن طريق تفاقم أعراض حمى القش، مما يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، منها السعال والعطس في الليل، مما يمكن أن يؤدي إلى حالة من التوتر ونقص الاسترخاء أثناءساعات النوم.
بالإضافة إلى الحساسية، هناك أمر آخر وهو التوقيت الصيفي، الذي يختلف عن توقيت بقية فصول السنة، إذ أنه عند إلغاء العمل به، فهذا من الممكن أن يُسبب فوضى في دورات النوم خصوصًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات الإنارة في الليل.
إذ تتلقى أجسامنا إشارة الاسترخاء من خلال الميلاتونين، الذي يتم إطلاقه عندما نشعر بتحولٍ من الضوء إلى الظلام.
يؤدي التعرض الإضافي للضوء في وقت لاحق من المساء إلى إفساد إيقاع الساعة البيولوجية الطبيعية لجسمنا وتأخير إنتاج الميلاتونين، مما يمكن أن يؤدي هذا إلى تغيير جدول أجسامنا وإدراكها لموعد الراحة.
تأثير شمس الصيف على جودة النوم
يؤدي التعرض الزائد للضوء في الصيف إلى زيادة الوقت الذي نبقى فيه مستيقظين، خاصة في الولايات الشمالية حيث تغرب الشمس في وقت متأخر.
مثل الضوء، تلعب درجة الحرارة دورًا في كيفية إخبار أجسامنا بأنه قد حان وقت النوم من خلال إطلاق الميلاتونين.
يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة إلى صعوبة النوم، إذ يلاحظ الباحثون أن الحرارة الرطبة على وجه الخصوص يمكن أن تضيف إلى الحمل الحراري على الجسم، مما يؤدي إلى الاستيقاظ أكثر طوال الليل.
يمكن للحرارة البيئية العالية أيضًا أن يكون لها نفس التأثير من خلال زيادة معدل ضربات القلب، مما يؤدي إلى النوم بشكل سيئ.
يمكن أن تؤدي هذه الاضطرابات إلى انخفاض النوم الموجي البطيء، وهي مرحلة مهمة من النوم لمعالجة المشاعر والذكريات.
تأثير الخريف مثل الربيع، لكنه أكثر راحة
يشهد الخريف مرة أخرى تغييرًا في الوقت، مع نهاية التوقيت الصيفي، مما يعني أن الساعات تعود إلى الخلف لمدة ساعة.
في حين أن هذا قد يكون أسهل بالنسبة للبعض، نظرًا لأنهم يكتسبون ساعة منالنوم بالفعل، إلا أنه لا يزال بإمكانه تعطيل الإيقاع اليومي من خلال الشعور بالنعاس في وقت مبكر من المساء بسبب أوقات غروب الشمس المبكرة.
ومع ذلك، قد تعمل الأيام الأقصر وغروب الشمس المبكر أيضًا ضدنا، إذ يمكن أن يؤدي التعرض المنخفض للضوء إلى النعاس أثناء النهار والشعور بالخمول.
لذلك يجب تجنب الإفراط في النوم، والذي يمكن أن يسبب خمول النوم في اليوم التالي.
بعد تجاوز عقبة تغيير الوقت مرة أخرى، قد يرى بعض الأشخاص تحسنًا في النوم في الخريف. وذلك لأن انخفاض درجات الحرارة وبرودتها اللطيفة، يخلق الجو البيئة المثالية للنوم الجيد.
يقدر بعض الباحثين أن أي درجة حرارة تتراوح بين 60 و70 درجة فهرنهايت هي أفضل درجة حرارة لغرفة النوم للنوم، لذا فإن إبقاء غرفتك على جانب بارد في الليل يُعد فكرة** جيدة.
فصل الشتاء وصراع النوم
من بين الفصول الأربعة، قد يمثل الشتاء أكبر تحديات النوم، وذلك لأنه غالبًا ما تكون ساعات اليوم قصيرة جدًا، وهذا يعني أن الناس يعيشون في الظلام أكثر من الشمس، وخاصة بعد الانقلاب الشتوي في يناير وفبراير.
ربما تكون أشهر الشتاء هي الأكثر إزعاجًا للنوم والرفاهية العامة لأن الأيام أقصر حالاته، إذ أن هذا لا يؤثر سلبًا على النوم فحسب، بل إنه يحمل أيضًا خطر التسبب في الاكتئاب الموسمي.
ويحدث الاكتئاب الموسمي عندما تكافح أدمغتنا للتمييز بين الليل والنهار، وخاصة إذا حل الظلام في الخارج في وقت مبكر أي من الساعة 4 مساءً على سبيل المثال.
في هذا الاضطراب المزاجي، الذي يؤثر على ما يصل إلى 6% من السكان في الشتاء، يعاني العديد من الأشخاص من فرط النوم، أو النوم كثيرًا.
وقد وجدت إحدى الدراسات أنه من بين 293 مريضًا يعانون من اضطراب عاطفي موسمي، أبلغ 80٪ عن فرط النوم بينما أبلغ 10٪ فقط عن الأرق.