أظهرت دراسة جديدة أجرتها كلية هارفارد أن المديرات يمتلكن مهارات متميزة تمكِّنهنَّ من بناء علاقات قوية وفعالة بين أعضاء الفرق المختلطة من الموظفين بين الجنسين، ما يسهم في تحسين الأداء التنظيمي وزيادة استبقاء الموظفين.
تفوق المديرات في إدارة الفرق المختلطة بين الجنسين
قام باحثون في كلية هارفارد للأعمال بتحليل بيانات من سلسلة مطاعم للوجبات السريعة في كولومبيا. ووجدوا أن الرجال الذين يديرون رجالًا آخرين يظهرون أداءً جيدًا، وكذلك الحال مع النساء اللواتي يدرن نساءً أخريات. ومع ذلك، عندما يكون الموظفون من جنسين مختلطين، فإن النساء يتفوقن على الرجال في تحقيق الألفة والانسجام داخل الفريق، كما أنهنَّ يتميزن بقدرتهنَّ على وضع جداول زمنية مثالية، والاهتمام بمصالح العمال، والتواصل الفعَّال للوصول إلى الأهداف المشتركة.
وتقدم هذه الدراسة دليلًا إضافيًا على أن منح المزيد من الفرص للنساء لتولي أدوار قيادية يمكن أن يسهم في تحسين الإنتاجية بشكل ملحوظ.
النساء قادرات على إدارة المتاجر أفضل من الرجال
وأشارت الأبحاث إلى أن المحلات التجارية التي تشرف عليها النساء تتمتع بتواصل أفضل وعلاقات أكثر تناغمًا بين العاملين. هذه العلاقات الإيجابية تسهم في تدريب الموظفين بكفاءة وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتكيف بسهولة مع المحطات المختلفة والمناوبات المتنوعة عند الحاجة.
كما أظهرت النتائج أن هذه المتاجر تحقق ما يقرب من ثلاثة أضعاف مكاسب المبيعات مقارنة بالمتاجر التي يشرف فيها الرجال على العاملات في الغالب. بالإضافة إلى ذلك، تتميز المتاجر ذات الإدارة النسائية بعلاقات أفضل بين العاملين، وموظفين أكثر كفاءةً ومرونة، وتحسن في المبيعات، مقارنة بالمتاجر التي تُدار بشكل رئيسي من قبل الرجال، رغم أن أداء هذه المتاجر لم يكن جيدًا مثل تلك التي يتوافق فيها جنس المديرين مع جنس العاملين.
النساء أكثر حرصًا على مصالح الموظفين
إنشاء الجداول الزمنية المثلى
وأظهرت الأبحاث أن النساء كن يقضين وقتًا أكثر بنسبة 13% في عملية الجدولة مقارنة بأي مهمة أخرى، حيث كنَّ يخصصن النوبات المفضلة للموظفين. وهذا يتسق مع كون المديرات عمومًا أكثر وعيًا واستجابة لقيود جدولة الموظفين.
الاهتمام بمصالح الموظفين
من جهة أخرى، وُجد أن المديرين الذين يشرفون على موظفين من نفس الجنس كانوا أقل احتمالية بنسبة 21% للاحتفاظ بالقرارات لأنفسهم، وكانوا أقل احتمالًا بنسبة 33% للتصرف دون استشارة العمال. بالإضافة إلى ذلك، كان هؤلاء المديرون أكثر احتمالًا بنسبة 52% للبحث عن رفاهية موظفيهم، مقارنة بالمتاجر التي تشرف عليها إدارة ذكورية بشكل كبير. وأظهرت الدراسات أن المديرات يبدين اهتمامًا أكبر بموظفيهن مقارنة بالرجال الذين يديرون فرقًا مختلطة الجنس.
القيادة النسائية تعزز الأداء في الإدارة
وأوضح البحث أنه عندما يكون المديرون والعاملون من نفس الجنس، فإن المديرين يكونون أكثر احتمالًا بنسبة 80% لمناقشة مؤشرات الأداء الرئيسية بانتظام مع موظفيهم، و42% أكثر امتلاكًا لتحديد أهداف قصيرة المدى، و29% أكثر احتمالًا لإدراج موظفيهم في عملية تحديد الأهداف، ما يزيد من فرص تحقيق هذه الأهداف بنسبة 74%.
وعندما تدير النساء المتاجر، يبدو أن أداء المتاجر يتحسن أيضًا بشكل كبير بالمقارنة مع الحالة التي يدير فيها الرجال النساء. هذا يبرز أهمية توفير المزيد من الفرص القيادية للنساء، حيث أن قدرة المدير على التواصل وبناء علاقات قوية مع موظفيه لها تأثير كبير على إنتاجيتهم.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه العديد من الصناعات بعيدة جدًا عن تحقيق المساواة بين الجنسين، حيث تم تصميم الإدارة والأنظمة والثقافة من منظور ذكوري، يجب علينا العمل على تحسين تمثيل النساء على مستوى الإدارة بالتوازي مع جلبهن إلى الخطوط الأمامية لضمان تحقيق النجاح الفعال.