أظهرت دراسة جديدة نشرها موقع New Atlas، أن تسليط ضوء غير جراحي ومنخفض الشدة على الرأس والبطن في وقت واحد يُساعد على التخلّص من التوتّر والإجهاد النفسي.
وقد أصبح كلّ من التوتر والإجهاد النفسي جزءاً لا يتجزأ من حياتنا العصرية، حيث يواجه العديد منا ضغوطات متزايدة في العمل، والحياة الشخصية، والعلاقات، والتكنولوجيا، وهو ما يمكن أن تكون له تأثيرات سلبية على صحتنا العامة والنفسية، على غرار اضطرابات النوم، والتوتر العضلي، والشعور بالقلق والاكتئاب، فضلاً عن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهو ما يجعل من علاج التوتّر والإجهاد ضرورياً لتعاملنا بشكل أفضل مع التحديات اليومية وتعزيز علاقاتنا الاجتماعية.
كيف يمكن علاج التوتر والإجهاد النفسي بالضوء غير الجراحي؟
بحسب الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة برشلونة (UB) بإسبانيا، يعدّ التعديل الحيوي الضوئي (PBM) تقنية غير جراحية تستخدم ضوءاً منخفض الكثافة من أشعة الليزر أو مصابيح LED لإنتاج تأثير علاجي.
وقد تمّ استخدام هذه التقنية لعلاج الحالات الطبية المتنوعة مثل أمراض القلب والجروح. كما أظهرت تقنية PBM عبر الجمجمة، باستخدام الضوء على الرأس، نتائج واعدة في علاج الاضطرابات النفسية.
ما هي علاقة الأمعاء والدماغ في التأثير على الإجهاد المزمن؟
وخلال دراستهم، قام الباحثون بتطبيق تقنية PBM في وقت واحد على الرأس والأمعاء لمعرفة ما إذا كان التلاعب بمحور الأمعاء والدماغ له تأثير إيجابي على الإجهاد المزمن.
وقال ألبرت جيرالت وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة من معهد علوم الأعصاب بجامعة برشلونة إنّ هذه التقنية تعدّ واحدة من أكثر المساهمات العلمية المبتكرة في الدراسة التي ركّزت على التحفيز المشترك بطريقة منسقة للدماغ والأمعاء في نفس الوقت، واصفاً إيّاها بأنها" ميلاد جديد في مجال البحث في محور الأمعاء والدماغ والذي يعد مجالاً واعداً للغاية للعلاج المحتمل لأمراض الجهاز العصبي.
خوذة معيارية ومجال مغناطيسي
وقام الباحثون بتنفيذ دراساتهم على فئران ذكور، حيث استخدموا علاج PBM عن طريق جهاز مصنوع من قبل شركة التكنولوجيا الطبيّة الفرنسية REGEnLIFE . ويتألف هذا الجهاز من خوذة معيارية ولوحة بطن تحتوي على أشعة ليزر منخفضة المستوى ومصابيح LED حمراء قريبة من الأشعة تحت الحمراء، بالإضافة إلى مجال مغناطيسي ثابت.
نجاح العلاج
تم تحفيز الإجهاد المزمن في الفئران باستخدام الضغوطات التي تم تطبيقها عشوائياً يومياً لمدة 28 يوماً. ثم تم علاج الفئران بـPBM لمدة 6 دقائق، من الإثنين إلى الجمعة، لمدة ثلاثة أسابيع.
وقد أظهر العلاج تحسناً في الأعراض المعرفية الناجمة عن الإجهاد المزمن، وتراجعاً في التهاب الدماغ على المستوى الخلوي، كما وجد أن العلاج بـPBM يصحح مستويات بعض البكتيريا في ميكروبيوم الأمعاء التي تأثرت بالإجهاد.
وبناءً على النتائج التي توصلوا إليها، خلص الباحثون إلى أن اعتماد تقنية PBM في أمعاء الدماغ يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في مواجهة التحدّيات الناجمة عن الإجهاد.