يحدث تجمع السوائل في الركبة، والذي يسمى كذلك انصباب الركبة، عندما يتراكم السائل الزائد في مفصل الركبة أو حوله، وذلك لعدة أسباب؛ من بينها التهاب المفاصل وإصابة أربطة الركبة والغضاريف.
في العادة، توجد كمية صغيرة من السوائل في المفاصل، ومع ذلك، في بعض الحالات يمكن أن تتراكم السوائل الزائدة، وتصبح الركبة منتفخة ومتورمة، مما يؤدي إلى صعوبة في الحركة، مع آلام مستمرة.
وفي هذا المقال سنتناول علاجات وأعراض وأسباب تجمع السوائل في الركبة وبعض طرق الوقاية منه.
أعراض تجمع السوائل في الركبة
السوائل الزائدة سوف تسبب الانتفاخ حول الأجزاء العظمية من الركبة، والتي تسمى "صابونة الركبة"، الشيء الذي قد يجعل إحدى الركبتين أكبر حجماً من الأخرى.
كما أن تجمع السوائل يؤدي كذلك إلى آلام كبيرة، مع صعوبة في ثني الركبة أو تقويمها، خصوصاً عند الجلوس أو طلوع ونزول الدرج.
تشمل الأعراض التي تظهر عند تجمع السوائل في الركبة:
- تورم
- الكزازة
- انخفاض نطاق الحركة
لكن هناك أعراض أخرى، في حال ظهورها فهذا دليل إلى أن الشخص المصاب يحتاج للرعاية الطبية بشكل عاجل، وهي:
- عدم القدرة على وضع الوزن على المفاصل
- غياب النبض في القدمين
- فقدان الإحساس أسفل الركبة
- الحمى
- التعرق
- الشعور بالمرض
كما أن هناك أسباباً من نوع آخر، وهي تلك المرتبطة بأمراض أخرى كامنة، كلما زادت حدتها، كانت سبباً في تكون السوائل في الركبة، وهي كالتالي:
هشاشة العظام:
إذ يميل الألم والتيبس في الركبة إلى أن يكون أسوأ في الصباح الباكر، ولكنه غالباً ما يتحسن خلال 30 دقيقة من الاستيقاظ.
التهاب المفاصل الروماتويدي:
غالبًا ما يؤثر الألم والتورم على عدة مفاصل وغالبًا ما يكون بشكل متناظر، إذ قد يشعر المريض بالحرارة في المفصل عند لمسه، وغالباً ما استمرار الألم لفترة أطول من 30 دقيقة بعد الاستيقاظ.
الإصابة المؤلمة:
قد تكون هناك كدمات وألم شديد بسبب الإصابات مهما كانت مختلفة، الشيء الذي يسبب مشاكل في الحركة، خصوصاً كلما تركز الوزن عليها.
الأسباب المحتملة
تشير الإحصائيات إلى أن 27% من الأشخاص سيتعرضون تكون السوائل على مستوى الركبة في وقت ما.
إذ يمكن أن ينجم الالتهاب والتورم عن إصابة مؤلمة أو التهاب المفاصل أو عدوى، ويمكن للسوائل الموجودة على الركبة أن تسبب عدم الراحة وعادة ما تكون علامة على وجود مشكل صحي ما.
يعتمد نوع السائل الذي يتراكم حول الركبة على المرض أو الحالة أو نوع الإصابة المؤلمة التي تسببت في زيادة السوائل.
وقد يقوم الطبيب بإزالة بعض السوائل وإرسالها للاختبار، من خلال النتائج التي ستظهر يمكن معرفة الأسباب الحقيقية، وطرق العلاج المتاحة.
ومن بين أبرز الأسباب التي تظهر في نتائج التشخيص، هي كالتالي:
- إصابة مؤلمة تؤدي إلى كسر أو تلف في الأربطة
- التهاب المفصل الروماتويدي
- هشاشة العظام
- النقرس
- النقرس الكاذب
- التهاب المفاصل الإنتاني
- التهاب المفاصل السلي
- التهاب المفاصل الروماتويدي الشبابي
- الحركة الزائدة، بسبب ممارسة بعض الأنشطة البدنية أو الرياضية
- الالتهابات، مثل مرض لايم أو الزهري
- التهاب المفاصل التفاعلي
- مرض التهاب الأمعاء
- داء المفصل، أو نزيف في المفصل
كما قد يؤدي الوزن الزائد والسمنة أيضًا إلى زيادة المخاطر عن طريق الضغط على الركبة.
طرق العلاج
تعتمد معظم علاجات انصباب الركبة على السبب الأساسي، ويختلف العلاج من شخص إلى آخر، إلا أنه توجد علاجات محددة، يمكن أن يشترك فيها أغلب المصابين.
ومن بين العلاجات المتاحة نجد:
الشفط أو التصريف:
يُعرف أيضًا باسم بزل المفصل، ويشير إلى استخدام الطبيب لإبرة من أجل سحب السوائل، مما قد يخفف الانزعاج.
حقن الكورتيكوستيرويد:
يمكن هذه الحقن أن تقلل الالتهاب وتساعد في تخفيف الألم.
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية:
يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية المتاحة دون وصفة طبية أن توفر تخفيفًا للألم.
المضادات الحيوية:
يمكنها أن تكون طريقة من أجل علاج العدوى في الركبة.
دعامة أو جبيرة للركبة:
يمكنها تثبيت المفصل، وإعادته لمكانه بالشكل الصحيح، مع العمل على عدم الضغط.
جراحة الركبة أو استبدال الركبة:
قد تكون الجراحة أفضل علاج في بعض الحالات، عندما تكون الحالة قد وصلت إلى حالات تكون سوائل بنسبة عالية.
العلاجات المنزلية
يمكن أن تساعد تدابير الرعاية الذاتية في المنزل من تخفيف الآلام الناتجة عن تكون السوائل في الركبة، والتي يمكن أن تتم بطرق بسيطة، وهي:
- إراحة الساق
- رفع الساق
- وضع الثلج ملفوفًا بمنشفة على الركبة
- استخدام دعامة الركبة
- استخدام الوسائل المساعدة على الحركة، مثل العصا
- اتباع حمية من أجل إدارة الوزن لتقليل الضغط على مفصل الركبة للمصابين بالتهاب المفاصل
- ممارسة التمارين الرياضية ذات التأثير المنخفض، مثل السباحة، واليوغا، وخاصةً للأشخاص المصابين بالتهاب المفاصل
مدة العلاج المحتملة
يعتمد الوقت المستغرق للتعافي من تجمع السوائل في الركبة على سبب المشكلة ودورة العلاج الموصى بها.
إذ يقترح الخبراء بدء العلاج خلال 24-48 ساعة من ظهور الحالة لمنع المضاعفات، ولكن العلاج ووقت التعافي يعتمدان على السبب وعوامل أخرى، مثل عمر الشخص وصحته العامة.
مع العلاج، سيتم حل العديد من أنواع انصباب الركبة، ومع ذلك، فإنها قد تعود إذا كانت ناجمة عن حالة مزمنة، مثل التهاب المفاصل.
ومن أجل منع تجمع السوائل في الركبة، يمكن إتباع مجموعة من الطرق الوقائية، من بينها ممارسة الرياضة بشكل منظم، خصوصاً تلك ذات التأثيرات المنخفضة، مثل السباحة والمشي.
يجب كذلك تجنب حركات الاهتزاز المفاجئة وأسطح الجري الخشنة، وتجنب الحركات المتكرر، ثم الحفاظ على وزن معتدل ما أمكن.