أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة أكسفورد، ونُشرت في المجلة البريطانية للجراحة أن مشاركة الطبيبات والمتخصصات في العمليات الجراحية تعزز من كفاءة هذه العمليات، كما أوضحت الدراسة أن التنوع الجنسي في الفرق الطبية يسهم في تحسين حالة المرضى بفضل تعدد الخبرات التي يجلبها الأطباء والطبيبات إلى بيئة العمل.
التنوع الجنسي في الفرق الجراحية ضروري لتحسين نتائج العمليات
أفاد الباحثون في الدراسة، الذين فحصوا أكثر من 700 ألف عملية على مدى عقد من الزمن، بأن المستشفيات التي تضم عدداً أكبر من النساء في فرقها الجراحية توفر نتائج أفضل للمرضى.
وتوصلوا إلى أن "الرعاية في المستشفيات التي تتمتع بفرق تخدير وجراحة أكثر تنوعاً من حيث الجنس ترتبط بنتائج أفضل بعد العمليات الجراحية".
وأكدوا أن "الهدف الرئيسي للرعاية الصحية ليست فقط تعزيز العدالة الاجتماعية، بل إن زيادة التنوع الجنسي في فرق غرفة العمليات هو جزء أساسي من تحسين الأداء".
وشدّدوا على أنه "يجب على مؤسسات الرعاية الصحية تعزيز التنوع الجنسي عمدًا في فرق غرف العمليات لتقليل معدلات الإصابة بالأمراض الرئيسية، والتي بدورها يمكن أن تسهم في رضا المرضى وتقلّل تكاليف العلاج".
تواجد العنصر النسائي في العمليات الجراحية يعكس نتائج أفضل
وخلال الدراسة، قام الباحثون بتحليل 709899 عملية جراحية اختيارية أجريت في 88 مستشفى بين عامي 2009 و2019 لقياس معدلات الإصابة بمضاعفات بعد العملية الجراحية.
ووجدوا أنه من بين 709899 عملية جراحية تم إجراؤها في 88 مستشفى خلال هذه الفترة، حدثت مضاعفات خطيرة لمدة 90 يوماً في 14.4% .
كان متوسط نسبة النساء المتخصصات في التخدير والجراحة 28% تقريباً، تواجدت طبيبات متخصصات في الجراحة في 6% من العمليات بينما تواجدت طبيبات التخدير بنسبة 27% من إجمالي العمليات.
وأظهرت الدراسة أن المستشفيات التي تضم أكثر من 35% من الجراحين وأخصائيي التخدير من الإناث حققت نتائج أفضل بعد العملية الجراحية.
وارتبطت العمليات في مثل هذه المستشفيات بانخفاض بنسبة ثلاثة بالمئة في احتمالات الإصابة بالمضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تحدث خلال 90 يوم من إجراء الجراحة.
لاحظ الباحثون أن نسبة 35% من التواجد النسائي تعكس نتائج أبحاث في صناعات أخرى في بلدان مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة وإيطاليا وأستراليا واليابان، والتي أظهرت أيضًا نتائج أفضل عندما تشكل النساء نسبة 35% من الفرق الطبية.
المرضى الذين خضعوا لعمليات بواسطة طبيبات أقل عرضة للمضاعفات
وأكد الباحثون أن "الرعاية التي تقدمها جراحات ذكور زادت من ارتباط التنوع الجنسي العالي في الفريق بالنتائج، في حين لم تُلاحظ هذه الظاهرة في الرعاية التي تقدمها جراحون ذكور".
وأضافوا: "يشير هذا إلى أن وجود تنوع جنسي أكبر في الفريق، بالإضافة إلى الرعاية المقدمة من قبل جراحات، كان له ارتباط أكبر بالنتائج بالمقارنة بما يقدمه كل جنس على حدة"، ولوحظت النتائج ذاتها بالنسبة للرعاية التي تقدمها طبيبات التخدير.
وقالت الدكتورة جولي هاليت، المؤلفة الرئيسية للدراسة والمتخصصة في الجراحة العامة بجامعة تورنتو في أونتاريو بكندا بأنّ "هذه النتائج هي بداية تحول مهم في فهم الطريقة التي يساهم بها التنوع في جودة الرعاية المحيطة بالجراحة".
وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية بواسطة طبيبات هم أقل عرضة للمضاعفات أو الحاجة لرعاية متابعة مقارنة بمن يعالجهم أطباء رجال.
ومع ذلك، قالت هاليت إن فريقها البحثي أراد تحدي "المقارنة الثنائية بين الأطباء والطبيبات"، وبدلاً من ذلك "تسليط الضوء على أهمية التنوع كأحد القواعد الضرورية للفريق أو كمكافأة في تعزيز جودة الرعاية".