تُعتبر القرفة واحدة من بين أنواع البهارات ذات الشعبية الكبيرة؛ إذ إن رائحتها المميزة وطعمها اللذيذ يجعلها مفضلة عند الكثيرين، خصوصاً أن لها الكثير من الفوائد الصحية.
إلا أن الإكثار من القرفة قد يكون له العديد من الأضرار على الصحة، والتي قد لا يتم الانتباه إليها في الكثير من الأحيان، خصوصاً أن تناولها يشكل نوعاً من المتعة عند البعض.
لذلك قبل استهلاك القرفة، يجب الانتباه إلى الجرعة التي يتم تناولها، وكذلك معرفة أضرارها، من أجل الانتباه في حال ظهور أي أعراض تدل على الأمراض التي تسببها.
اقرأ أيضاً
أبرز فوائد القرفة
قبل الحديث عن أضرار الإكثار من القرفة، يمكن الحديث أولاً عن فوائدها الصحية المعروفة، والتي تشكل سبباً من الأسباب التي تجعل الكثيرين يتناولها.
إذ إن القرفة تعتبر مصدراً غنياً بمضادات الأكسدة، التي تساعد في محاربة الالتهابات وتعزيز الصحة العامة للجسم.
كما أن هذا النوع من التوابل يحتوي على مركبات تسمى البوليفينولات، التي قد تساعد في تقليل مستويات السكر في الدم وتحسين حساسية الأنسولين.
بالإضافة إلى ذلك، للقرفة تأثيرات مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يجعلها مكملاً غذائياً طبيعياً فعالاً للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.
اقرأ أيضاً
أنواع القرفة
البعض يظن أن القرفة هي نوع واحد، لكن هذه المعلومة ليست صحيحة، لأن هناك نوعين رئيسيين وهما:
كاسيا: وتسمى أيضاً القرفة "العادية"، وهي النوع الأكثر استخداماً.
سيلان: تُعرف أيضا بالقرفة "الحقيقية"، ولها طعم أخف وأقل مرارة.
وتوجد قرفة كاسيا بشكل أكثر شيوعاً في محلات السوبر ماركت، نظراً لأنها أرخص بكثير من قرفة سيلان.
الإكثار من القرفة قد يسبب تلف الكبد
في حين أن قرفة كاسيا آمنة لتناولها بكميات صغيرة إلى معتدلة، فإن تناول الكثير منها قد يسبب مشاكل صحية لأنها تحتوي على كميات عالية من مركب يسمى الكومارين، الذي قد يسبب تسمم أو تلف الكبد، وهذا ما أشار له العديد من الأبحاث العلمية التي تم إجراؤها سابقاً.
قد يسبب تقرحات الفم
يعاني بعض الأشخاص من تقرحات الفم نتيجة تناول المنتجات التي تحتوي على عوامل نكهة القرفة. وهذا ما يسمى التهاب الفم من القرفة.
ويعود السبب وراء هذا كون القرفة تحتوي على مادة سينمالدهيد، وهو مركب قد يسبب رد فعل تحسسياً عند تناوله بكميات كبيرة.
قد يسبب انخفاض نسبة السكر في الدم
يُعد ارتفاع نسبة السكر في الدم بشكل مزمن مشكلة صحية كبرى إذا تركت دون علاج، فقد تساهم في الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والعديد من المشاكل الصحية الأخرى.
والقرفة معروفة بقدرتها على خفض نسبة السكر في الدم، وقد وجدت الأبحاث أن التوابل يمكن أن تحاكي تأثيرات الأنسولين، وهو هرمون يساعد على إزالة السكر من الدم؛ ما يمكن أن يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين.
ومع ذلك، في حين أن تناول القليل من القرفة قد يساعد في خفض نسبة السكر في الدم، إلا أن تناول الكثير منها قد يؤدي إلى انخفاضه بشكل كبير، مما قد يسبب التعب، والدوخة، وربما الإغماء.
إذ إن الأشخاص الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بانخفاض نسبة السكر في الدم هم أولئك الذين يتناولون أدوية لمرض السكري.
قد يسبب مشاكل في التنفس
إن تناول كمية كبيرة من القرفة المطحونة على دفعة واحدة قد يسبب مشاكل في التنفس، في حال استنشقت القليل منها عن طريق الخطأ، خاصة عند الأطفال.
إذ يمكن أن يؤدي تناول القرفة الجافة إلى تهيج الحلق والرئتين، كما قد يجعلك تتقيأ أو تختنق، وذلك لأن التوابل بشكل عام لها ملمس ناعم يسهل استنشاقها.
ويمكن أن يؤثر أيضاً بشكل دائم على وظيفة رئتيك، وذلك لأن الرئتين لا تستطيعان تحطيم الألياف الموجودة في التوابل، الشيء الذي قد يؤدي إلى تراكمها في الرئتين والتعرض للالتهاب، والذي يطلق عليه اسم الالتهاب الرئوي التنفسي.
وفي حال تم ترك الالتهاب الرئوي التنفسي دون علاج، فقد تصبح بالرئتين ندوب دائمة وربما قد تنهاران مع مرور الوقت.
قد تتفاعل مع بعض الأدوية
تعتبر القرفة آمنة لتناولها بكميات صغيرة إلى معتدلة مع معظم الأدوية، إلا أن الإكثار من القرفة قد يمثل مشكلة إذا كنت تتناول أدوية لمرض السكري أو أمراض القلب أو أمراض الكبد.
ويعود السبب وراء ذلك لأن القرفة قد تتفاعل مع تلك الأدوية، إما بتعزيز آثارها أو تفاقم آثارها الجانبية.
على سبيل المثال، إذا كنت تتناول أدوية قد تؤثر على الكبد، مثل الأسيتامينوفين (تايلينول) أو الستاتينات، فإن الإفراط في تناول الكومارين الموجود في القرفة قد يزيد من فرصة تلف الكبد.
أيضاً، قد تعزز التوابل تأثيرات أدوية مرض السكري وتتسبب في انخفاض نسبة السكر في الدم لديك بشكل منخفض جداً.
ما هي كمية القرفة المسموح بتناولها في اليوم؟
قد يتراوح محتوى الكومارين في نوع قرفة كاسيا المطحونة بين 0.1-3.5 ملليجرام لكل جرام (جم) من القرفة، اعتماداً على تماسك العينة.
ووفقاً للمبادئ التوجيهية التي وضعتها هيئة سلامة الأغذية الأوروبية (EFSA)، فإن الكمية اليومية المسموح بها من الكومارين تبلغ حوالي 1.5 ملغ لشخص بالغ يزن 60 كجم.
وفي الولايات المتحدة، تشير وزارة الزراعة الأمريكية إلى أن نصف ملعقة صغيرة من القرفة يومياً أو أقل آمنة بشكل عام وقد تكون مفيدة للصحة.