تعتبر زيارة طبيب الأسنان مصدراً للقلق لدى العديد من الأشخاص، ويرجع السبب وراك هذا القلق غالباً إلى الخوف من الألم الناجم عن علاجات الأسنان.
ولحسن الحظ، فإن التقدم في مجال التخدير قد جعل تلك الزيارات أقل توتراً وأكثر راحة للمرضى، خصوصاً أن التخدير يلعب دوراً حاسماً في ضمان تجربة مريحة وخالية من الألم خلال علاجات طب الأسنان.
لكن بعد الانتهاء، يعيش المريض حالة من الانزعاج بسبب تخدير الشفاه الناتج عن التخدير، الذي يستمر لمدة طويلة، وذلك حسب المقدار الذي استعمله الطبيب من البنج أو المخدر.
وتعتمد فاعلية التخدير في طب الأسنان على الاستخدام السليم للأدوية والتقنيات المناسبة، ويمكن تحقيق ذلك بشكل أمثل من خلال تنفيذ الخطوات اللازمة قبل وأثناء العلاج.
ويتضمن ذلك تقييماً دقيقاً لتاريخ المريض الطبي وتحديد الأدوية المناسبة وجرعاتها المناسبة بناءً على العمر والحالة الصحية العامة.
طرق التخفيف من آثار تخدير الشفاه
بعد الانتهاء من العلاج السني، يختفي آثار تخدير الشفاه تدريجياً. ومع ذلك، قد يشعر ببعض الآثار الجانبية مثل الشعور بالتنميل والخدر في الشفاه واللسان.
ومن أجل التخفيف من هذه الآثار المزعجة، والتي يمكن أن تجعل المريض غير قادر على التعامل بأريحية مع الآخرين، بسبب عدم راحته بشكل شخصي، يمكن اتباع بعض الخطوات البسيطة:
1- يُنصح بالابتعاد عن الأنشطة البدنية الشاقة والحرارية لبضع ساعات بعد علاج الأسنان للسماح للتخدير بالتلاشي بشكل طبيعي.
2- تناول السوائل والطعام الخفيف ببطء وتجنب تناول الطعام الساخن أو الذي يحتاج إلى المضغ قبل البلع من أجل السماح للتخدير بالتلاشي بسهولة.
3- يجب مراقبة أي علامات غير طبيعية مثل الورم أو الألم المستمر والتواصل مع طبيب الأسنان في حال حدوث أي مضاعفات.
4- اتباع الإرشادات التي يقدمها طبيب الأسنان بعد العلاج، والتي تختلف من حالة إلى أخرى.
5- الامتناع عن قرص الوجه أو لمسه بطرق عنيفة بعض الشيء؛ لأنه سلوك يزيد من حالة التهيج الناتج عن التخدير السني.
6- في حال تغير لون المنطقة المنتفخة في الشفاه جراء التخدير يمكن استعمال الفازلين أو أي مرطب يساعد على التقليل من حدة التورم.
المضاعفات التي يسببها التخدير بعد علاج الأسنان
بالرغم من أن التخدير الذي يقوم به طبيب الأسنان عبارة عن تخدير موضعي، ولا ينتشر في كامل الجسم، إلا أن له بعض المضاعفات البسيطة التي يجب معرفتها، وأخذها بعين الاعتبار عند الانتهاء من العلاج السني.
ومن بين هذه المضاعفات الشعور بالدوار بعض الشيء، وهو ما يجعل من الممنوع على المريض قيادة السيارة أو دراجة أو أي وسيلة نقل أخرى، وكذلك استعمال أي نوع من الآلات التي تحتاج للتركيز، أو يمكن أن تكون خطرة على الشخص، وذلك إلى أن يتلاشى تماماً تأثير التخدير.
وكما تم ذكره سابقاً، فإن التخدير بعد العلاج السني يجعل المريض يشعر ببعض التخدير، فيما قد يتطور الأمر إلى جفاف الفم، وتنميل الشفاه واللسان.
يمكن كذلك أن تحدث ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص تجاه الأدوية المستخدمة في التخدير، مما يمكن أن يتسبب في حكة، وطفح جلدي، وصعوبة في التنفس؛ لذلك يجب التواصل مع الطبيب مباشرة في حال الشعور بمثل هذه الأعراض الجانبية.
قد يعيش المريض كذلك مشاكل تتعلق بتهيج في الأنسجة المحيطة بالمنطقة التي تم تخديرها، وهو أمر شائع وعادة ما يتلاشى بعد فترة وجيزة.
وتبقى مشاكل التنفس، إضافة إلى مشاكل أخرى مثل إصابة الأعصاب، أو تداخل التخدير مع الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض من بين المضاعفات النادرة التي قد تصيب المريض.
وللحد من حدوث هذه المضاعفات، يجب على طبيب الأسنان أن يقوم بتقييم تاريخ المريض الطبي، وتحديد الخطورة المحتملة لحدوث مشاكل، بالإضافة إلى اتباع إجراءات السلامة والتدابير الوقائية أثناء إجراء العلاج.
كما يجب على المريض أن يتوفر على شروط النظافة والتغذية السليمة واتباع تعليمات الرعاية اللاحقة المقدمة من قبل طبيب الأسنان للحفاظ على صحة الفم والأسنان بعد العلاج.
نصائح قبل زيارة طبيب الأسنان
بعد الحديث عن الطرق التي تساعد على تخفيف تخدير الشفاه، يمكن الإشارة بشكل سريع إلى النصائح التي يجب اتباعها قبل زيارة طبيب الأسنان، لتكون النتيجة النهائية بعد العلاج مرضية.
من بينها تجنب القلق، من خلال استخدام تقنيات التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء للتخفيف من التوتر قبل الزيارة.
وكذلك تجنب تناول الأطعمة الثقيلة التي يمكن أن تسبب رائحة كريهة في الفم، مما يساعد على جعل الزيارة أكثر راحة لك وللطبيب.
ثم تجنب شرب المشروبات الملونة مثل الشاي والقهوة قبل الزيارة، حيث يمكن أن تتسبب في تغير لون الأسنان وجعل عملية التنظيف أكثر صعوبة.
وأخيراً تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون واستخدام خيط الأسنان قبل الزيارة للمساعدة في توفير بيئة فم صحية ونظيفة.
إذ باتباع هذه النصائح، يمكنك تجهيز نفسك بشكل جيد لزيارة طبيب الأسنان وجعل الزيارة أكثر فاعلية وراحة.