بداية من نظر العينين وصولاً إلى صحة القدمين، يمكن لمرض السكري أن يلحق الضرر بكامل جسم الإنسان إذا لم تتم السيطرة عليه بشكل كافٍ، والظهر أيضاً ليس استثناءً أيضاً.
إذ قد لا يعلم الكثيرون أن آلام الظهر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالسكري عند الشخص المصاب، وقد تتفاقم الأعراض إذا ما لم تتم السيطرة بشكل جيد على مستويات الإنسولين في الدم.
ارتباط مرض السكري بآلام الظهر
تكشف الدراسات الطبية أن الأشخاص المصابين بداء السكري لديهم خطر أعلى بنسبة 35% للمعاناة من آلام أسفل الظهر. وعلى الرغم من أنه معروف في المقام الأول بتأثيره على مستويات السكر في الدم (الغلوكوز)، إلا أن الواقع هو أن السكري هو مرض يؤثر على العديد من أجهزة الجسم.
وبحسب جيسيكا ستار، طبيبة الغدد الصماء في مستشفى الجراحة الخاصة في نيويورك: "السكري هو أكثر من مجرد مشاكل تتعلق بسكر الدم، إنه حالة من الالتهاب المزمن في الجسم".
أسباب ارتباط ألم الظهر بداء السكري
هناك بعض المشكلات التي تربط بين مرض السكري وآلام الظهر والتي قد لا تكون على علم بها. وتشمل:
1- الاعتلال العصبي
يحدث الاعتلال العصبي السكري عندما تؤدي مستويات الغلوكوز المرتفعة بشكل مستمر إلى إتلاف الأعصاب، مما يؤدي إلى أعراض مثل الألم أو الوخز أو التنميل. وهي مشكلة قد تؤثر على ما يصل إلى 50% من مرضى السكري، ويمكن أن تؤدي إلى آلام الظهر المزمنة.
2- صحة العظام
من بين جميع المضاعفات التي يمكن أن يسببها السكري، قد يكون ضعف صحة العظام هو الأقل شهرة. إذ قد يؤدي ارتفاع مستويات الغلوكوز إلى إتلاف الكولاجين الذي تتكون منه العظام.
ويمكن أن يتسبب هذا في زيادة خطر الإصابة بكسور العمود الفقري، من بين أنواع ومواقع الكسور الأخرى، لدى مرضى السكري.
بالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة خطر الإصابة بالكسور لدى مرضى السكري يتفاقم بسبب ضعف شفاء الكسور أيضاً.
3- زيادة الوزن والبدانة
السمنة هي سيف ذو حدين لمرضى السكري. فهي بمثابة عامل يساهم في تطور السكري من النوع 2، وهي أيضاً أحد المضاعفات الناتجة عن سوء إدارة مستويات الغلوكوز.
وبغض النظر عن أيهما أتى أولاً، فإن السمنة هي عامل مساهم رئيسي في آلام الظهر بسبب الحمل الزائد على العمود الفقري مع مرور الوقت.
4- تلف فقرات الظهر
يرتبط السكري بارتفاع مستويات السكر، وتحديداً الغلوكوز والسوربيتول، وهو منتج ثانوي للغلوكوز. ويؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى زيادة معدل موت الخلايا، خاصة بالنسبة للخلايا التي تشكل الحلقة الداخلية للقرص الفقري بين الفقرات في الظهر، ما يساهم في تسريع عملية الشيخوخة وما يصاحبها من آلام في تلك المنطقة الحيوية في الجسم.
5- عوامل أخرى
بالإضافة لما سبق، فإن مرض السكري الذي لا يتم التحكم فيه يمكن أن يقلل أيضاً من تدفق الدم إلى العضلات ويزيد من احتمالية التهاب الغضروف.
كما يمكن أن يسبب تلفاً في الأنسجة الأخرى أيضاً، مثل انحطاط الأقراص الفقرية – الأقراص التي تشبه الوسادة بين كل فقرة – وبالتالي تضيق القناة الشوكية عليها وتسبب الألم والالتهابات.
علاج ألم الظهر المرتبط بالسكري
هناك بعض الخطوات التي يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري ويعانون من آلام الظهر القيام بها لتخفيف الألم والانزعاج لديهم، وتشمل ما يلي:
- ممارسة الرياضة: تُعد ممارسة التمارين الرياضية أمراً رائعاً ومحورياً للتعافي، لأنها تضرب عصفورين بحجر واحد: أولهما أنها تساعد في تحسين السكري، وثانياً أنها تخفف آلام الظهر وتقوي العضلات؛ ما يحمي العظام من الالتهابات والتلف. ويمكن لتمارين رياضية بسيطة مثل المشي أو اليوغا أن تحقق النتائج المطلوبة.
- تقليل القلق والتوتر: يساهم الحد من التوتر أيضاً في إدارة آلام الظهر، والتي يمكن أن تكون ذات أهمية خاصة إذا كنت مصاباً بمرض السكري.
- التخلص من العادات السيئة: على سبيل المثال، المدخنون هم أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر بثلاثة أضعاف مقارنة بغير المدخنين. صحيح أن النيكوتين الموجود في السجائر قد يقلل الألم على المدى القصير، ولكنه مع مرور الوقت يجعل الأعصاب أكثر حساسية ويمكنه أن يزيد الألم.
وفي نهاية المطاف، أهم شيء يجب أن تتذكره هو إدارة المرض بشكل فعال لتجنب المضاعفات الخطيرة.
اقرأ أيضاً: وضعيات جسم خاطئة تمارسها يومياً هي المسؤولة عن معاناتك من ألم الظهر المزمن
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.