قبل الحديث عن جراحة القولون، يجب الإشارة إلى أن هناك العديد من الأمراض التي قد تصيب القولون، وقد تؤدي إلى تعب مستمر في حال عدم علاجها، من بينها نذكر متلازمة القولون العصبي، وداء الرتوج، والتهاب القولون، وداء الأمعاء الالتهابي، وسلائل القولون، وسرطان القولون.
ومع بعض هذه الأمراض يكون الحل الأمثل هو الجراحة، التي تتضمن العديد من الإجراءات التي تساعد في حل المشكلات التي تؤثر على القولون، وعادةً ما يتضمن إزالة جزء منه أو كله، ويتطلب الأمر البقاء في المستشفى لعدة أسابيع من أجل التعافي.
والقولون هو اسم آخر للأمعاء الغليظة، والذي يتمثل دوره في المساعدة على عملية الهضم، وإزالة العناصر الغذائية، وإعداد الفضلات الصلبة لإخراجها من الجسم.
لماذا قد يحتاج الشخص لجراحة القولون؟
قد يوصي الطبيب بإجراء جراحة القولون لعدة حالات تؤثر على هذا الجزء من الجسم، إذ إنه أطول جزء من الأمعاء الغليظة.
وهو مسؤول عن المساعدة في فرز بعض السوائل والمواد المغذية، قبل تكوين النفايات الصلبة في البراز، وإطلاقها من الجسم.
وقد يقوم الأطباء بإجراء الجراحة للمساعدة في تصحيح مشكلة القولون، وتشمل أسباب الجراحة ما يلي:
- سرطان القولون.
- التهاب الرتج.
- إزالة انسداد البراز.
- مرض التهاب الأمعاء (IBD).
- علاج الجرح أو العدوى.
وعند القيام بالجراحة، غالباً ما يتم استئصال نصف القولون الأيمن، أو استئصال نصف كامل من القولون، وهي عملية تهدف إلى إزالة جزء من الأمعاء الغليظة أو القولون.
إذ من خلال استئصال نصف القولون الأيمن، يقوم الجراح بإزالة القولون الصاعد، وهو جزء من القولون الذي يتصل بنهاية الأمعاء الدقيقة.
بمجرد إزالته، سيقوم الجراح بربط الأمعاء الدقيقة بالقولون المستعرض، وهو الجزء الذي يمر عبر البطن.
قد يوصي الطبيب بإجراء استئصال نصف القولون الأيمن للحالات التي تؤثر على هذا الجزء من الأمعاء الغليظة.
قد تشمل هذه الشروط:
- الصدمة أو التعرض لإصابة.
- التهاب الرتج.
- السرطان.
- مرض التهاب الأمعاء
- الأورام الحميدة، وهي زوائد قد تصبح سرطانية.
الجراحات الشائعة
استئصال النصف الأيسر
يستخدم الأطباء استئصال نصف القولون الأيسر في المقام الأول لعلاج سرطان القولون، وقد يوصون به أيضاً في حالات أخرى، بما في ذلك مرض التهاب الأمعاء (IBD)، أو التهاب الرتج، أو الصدمة، أو إزالة السلائل.
أثناء عملية استئصال النصف الأيسر من القولون، يقوم الجراح بإزالة القولون النازل، وهو جزء من القولون المتصل بالمستقيم، ثم يقوم بربط القولون المستعرض مباشرة بالمستقيم.
استئصال القولون المجموع الفرعي
تُعرف عملية استئصال القولون الجزئي أيضاً باسم الاستئصال القطاعي، الذي يزيل جزءاً فقط من القولون، وأثناء الإجراء، يقوم الجراح بإزالة ما بين ربع إلى ثلث القولون، ثم يعيد ربط الأطراف المقطوعة.
سيقوم الجراح كذلك بإزالة الجزء المصاب من القولون، إذ قد يوصون به لعلاج السرطان أو مرض التهاب الأمعاء (IBD) أو الصدمات أو الأورام الحميدة أو التهاب الرتج.
استئصال أمامي منخفض
الاستئصال الأمامي المنخفض، هو نوع من الجراحة لإزالة سرطان المستقيم، وأثناء العملية، سيقوم الجراح بإزالة جزء المستقيم الذي يحتوي على السرطان.
ثم يقومون بعد ذلك بتوصيل نهاية الأمعاء الغليظة بالجزء المتبقي من المستقيم للسماح بحركات الأمعاء المنتظمة.
استئصال العجان في البطن
استئصال العجان في البطن هو عملية جراحية لإزالة سرطان المستقيم أو الشرج، وأثناء العملية، سيقوم الجراح بإزالة المستقيم، وفتحة الشرج، والجزء السفلي من القولون.
وبما أن الجراح سيقوم بإزالة فتحة الشرج والمستقيم، فسوف يقوم بإحضار الجزء السفلي من القولون إلى خارج الجسم ويربطه بكيس، ويُعرف هذا باسم "فغر القولون" الذي سيجمع البراز، ويمكن للشخص إخفاؤه تحت الملابس.
سيقوم أحد أعضاء فريق الرعاية بمراجعة كيفية العناية بفغر القولون وشرح كل ما يحتاج الشخص إلى معرفته حول هذا الموضوع.
الاستعداد لجراحة القولون
يجب على الشخص اتباع تعليمات الطبيب قبل ساعات من إجراء جراحة القولون، إذ سوف ينصحون الشخص بالتوقف عن الطعام أو الشراب والتدخين، وأية أدوية.
وقبل الجراحة، يجب على الفرد مراجعة جميع أدويته مع الطبيب، إضافة إلى مراجعة تفاصيل أخرى والتي تتمثل في:
- وقت الوصول.
- وقت إجراء العملية.
- مدة الإقامة في المستشفى.
ما بعد الجراحة
بعد الإجراء مباشرة، عادة ما يحتاج الشخص إلى التعافي في المستشفى لبضعة أيام، خلال هذا الوقت، سيقوم فريق الرعاية الصحية بما يلي:
- توفير الأدوية للمساعدة في تخفيف الألم.
- التحقق من وجود التهابات.
- مراقبة الصحة العامة للشخص.
كما يجب على الفريق الطبي إعطاء تعليمات كاملة للمريض، بعد العودة إلى منزله، والتي تتمثل في:
- كيفية العناية بالجرح.
- كيفية رعاية فغر القولون.
- الأدوية التي يجب تناولها ومتى.
- ممارسة الرياضة أو الأطعمة المسموحة والممنوعة.
- موعد العودة إلى الأنشطة المعتادة.
يجب أن يتوقع الشخص البقاء لمدة تتراوح بين 2 و4 أيام في المستشفى أو أكثر، فيما يستغرق التعافي عدة أسابيع.
ويجب أن يعرف المريض أن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر عليه بعد الجراحة، من بينها نذكر:
- نوع الإجراء.
- العمر.
- صحته العامة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.