تمتاز زهرة الآلام أو زهرة العاطفة بفوائدها العديدة، من بينها التقليل من الأرق، والقلق، والالتهابات الناجمة عن تهيج الجلد والحروق، وانقطاع الطمث، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وحتى الحالات الأكثر خطورة، مثل ارتفاع ضغط الدم والربو، على سبيل المثال.
زهرة الآلام هي نبات تستخدم منه الأجزاء الموجودة فوق سطح الأرض، بأشكال مختلفة، لتوفير أغراض الشفاء الطبيعية ونكهة للطعام، وتتم زراعتها بكثرة في كل من أوروبا وأمريكا الشرقية والجنوبية.
ومن بين أشهر ما يتم استعماله بهذه الزهرة هو شاي زهرة العاطفة، الذي يقدم جميع الفوائد التي توفرها الزهرة بشكل عام، أو عند استهلاكها في المكملات الغذائية.
فيما يمكن استعمال هذه الزهرة مع بعض الأعشاب المهدئة الأخرى، مثل جذر حشيشة الهر، وبلسم الليمون، والبابونج، والجنجل، والكافا.
إذاً ما هي فوائد هذه زهرة الآلام؟ وكيف يمكن استهلاكها بأمان؟ وما الأعراض الجانبية لكثرة استهلاكها؟
اقرأ أيضاً
1- تساعد في تقليل آثار انقطاع الطمث
يرتبط انقطاع الطمث بالشعور بالقلق والاكتئاب، والذي يحدث غالباً بسبب انخفاض مستويات حمض جاما أمينوبيوتيريك (GABA)، وهو مادة كيميائية تنتج في الدماغ.
وقد أظهرت الدراسات أن زهرة العاطفة يمكن أن تعالج أعراض انقطاع الطمث، مثل العلامات الحركية الوعائية (الهبات الساخنة والتعرق الليلي)، والأرق، والاكتئاب، والغضب والصداع، وقد تكون بديلاً للعلاج الهرموني التقليدي.
وبالرغم من أن النساء يبحثن عن العلاجات الطبيعية أكثر فأكثر، فإن زهرة الآلام قد تساعد في زيادة مستويات جاما أمينوبيوتيريك الذي يعمل على تقليل نشاط بعض خلايا الدماغ المسببة للاكتئاب.
قد تمنع القلويات الموجودة في زهرة العاطفة أيضاً إنتاج أوكسيديز أحادي الأمين، وهو بالضبط ما تحاول الأدوية المضادة للاكتئاب القيام به.
وقد أظهرت الدراسات أنه قد يقلل من الاكتئاب، وهي مشكلة شائعة لدى النساء في سن اليأس، بما في ذلك الأبحاث التي أجريت على نماذج حيوانية.
وأظهرت دراسة أخرى أن هذه الزهرة قد تقلل من تلك الهبات الساخنة المزعجة، إذ استخدمت الدراسة العديد من العلاجات العشبية، وأظهرت النتائج أن اليانسون، وجذر عرق السوس، والكوهوش الأسود، والبرسيم الأحمر، وزهرة الربيع المسائية، وبذور الكتان، ونبتة سانت جون، وحشيشة الهر، وزهرة العاطفة قد تخفف من الهبات الساخنة لدى النساء في سن اليأس وكذلك أولئك اللاتي يعانين من مرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
اقرأ أيضاً
2- تساعد على خفض ضغط الدم
أجرت مجلة "الكيمياء الحيوية الغذائية" دراسة بحثية باستخدام مستخلص أوراق زهرة العاطفة، وتبين أن مستويات ضغط الدم انخفضت بشكل ملحوظ، ويرجع ذلك على الأرجح إلى خصائص المستخلص التي تعزز حمض جاما أمينوبيوتيريك.
وأشارت الدراسة، التي أجريت على الحيوانات، إلى أن لب فاكهة زهرة العاطفة هو علاج محتمل لخفض ضغط الدم الانقباضي عن طريق إعطاء ثمانية ملليغرام منها لمدة خمسة أيام.
كما أشارت النتائج إلى أن مستخلص زهرة الآلام يزيد من مستويات إنزيم مضاد للأكسدة ويقلل من مستويات الدهون المؤكسدة التي يمكن أن تسبب أضراراً نتيجة لتراكم السموم والفضلات في الجسم.
3- تقلل من القلق والتوتر
قد تكون زهرة الآلام مفيدة في تقليل القلق والتوتر، خصوصاً أنها كانت تعرف قديماً على أنها علاج طبيعي فعال لهذه الحالة.
ويعتقد أن بعض المركبات الموجودة في زهرة العاطفة قد تتفاعل مع بعض المستقبلات في الدماغ، ما يؤدي إلى الاسترخاء.
ونظراً لأن العاطفة تزيد من مادة حمض جاما أمينوبيوتيريك، فإن نشاط بعض خلايا الدماغ التي قد تسبب القلق ينخفض ويجعل الشخص يشعر بمزيد من الراحة.
وقد بحثت إحدى الدراسات في آثار زهرة العاطفة على اضطراب القلق العام، وخلص الباحثون إلى أن زهرة العاطفة قد تكون مناسبة كعلاج إضافي في هذه الحالة، مع آثار جانبية منخفضة.
وأظهرت دراسة أخرى أجريت على الأطفال أن آثار العصبية عندهم انخفضت بعد استخدام المستخلصات النباتية مجتمعة، بما في ذلك زهرة العاطفة، ونبتة سانت جون وجذر فاليريان.
4- معالجة أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
يبدو أن اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) يمثل مصدر قلق مستمر للعديد من الآباء، وللأسف، يمكن أن تسبب الأدوية التقليدية مثل "اديرال" العديد من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو اضطراب في الدماغ يظهر في أعراض مثل عدم الانتباه وفرط النشاط والاندفاع الذي يتعارض مع نمو الطفل أو أنشطته اليومية.
والخبر السار هو أن دراسة استقصائية أظهرت أن الآباء يختارون علاجات بديلة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر فأكثر.
وقد تمت الإشارة إلى الأعشاب مثل البابونج الروماني، وحشيشة الهر، وبلسم الليمون، وزهرة العاطفة يمكن أن تكون علاجات محتملة، على الرغم من أنه من المهم دائماً مراجعة الطبيب أولاً لأن بعضها قد يسبب ردود فعل تحسسية.
5- تساعد على خفض مستويات الأنسولين
أجريت دراسة باستخدام دقيق قشر زهرة الآلام الصفراء لمعرفة مدى تأثيره على مستويات السكر في الدم.
وتم تقييم حساسية الأنسولين، في محاولة لفهم مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكر بشكل أفضل.
ومن أجل إجراء الدراسة، طُلب من 43 متطوعاً مصابين بداء السكري من النوع 2 (28 أنثى و 15 ذكراً) تناول كمية معينة من دقيق قشر هذه الزهرة لمدة شهرين.
وأظهرت النتائج انخفاض مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع 2، ما يشير إلى أن زهرة العاطفة قد تفيد مرضى السكري.
6- تحسين جودة النوم
تم إجراء دراسة على المرضى الذين يعانون من مشاكل في النوم، واختبرت الدراسة، التي ركزت على من يعانون من اضطراب ثنائي القطب، العديد من الأدوية العشبية الطبيعية، بما في ذلك زهرة العاطفة، وأظهرت النتائج تحسناً في ساعات وجودة النوم.
وحسب ما توصلت إليه الدراسة، قد تكون زهرة الآلام، مع جذر حشيشة الهر، واحدة من أفضل المجموعات للمساعدة في علاج الأرق، ويمكن أن تكون مثالية إذا كان الشخص يواجه مشكلة في إيقاف تشغيل الدماغ ليلاً عن طريق تهدئة الخلايا.
7- تقلل الالتهاب
قد تقلل زهرة الآلام من الالتهابات المسببة للأمراض، وذلك حسب نتائج تحليلات لمحتويات المغذيات النباتية ومضادات الأكسدة لمستخلص زهرة العاطفة.
وقد أَوْلى الباحثون أكبر قدر من الاهتمام للبذور وما تم استئصاله من الشتلات، التي أظهرت وجود مستوى عالٍ من المركبات الفينولية المنشطة بشكل قوي.
وأجريت دراسة أخرى على وذمة مخالب بعض الحيوانات، حيث تتراكم بعض السوائل الناتجة عن التربة التي تمشي عليها، وتبين أن تلك التي كانت لديها تراكمات زهرة العاطفة قلَّت لديها هذه السوائل، مما يشير إلى تقليل الالتهاب.
طرق استهلاك زهرة الآلام
هناك عدة طرق يمكن من خلالها استهلاك زهرة الآلام، وأكثرها شيوعاً هي الشاي والمستخلصات السائلة والكبسولات.
ومن أجل تحضير الشاي، يمكن شراؤه جاهزاً من عند المحلات المتخصصة في أنواع الشاي المختلفة، ونقع ملعقة صغيرة منه في كوب من الماء المغلي لمدة 10 دقائق تقريباً، ثم يصفى ويشرب، إذ يمكن شرب من كوبين إلى 3 في اليوم الواحد.
كما يمكن نقع أوراق زهرة الآلام في ماء الاستحمام، واستعمالها قبل الانتهاء من الاستحمام، من أجل الاسترخاء وراحة الأعصاب.
فيما يمكن شراء هذه الزهرة على شكل مكملات غذائية، التي يجب أن تكون من علامة تجارية موثوقة، واستهلاكها قبل التوجه إلى الفراش، لمن يعاني من اضطراب النوم.
المخاطر والآثار الجانبية
خلال سنة 1978، تمت الموافقة على زهرة العاطفة كمهدئ ومساعد على النوم بدون وصفة طبية في الولايات المتحدة.
إلا أنه تم سحبها من السوق بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة ونقص الاختبارات الطبية، والتي لم توضح الجرعات المسموح بها، وطريقة استعمالها الصحيحة.
وقد تؤدي إلى عدة أعراض جانبية في حال استهلاكها بكثرة، من بينها الغثيان أو القيء أو النعاس الزائد أو أي أعراض غريبة أخرى.
وفي حال الشعور بهذه الأعراض يكون من الجيد مراجعة الطبيب من أجل تفادي حالة التحسس أو التسمم.
تجدر الإشارة إلى أنه لا يسمح باستهلاك زهرة الآلام من طرف المرأة الحامل والمرضعة، والأطفال أقل من 6 أشهر.