كدلالة على الشعور بالانزعاج والذعر، قام أحد الجنود التابعين لقوات الاحتلال الإسرائيلي، العائدين من غزة على خلفية العدوان الأخير المستمرّ على القطاع منذ الـ7 من أكتوبر 2023، بتصويب المسدس على رفاقه في غرفة الاستراحة بالمعسكر بعسقلان، حيث استفاق من كابوس، وبدأ بإطلاق النار بشكل هستيري داخل الغرفة، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي..
ويُعرَّف اضطراب الكابوس بأنّه نمط من الأحلام المرعبة المتكررة، التي تؤثر على نوعية حياتك. وتتراوح درجة الخوف فيها من خفيفة إلى شديدة، ويمكن أن تكون قصيرة الأمد أو مزمنة، وتتزايد الكوابيس عادة لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) وفق موقع CLEVELAND CLINIC
فما هي أسباب اضطراب الكابوس؟ وما هي علاماته؟ وكيف يمكن أن يؤثر على سلوكنا اليومي؟
اقرأ أيضاً
الكابوس دلالة على "اضطراب ما بعد الصدمة "..
الشعور بالخطر يداهم الشخص المصاب بـ"الصدمة"
تُعدّ الكوابيس أحد أبرز أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، حيث تؤثر على ما يصل إلى 50٪ من البالغين المعرّضين للصدمات.
وتشير الإحصائيات إلى أن الرجال أكثر عرضة للإصابة بالكوابيس، كعرض من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، مقارنة بالنساء.
لدى الأشخاص الذين شُخّصوا باضطراب ما بعد الصدمة، قد لا تقتصر الكوابيس عندهم في مرحلة نوم حركة العين السريعة، ولكنها يمكن أن تحدث أيضاً أثناء نوم الفرد العميق، بحسب دراسات حدّثنا عنها موقع springer link.
وعادة يكون محتوى الكابوس مزعجاً للغاية، فمثلاً يخيّل للحالم ظهور أحد أفراد أسرته المتوفى في الأحلام، وهو يطلب منه المساعدة، أو يمكن أن تكون مثل هذه الكوابيس أيضاً هجوماً روحياً على الحالم نفسه، ويُعتقد أنه يتعرض لمرض شديد أو يجابه الموت.
اضطرابات عقلية أخرى تسبب الكوابيس المتكررة
ووفق نفس الموقع ربط الأخصائيون أيضاً الكوابيس المتكررة بالعديد من اضطرابات الصحة العقلية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق والفصام واضطراب الشخصية الحدية، فيمكن أن يسبب الاكتئاب، على وجه الخصوص، تغيرات في دورة النوم، مما يزيد من احتمالية الكوابيس.
اضطرابات النوم الأخرى: يمكن أن يحدث اضطراب الكابوس جنباً إلى جنب مع اضطرابات النوم الأخرى، بما في ذلك الأرق وانقطاع التنفس أثناء النوم..
اقرأ أيضاً
أسباب أخرى لاضطراب الكابوس
بحسب موقع sleep fondation، فإن عدداً من الأسباب الأخرى قد تولّد الكوابيس أو تزيد من تكرارها، مما يعرض الشخص بشكل أكبر لخطر الإصابة بـ"إضطراب الكابوس" نذكر من بينها:
الإجهاد: قد تؤدي المستويات المرتفعة من التوتر إلى إصابة الشخص بالكوابيس. في بعض الحالات، قد يؤدي حدث مرهق واحد إلى ظهور كوابيس متكررة تحتوي على مشاعر مؤلمة مرتبطة بالحدث.
الأدوية: تسبب العديد من الأدوية الكوابيس كآثار جانبية، فمثلاً يمكن لبعض أدوية ضغط الدم أن تولد الكوابيس، وكذلك بعض أدوية الالتهابات والاكتئاب ومتلازمة تململ الساقين..
الكحول والمخدرات: شرب الكثير من الكحول أو استخدام بعض العقاقير يمكن أن يؤدي إلى الكوابيس.
التوقف عن استهلاك المشروبات الكحولية: يمكن أن تنتج الكوابيس أيضاً عن التوقف عن استخدام المشروبات الكحولية، بما في ذلك العقاقير.
التخلي عن بعض الأدوية: تمنع العديد من الأدوية الموصوفة طبيّاً حركة إغلاق العين السريعة عند النوم، وعندما يتم إيقافها، يؤدي الارتداد الناتج في نوم حركة العين السريعة إلى حدوث كوابيس.
أعراض اضطراب الكابوس
بحسب موقع mayo clinic، من المرجح أن يتعرّض الأشخاص للكوابيس في النصف الثاني من ليلتهم.
قد تحدث الكوابيس نادراً أو بشكل متكرر، تصل حتى عدة مرات في الليلة، وتكون النوبات بشكل عام قصيرة، ولكنها تتسبب في إيقاظ الشخص، وقد يكون من الصعب العودة إلى النوم.
قد يتضمن الكابوس هذه الأعراض:
– يبدو الكابوس حقيقياً ومزعجاً للغاية، وغالباً ما يصبح أكثر إزعاجاً مع تقدّم أحداث الحلم.
-عادة ما ترتبط قصة الكوابيس بالتهديدات التي تمس سلامة الشخص أو بقاءه على قيد الحياة، ولكن يمكن أن تحتوي على مواضيع أخرى مزعجة.
-يشعر الشخص المتعرّض للكابوس بالخوف أو القلق أو الغضب أو الحزن.
-يشعر الشخص أيضاً بالتعرق أو تتسارع نبضات قلبه أثناء وجوده في السرير.
-يمكن للشخص التفكير بوضوح عند الاستيقاظ، ويمكنه تذكر تفاصيل الكابوس الذي أزعجه.
-الكوابيس تسبب للأشخاص الضيق الذي يمنعهم من العودة إلى النوم بسهولة.
ما هي أنواع اضطراب الكابوس؟
تتراوح شدة اضطراب الكابوس بناءً على حدوث الكوابيس:
كابوس خفيف: أقل من كابوس واحد في الأسبوع في المتوسط.
كابوس معتدل: ما يفوق الكابوس في نفس الأسبوع.
كابوس شديد: كوابيس كل ليلة.
يمكن أن تختلف الكوابيس أيضاً في المدة:
يستمر اضطراب الكابوس الحاد لمدة شهر أو أقل.
يستمر اضطراب الكابوس تحت الحاد لمدة شهر واحد على الأقل، ولكن أقل من 6 أشهر.
يستمر اضطراب الكابوس المزمن لمدة 6 أشهر أو أكثر.
يمكن لهذه الحالة أن تعطل نومك بشكل كبير وتؤثر على نوعية حياتك. ويمكن أيضاً أن يؤدي إلى تفاقم حالات الصحة العقلية الأساسية، مثل الاكتئاب أو القلق.
بحسب ما ذكره لنا موقع كليفاند كلينيك
متى يتحوّل الكابوس إلى إضطراب؟
وفق المصدر السابق تعتبر الكوابيس اضطراباً فقط إذا كان الشخص يعاني من:
– حدوثها بشكل متكرر.
– الضيق الشديد أثناء النهار، مثل القلق أو الخوف المستمر، أو القلق قبل النوم بشأن رؤية كابوس آخر.
-مشاكل في التركيز أو الذاكرة، أو عدم القدرة على التوقف عن التفكير في الصور التي شاهدها الشخص أثناء الكابوس.
-الشعور بالنعاس أثناء النهار أو التعب أو انخفاض الطاقة.
-مشاكل في الأداء في العمل أو المدرسة أو في المواقف الاجتماعية.
-مشاكل سلوكية تتعلق بوقت النوم أو الخوف من الظلام.