لفقدان البصر تأثير كبير على الأشخاص من جميع الأعمار، إذ يعاني على الصعيد العالمي ما لا يقل عن 2.2 مليار شخص من ضعف البصر عن قرب أو عن بعد.
إذ حسب ما أعلنت منظمة الصحة العالمية، فإن نصف هذه الحالات كان يمكن علاجها فقط من خلال استخدام النظارات أو جراحة إزالة المياه البيضاء.
فيما يشكل ضعف البصر بشكل عام، عبئاً مالياً عالمياً هائلاً، حيث تُقدّر قيمة فقدان الإنتاجية في مكان العمل بنحو 411 مليار دولار أمريكي بسبب ضعف البصر.
وحسب تصريح حديث للدكتور ستيوارت كيل، خبير تصحيح البصر في منظمة الصحة العالمية، كشف أن هناك مجموعة من الطرق التي تساعد على تحسين البصر، والحماية من الإصابة بالعمى، وجب التعرف عليها.
أسباب فقدان البصر الرئيسية
أطل الدكتور ستيوارت كيل، خبير تصحيح البصر في منظمة الصحة العالمية من خلال حلقة في برنامج "العلوم في خمس"، الذي تبثه المنظمة نفسها عبر منصاتها الرقمية، وذلك للحديث عن الأسباب الرئيسية للعمى وفقدان البصر.
وقال حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، إن 70% من الأشخاص حول العالم، يحتاجون ارتداء النظارات الطبية لكنهم غير قادرين على الحصول عليها.
وأشار إلى أنه من بين الأسباب المؤدية إلى فقدان البصر هو إعتام عدسة العين، أي عتامة العدسة داخل العين، الشيء الذي يسبب عدم وضوح الرؤية بشكل متزايد مع مرور الوقت.
فيما يعد السبب الثاني لضعف البصر والعمى هو "الخطأ الانكساري"، والذي يتمثل في مجموعة من أنواع مشاكل النظر، من بينها قصر النظر أو عدم القدرة على الرؤية عن بعد، أو طول النظر وهو عدم القدرة على الرؤية عن قرب.
والسبب وراء الخطأ الانكساري بشكل أساسي هو طول مقلة العين، أو شكلها غير الطبيعي، ما يعني أن الضوء الذي يدخل العين لا يتركز بشكل صحيح على شبكة العين.
الفئة المعرضة لفقدان البصر
هناك عدة اعتبارات يتم من خلالها تحديد الفئة المعرضة بشكل كبير للإصابة بفقدان البصر، أو مشاكل في النظر بشكل عام.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن المستوى الاقتصادي للدول، ومدى تقدم المجال الصحي فيها يلعب دوراً كبيراً في تغيير هذه النتائج.
إذ يقدر أن معدل انتشار ضعف البصر عن بعد في المناطق المنخفضة والمتوسطة الدخل أعلى بأربعة أضعاف منه في المناطق المرتفعة الدخل.
فيما يتعلق بالرؤية القريبة، تشير التقديرات إلى أن معدلات ضعف الرؤية القريبة غير المعالجة تزيد عن 80% في غرب وشرق ووسط أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، في حين أن المعدلات المقارنة في المناطق ذات الدخل المرتفع توجد في أمريكا الشمالية وأستراليا وأوروبا الغربية، وتفيد التقارير أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ أقل من 10%.
فيما يأتي تالياً عامل العمر الذي يعتبر من بين المسببات في فقدان البصر، إذ إن معظم الأشخاص الذين يعانون من ضعف البصر والعمى تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، وهم المعرضون للإصابة بالتنكس البقعي، وهو أحد مسببات العمى الجزئي والكلي.
فيما يمكن أن يكون إغفال علاج بعض الحالات المرضية التي تصيب العيون، مثل جفاف العين أو التهاب الملتحمة، من بين مسببات ضعف البصر، التي تزيد احتمالية العمى مرة أخرى.
كما أن وجود تاريخ عائلي قوي لأمراض العيون قد يكون من مسببات فقدان البصر، خصوصاً إذا كان الشخص المصاب من العائلة هو الأب أو الأم.
طرق الوقاية حسب منظمة الصحة العالمية
انطلاقاً من تصريح الدكتور ستيوارت كيل، خبير تصحيح البصر في منظمة الصحة العالمية، فإن التدخين يعتبر من بين عوامل الخطر التي تؤدي إلى إعتام عدسة العين والضمور البقعي، الشيء الذي قد يتحول فيما بعد إلى فقدان البصر، لذلك ينصح بالتوقف عن التدخين من أجل الوقاية.
كما أشار إلى أن هناك بعض الأدوية التي قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض العيون، مثل تلك التي يتم استخدامها من أجل علاج مرض السكري والتصلب المتعدد، إضافة إلى أن الاستخدام المطول للستيرويدات يرتبط أيضاً بتطور أمراض العيون.
وقد أكد ستيوارت كيل أن أفضل طرق الوقاية هي الكشف المبكر، والتعرف على طرق العلاج الطبية المتوفرة حسب الحالة.
لذلك يكون من المستحسن القيام بفحوصات منتظمة كل عامين على الأقل، خاصة مع التقدم في السن، أو عند العيش في بعض الدول التي تعاني مشاكل في الرعاية الصحية بشكل عام.
كما يجب تجنب التعرض للأشعة فوق البنفسجية باستخدام النظارات الشمسية والقبعة واسعة الحواف عند الوجود في مناطق مكشوفة خارج المنزل.
إضافة إلى اعتماد قاعدة 20-20-20، التي تساعد على إراحة البصر بشكل مستمر، عند النظر المستمر للأجهزة الإلكترونية، مثل الحاسوب أو اللوحات الإلكترونية أو الهاتف.
ويمكن تطبيق هذه القاعدة من خلال العمل في هذه الأجهزة 20 دقيقة، ثم الانقطاع عنها وإراحة البصر 20 ثانية، قبل الاستمرار 20 دقيقة أخرى، وهكذا إلى نهاية المهام التي يتم القيام بها في الأجهزة الإلكترونية.