توجد بعض الأمراض التي ترتبط بعيب خلقي يولد مع الإنسان، لا يملك كل الأشخاص أنوفاً مثالية، فهناك من يعاني من انحراف الغضروف أي عظمة الأنف عن المركز بنسبة 80% ما قد يتسبب في الإصابة بمتلازمة الأنف الفارغ.
فيما يتطور لدى البعض الآخر بعد الإصابة في وقت لاحق من الحياة، ويضطرون لإجراء عمل جراحي قد ينجم عنه ما يسمى "متلازمة الأنف الفارغ"، سنتعرف في هذا المقال على أعراض هذه المتلازمة وكيفية علاجها.
ما هي متلازمة الأنف الفارغ؟
حسب موقع "howstuffworks" الأمريكي، فإن متلازمة الأنف الفارغة هي شعور متناقض بانسداد الأنف". "إنه أمر متناقض لأنه، بكل المقاييس، يبدو الأنف مفتوحاً لكن الشخص الذي يعاني منه يشعر وكأنه لا يستطيع التنفس أو أن الهواء لا يتحرك عبر الأنف.
وفقاً لبعض التقديرات، يصاب حوالي واحد من كل ألف شخص يخضعون لأنواع معينة من جراحة الأنف بمتلازمة الأنف الفارغة، لا يمكن تحديد عدد الأشخاص الذين لم يخضعوا لعملية جراحية والذين أصيبوا بهذه الحالة. ولجعل الأمور أكثر إرباكاً، فإن العديد من الأطباء لا يعترفون بهذه المتلازمة كحالة طبية على الإطلاق.
يمكن أن يصبح الشعور المستمر بالاختناق أمراً مرهقاً لأولئك الذين يعانون منه، حيث يتعارض مع عملهم وأنشطتهم الترفيهية ونوعية حياتهم. أبلغ العديد من المرضى عن مخاوفهم من أنهم لن يشعروا أبداً بالرضا عن التنفس الطبيعي للهواء. ومع عدم وجود أخصائي طبي للتحقق من صحة أعراضهم، يصبحون قلقين ومكتئبين.
لا يلاحظ معظم الناس أن الحاجز الأنفي منحرف عن المركز، ومع ذلك، يكون الحاجز لدى بعض الأشخاص، بعيداً عن خط منتصف الأنف لدرجة أنه يسبب مشاكل عند محاولة التنفس من خلال أنوفهم، وغالباً ما يؤدي إلى التهابات الجيوب الأنفية المتكررة، وهذه الحالة تسمى "الحاجز المنحرف".
وفي بعض الأحيان، يعاني الشخص المصاب بـ انحراف الحاجز من تربينات متضخمة، وهي عبارة عن أنسجة رخوة داخل جدار الأنف. يمكن أن يؤدي ذلك إلى منع تدفق الهواء وتقليل قدرة الشخص على التنفس.
أعراض متلازمة الأنف الفارغ
عادة لا يمكن معرفة أعراض هذا المرض بسبب عدم وجود أي شيء داخل الأنف يعرقل سهولة التنفس، لكن قد تظهر أعراض نفسية، مثل القلق والاكتئاب تبدأ في الوقت نفسه الذي تظهر فيه أعراض متلازمة الأنف الفارغ.
من الشائع أيضاً أن يعاني الأشخاص المصابون بالمتلازمة من صعوبة في التركيز على المهام اليومية، لأن حالتهم تشتت انتباههم، كما يصاحب المرض العديد من الأعراض الأخرى من بينها:
- صعوبة التنفس عن طريق الأنف.
- ضيق التنفس، أو الحاجة إلى تنفس الهواء.
- جفاف الأنف وتقشره.
- صداع في الرأس.
- نزيف في الأنف.
- دوخة.
- نقص المخاط.
- خفقان القلب.
- تورم وألم في الأنف.
- التعب: والذي يسبب أحياناً اضطرابات النوم والنعاس أثناء النهار بسبب انخفاض تدفق الهواء عبر ممرات التنفس.
علاج متلازمة الأنف الفارغ
لا تُعد هذه المتلازمة من الأمراض الخطيرة جداً إذ يمكن علاجها عند البعض عبر ترطيب الممرات الانفية أو قتل البكتيريا السيئة في الأنف، بالإضافة إلى زيادة الأنسجة من أجل زيادة ضغط الهواء الأنف، ومن بين أكثر العلاجات الشائعة والتي ساهمت في الحد من هذه المتلازمة نجد:
- استخدام مرطب في منزلك.
- استخدام المضادات الحيوية في الأنف لقتل البكتيريا الضارة.
- وضع الكريمات الهرمونية داخل الأنف لزيادة حجم الأنسجة المحارة.
- تناول السيلدينافيل ومثبطات الفوسفو ديستيراز الأخرى، والتي يمكن أن تزيد من احتقان الأنف.
- النوم مع استخدام جهاز ضغط المسالك الهوائية الإيجابي المستمر الذي يساعد على التنفس.
أما بالنسبة للذين يعيشون في بيئات دافئة ورطبة فعليهم تناول الكثير من الحساء والسوائل الساخنة، يمكن أن يؤدي استخدام جهاز ترطيب الهواء باستمرار إلى تخفيف الأعراض. تساعد إضافة الرطوبة إلى الهواء الأشخاص على التنفس بسهولة أكبر، ويمكن أن تسمح للجسم بالحصول على المزيد من الأوكسجين.
توجد أيضاً بعض الخيارات الجراحية للأشخاص الذين يعانون من متلازمة الأنف الفارغ. عادةً ما تتضمن الجراحة استخدام غرسات من الأنسجة أو مادة أخرى لزيادة حجم المحارة المتبقية في الأنف. إذا لم يكن ذلك ممكناً، فقد يحاول الأطباء زرع مادة في مناطق أخرى من الأنف.