بما أنه ليس له لون ولا رائحة، فلا شكَّ أنه من الصعب علينا معرفة متى يحتاج الهواء في منزلنا إلى تنظيف، والحقيقة الأصعب هي أنّ الهواء الداخلي الملوث الذي نتنفسه يكون خطيراً جداً على صحتنا دون أي علامات منبهة، وبالتالي فإنّ تنقية الهواء في المنزل أمرُ هام جداً.
تنقية الهواء في المنزل
ووفقاً لما ذكرته جمعية الرئة الأمريكية فإنَّ الهواء الداخلي في المنزل قد يكون أكثر تلوثاً من الهواء الخارجي، وبالتالي قد يشكل تهديداً خطيراً على صحة العائلة، لا سيما إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاباً بالربو أو مرض رئوي آخر.
بايل جوبتا، وهي الطبيبة المتحدثة باسم جمعية الرئة الأمريكية، أكدت أنّ نظام إزالة الغبار المنتظم هو المفتاح لتحقيق جودة هواء داخلية أفضل.
وأضافت أنّ الغبار الذي يحمله الهواء في منزلنا يحمل بدوره "عث الغبار" الذي يتغذى على خلايا الجلد البشرية الميتة الموجودة في الغبار.
ونظراً لأن قشور جلد الإنسان تميل إلى التراكم في المراتب والوسائد والسجاد والأثاث المنجد والبطانيات والملابس والألعاب المحشوة والأشياء الأخرى المغطاة بالقماش، فهذه هي الأماكن التي يميل عث الغبار إلى العيش فيها.
ويقوم الشخص العادي بإلقاء 1.5 جرام من قشور الجلد كل يوم، والتي قد لا تبدو كثيرة، لكن هذا يكفي لإطعام مليون عثة غبار.
عث الغبار وحبوب اللقاح بإمكانها أن تؤدي إلى ضعف جودة الهواء الداخلي، وأن تنتقل عبر الهواء وغالباً ما تكون غير مرئية لنا.
ووفقاً لما ذكره موقع Mayo Clinic الطبي الأمريكي، فإنّ التعرض لعث الغبار وبقاياه يؤدي إلى مضاعفات؛ مثل التهابات الجيوب الأنفية، والالتهابات المزمنة للأنسجة الموجودة في الممرات الأنفية قد تؤدي إلى انسداد الجيوب الأنفية والتجاويف الفارغة المتصلة بالممرات الأنفية.
كما يمكن أن يتسبب تدني جودة الهواء الداخلي أو يساهم في الإصابة بالعدوى وسرطان الرئة وأمراض الرئة المزمنة مثل الربو، أما الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض الرئة فمعرضون لخطر أكبر.
كيفية التخلص من عث الغبار
يمكنك اتخاذ إجراءات لتقليل عث الغبار في منزلك:
- حافظ على منزلك أقل من 50% من الرطوبة.
- قلل الأماكن التي يمكن أن يعيش فيها عث الغبار، قم بإزالة الأثاث المنجد أو استخدم أثاثًا ذا أسطح ناعمة.
- اغسل الفراش بالماء الساخن (120 درجة فهرنهايت على الأقل) مرة واحدة في الأسبوع.
- استبدل السجاد من المنزل كل فترة، خاصةً إذا كانت لدى أحد أفراد عائلتك حساسية من عث الغبار، أما إذا كان يجب عليك الاحتفاظ بالسجاد، فاستخدم مكنسة كهربائية مزودة بفلتر HEPA (هواء جسيمات عالي الكفاءة).
- نفض الغبار بانتظام لتقليل كمية الغبار وتحسين جودة الهواء الداخلي في منزلك.
- عند إزالة الغبار، استخدم شيئاً يمكنه حبس الغبار وقفله (مثل منشفة مبللة أو قطعة قماش من الألياف الدقيقة) لتقليل كمية الغبار التي يتم تقليبها عند التنظيف.
كيف تعرف ما إذا كان الهواء الخاص بك غير صحي؟
هل تتحسن الأعراض الصحية عند مغادرة المبنى؟ هل تعود تلك الأعراض عندما تعود إلى المبنى؟ إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون لديك مشكلة تلوث الهواء الداخلي.
التفاصيل التالية هي دليل أيضاً على أنّ الهواء في منزلك غير صحي:
- يمكنك رؤية أو شم رائحة العفن.
- الرطوبة أعلى من 50% دائماً.
- يوجد تسريبات أو مياه راكدة في بعض الأماكن مثل المطبخ.
أسهل طرق قياس الرطوبة هي شراء جهاز ثيرمو-هيجروميتر الذي يقيس رطوبة الغرفة، من 0% (جاف) إلى 100%، وسعره لا يتجاوز 15 دولاراً أمريكياً من أمازون.
أما أبرز أعراض استنشاق هواء ملوث في المنزل فهي:
- حساسية.
- صداع.
- دوار وغثيان.
- ضيق التنفس والسعال ومشاكل الجهاز التنفسي الأخرى.
أفضل طرق تنقية الهواء في المنزل
إليك بعض الطرق لحماية الهواء داخل منزلك من ملوثات الهواء الخارجي وفقاً لما ذكره موقع mindbodygreen الأمريكي.
1- إبقاء النوافذ مغلقة وتنظيفها باستمرار باستخدام المنتجات المناسبة
عندما تكون جودة الهواء الخارجي سيئة، فإنَّ إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة يساعد في تقليل تسرب الهواء الخارجي إلى الداخل، ولكن الدخان والغبار ومسببات الحساسية والجراثيم والسموم الفطرية ستدخل منزلك دون أدنى شك حتى لو أغلقت كل شيء.
لذلك فإن تنظيف المنزل والنوافذ الدوري سيساعد في الحفاظ على الهواء داخل منزلك نظيفاً وصحياً قدر الإمكان.
2- شراء جهاز تنقية الهواء
يُعد تشغيل أجهزة تنقية الهواء طريقة رائعة لتقليل الملوثات المحمولة جواً في المنزل.
تساعد هذه الأجهزة في إزالة الملوثات بفعالية حتى لا تنتشر عبر مساحاتنا الداخلية وتشق طريقها إلى أجسامنا.
ومع ذلك، لا تعمل جميع منقيات الهواء بنفس الطريقة، ستحتاج إلى جهاز تنقية الهواء الذي يزيل أكبر عدد ممكن من الملوثات طوال الوقت، وليس فقط بعض الوقت.
لذا، يتمثّل الخيار الأفضل في شراء جهاز يعمل بنظام تنقية الهواء للمنزل بأكمله.
يوفر أيضاً هذا النوع من منقيات الهواء طبقة من الحماية لنظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC) من خلال إزالة الملوثات من الهواء قبل دخولها إلى النظام.
3- تقليل الرطوبة في المنزل
قد ينمو العفن في أقل من 24 إلى 48 ساعة على سطح مبلل؛ لذا، يُعد العمل على التخلص من الرطوبة خطوة أساسية لمنع نمو البكتيريا والميكروبات.
يتضمن ذلك:
- تنظيف الانسكابات والمياه المتجمّعة في أسرع وقت ممكن.
- تعليق الملابس المبللة في مكان مفتوح حتى تجف.
- تجنّب ترك ملابس مبللة داخل سلة الغسيل.
- السماح للأجهزة المنزلية بالجفاف بعد الاستخدام؛ على سبيل المثال، ترك باب غسالة الأطباق مفتوحاً بعد تفريغ الأطباق منها.
- إصلاح التسريبات في أسرع وقت ممكن.
- معالجة المشكلات الإنشائية حتى لا تتغلغل الرطوبة في المنزل.
- التحقّق من عدم وجود تسريبات أو شقوق أو ثقوب أو أي شيء آخر قد يسمح للرطوبة بالدخول إلى المنزل.
تحفز الرطوبة العالية جداً نمو البكتيريا الضارة، وهو ما يضعف جودة الهواء داخل منزلك، بل وحتى يتسبب في حدوث مشكلات في المبنى؛ لذلك عليك الحفاظ على نسبة رطوبة الهواء في الداخل بين 35 % إلى 50%.
4- صيانة نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء
يعمل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء بمثابة رئتي المنزل، قد تؤثر الصيانة الخاطئة في قدرة النظام على تنقية الهواء الداخلي؛ لذا عليك إحضار عامل الصيانة مرة أو مرتين سنوياً للتأكد من أن كل شيء يعمل بشكل صحيح.
وبما أنّ مرشحات مكيف الهواء تقوم بتنظيف الهواء القادم من الخارج إلى منزلك صيفاً، وبالتالي فإنها تمتلئ بجميع أنواع الجسيمات، وبالتالي سيساعدك تغيير مرشحات الهواء في الوقت المحدد على تجنّب هذا الوضع وضمان إزالة أكبر قدر ممكن من الغبار والجسيمات.
5- اهتمام خاص بالسجاد
يصعب تنظيف السجاد بسبب مساميته، وهو ما يسمح للجسيمات الدقيقة -مثل الغبار- بالتراكم وتقليل جودة الهواء الداخلي. إذا كانت لديك غرفة بها سجادة، احرص على تنظيفها باستمرار باستخدام مكنسة كهربائية مزودة بفلتر عالي الكفاءة في تنقية الهواء من الجسيمات الدقيقة، وذلك لتقليل الغبار والجسيمات المجهرية الأخرى قدر الإمكان.
تلوث الهواء المنزلي مسؤول عن وفاة الملايين!
ووفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإنّ تلوث الهواء المنزلي مسؤول عما يقدر بنحو 3.2 مليون حالة وفاة سنوياً في عام 2020، بما في ذلك أكثر من 237 ألف حالة وفاة للأطفال دون سن الخامسة.
فيما نقلت شبكة CNBC الأمريكية عن منظمة الصحة قولها إن التعرض لفترة طويلة حتى لتركيزات أقل من التلوث الهوائي المنزلي يمكن أن يسبب أمراضاً منها سرطان الرئة وأمراض القلب والسكتة الدماغية؛ مما يتسبب فيما يقدر بسبعة ملايين حالة وفاة سنوياً.
قد يهمك أيضاً: تزيل الروائح وتقلل من الرطوبة.. أفضل 10 نباتات داخلية لتنقية الهواء في المنزل