عند ولادة طفل جديد، يتم قطع الحبل السري الذي كان يربطه في الرحم بأمه، ويمثل شريان الحياة له على مدى 9 أشهر كاملة.
بعد هذا القطع، يظل هناك جزء عالق في جسد الطفل الرضيع، وهو منطقة حساسة للغاية تستلزم الكثير من الرعاية والاهتمام خلال الأسابيع الأولى من الولادة.
إذ تعتبر العناية بتلك المنطقة للطفل في الأسابيع القليلة الأولى من الحياة أمراً مهماً للوقاية من العدوى والمضاعفات الخطيرة. في هذا التقرير نستعرض خطوات العناية بالحبل السري لدى الطفل حديث الولادة.
ما هو الحبل السري؟
الحبل السري هو شريان الحياة بين الأم وجنينها أثناء الحمل؛ حيث يسمح للأكسجين والدم الغني بالمغذيات بالتدفق إلى الطفل، كما ينقل الحبل أيضاً نفايات الطفل بعيداً لتنقيتها من السائل الأمينوسي.
يربط الحبل السري الطفل بالمشيمة، ويحتوي على شريانين ووريد واحد.
وبعد ولادة الطفل لا تكون هناك حاجة إلى الحبل السري، لذك يقطعه طبيب التوليد أو الممرضون وهو خال من الأعصاب، لذلك لا تشعر به لا الأم ولا الطفل، تاركين قطعة قصيرة منه تسمى الجذع، متصلة بسرة بطن المولود.
ومن المقرر لهذا الجذع أن يجف بشكل طبيعي ويسقط في غضون أسابيع قليلة بعد الولادة، لكنه يستلزم في الوقت نفسه خطوات محددة من الرعاية والاهتمام أثناء الاعتناء بالمولود الجديد للوقاية من العدوى والمضاعفات الخطيرة.
مضاعفات إصابة الطفل بالعدوى في منطقة الحبل السري
يمكن أن تسبب التهابات الحبل السري الأعراض التالية:
- ظهور سائل صديد أصفر بالمكان تنبعث منه رائحة كريهة.
- تغير لون الجلد حول الجذع عند للطفل مع احمرار أو تورم.
- معاناة الطفل من حمى تصل لـ38 درجة مئوية أو أكثر.
- معاناة الطفل من النعاس المفرط أو الخمول والتعب.
- عدم قدرة الطفل على الرضاعة والتغذية كالمعتاد.
- معاناة الطفل من ضعف العضلات.
كيف يمكن الاعتناء بالحبل السري للمولود الجديد؟
بعد ولادة الطفل، تحتاج الأم الجديدة إلى اتخاذ خطوات لرعاية السرة بعد انتهاء إقامتها في المستشفى؛ إذ من المهم الحفاظ على جذع الحبل السري نظيفاً وجافاً لمنع العدوى، وذلك باتباع الخطوات التالية:
- السماح للجذع بأن يتعرض للهواء الجاف، وذلك من خلال عدم استخدام مراهم أو كريمات موضعية، وعدم استخدام الكحول لتجفيفه.
- عند تغيير حفاضات الطفل، يجب التأكد من ثني الجزء الأمامي من الحفاض أسفل الحبل باتجاه بطن طفلك، حتى يجف االمكان، ولا تتم تغطيته.
- تحميم الطفل باستخدام الإسفنج، ويمكن ذلك من خلال لف الطفل بمنشفة وغسل كل جزء من أجزاء الجسم على حدة بإسفنجة أو منشفة لكيلا يبرد. مع ضرورة ألا يتم تحميم الطفل في حوض الاستحمام العميق حتى يسقط الجذع من تلقاء نفسه.
- مسح جذع الحبل السري من حين لآخر بالماء الفاتر النظيف ودون أية مكونات أخرى، وتركه ليجف في الهواء، وتكرار العملية، خاصة إذا كان الطفل يتبول أو يتبرز على منطقة السرة.
- انتظار سقوط الجذع من تلقاء نفسه؛ فرغم أن فكرة مساعدة جذع الحبل للمولود على الخروج قد تبدو فكرة جيدة، لا يجب أبداً سحبه يدوياً، حتى لو بدا متدلياً أو معلقاً على قطعة صغيرة من الجلد؛ إذ قد يؤدي نزع الجذع الميت إلى نزيف غير ضروري يضر بالطفل ويعرضه للعدوى والالتهابات.
- مراقبة علامات العدوى من الخطوات المهمة أيضاً، وقد يشمل ذلك الاحمرار والتورم. وفي بعض الحالات المتقدمة من العدوى، قد يبدأ الحبل السري ومنطقة الجذع في إفراز صديد سائل أو رائحة كريهة أو يعاني من النزيف.
في هذه الحالات القصوى، من الضروري الاتصال بعيادة الأطفال المتابعة للرضيع فوراً، للحصول على الخدمة الطبية اللازمة، وحماية الطفل من مضاعفات مثل الحمى نتيجة للالتهاب الشديد.
خطوات العناية بالسرة بعد سقوط الحبل السري
أحياناً، قد ينزف مكان سرة البطن قليلاً عند سقوط الحبل السري نهائياً. لكن هذا النزيف مشابه لسقوط قشرة الجرح الملتئم، وعادة ما يكون النزيف الخفيف طبيعياً عند التئام وتعافي الجذع عند الرضيع.
أما إذا كان الطفل ينزف بغزارة وباستمرار عند سقوط الجذع الميت، فيجب زيارة غرفة الطوارئ.
بعد يومين من سقوط الجذع عن الطفل، يُنصح بإعطاء الطفل حماماً دافئاً باستخدام الإسفنجة أيضاً للتأكد من خلع جذع السرة بالكامل وعدم وجود نزيف من المنطقة.
بعد ذلك، يمكن تحميم المولود في حوض عميق من المياه.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.