بعد إجراء عملية زراعة الشعر، من الضروري العناية بالشعر وفروة الرأس والصحة العامة بشكل صحيح لضمان الشفاء الأمثل والحصول على أفضل النتائج الممكنة.
إذ قد تتسبب العادات اليومية الخاطئة في العناية والاهتمام في تعطيل عملية تعافي فروة الرأس من تداعيات العملية المؤلمة، كما قد تُسبب الالتهابات والتطورات الصحية الخطيرة إذا لم يتم توخي الحذر اللازم.
التعافي بعد عملية زراعة الشعر
يعتمد ترقيع الشعر الناجح وإعادة استزراعه في الأماكن الخفيفة على مهارة جراح الشعر وتقنية التطعيم المعتمدة في العملية.
كما تعتمد نتائج عملية زراعة الشعر الناجحة بشكل أساسي على جودة ترقيع المريض ونجاح نقل البصيلات من منطقة الحصاد إلى منطقة التطعيم التي تحتاج إلى التعزيز.
ومع ذلك، لا تقل عملية التعافي أهمية عن جودة ومهارة تنفيذ العملية، لأن الأسابيع التي تلي إجراء زراعة الشعر ضرورية لنمو الشعر بالشكل الصحيح.
بغض النظر عن طريقة زراعة الشعر التي تختارها، فإن خطر فشل زراعة الشعر يكون محدوداً إذا كنت تعتني جيداً ببصيلات الشعر الجديدة. فهي عادة ما تكون هشة وتتطلب أقصى قدر من الاهتمام لتنمو بشكل صحيح وقوي.
لذلك من الضروري اتباع جميع نصائح ما بعد الجراحة التي تقدمها العيادة المتخصصة للمريض بعد إجراء العملية، والاستعانة بقوة الإرادة الشخصية والصبر حتى اكتمال النتائج المرجوة.
فيما يلي أبرز الخطوات التي من شأنها تعزيز مرحلة التعافي بعد عملية زراعة الشعر:
من اليوم الأول حتى مرور الأسبوع الأول
في اليوم التالي لعملية زراعة الشعر بالاقتطاف، عادة ما تقوم العيادات بالخطوة الأولى لمساعدة المريض، حيث تتم إزالة الضمادة ويتم غسل الرأس بالشامبو لأول مرة في العيادة لتعليم المريض الإجراء الصحيح الذي يجب اتباعه. وذلك بعد يوم راحة كامل للتخلص من المهدئات التي تم استهلاكها للتخدير الموضعي، مع ضرورة تجنب التدخين والأطعمة المالحة والحارة وعقاقير الأسبرين، وتناول المسكنات ومضادات الالتهاب الموصوفة في مواقيتها المحددة.
بعد يومين، يمكن البدء في تنظيف الرأس باتباع التعليمات التي قدمها الطبيب بدقة، والتي تكون من خلال وضع المنتج الذي يوفره الجراح بديلاً عن الشامبو برفق على فروة الرأس، حيث يعمل على تطهير جرح الرأس بعد العملية وتخفيف الحكة.
بعدها يُشطف المستحضر بالماء الدافئ باستخدام كوب لكي لا يندفع الماء بقوة في الرأس والبصيلات، مع تجنب لمس الرأس باليد أو أي جسم آخر تماماً.
بعد أربعة إلى خمسة أيام، يصبح بالإمكان وضع الرأس تحت دش دافئ بضغط معتدل إلى خفيف واستخدام الشامبو الخاص لتنظيف المنطقة التي أجريت عليها العملية، وذلك بلطف شديد.
وبعد أسبوع واحد، تُغسل المنطقة المطعمة لمدة عشرين دقيقة، وتُشطف بالماء الفاتر، وعندما تبدأ قشور الجروح الدقيقة في التساقط من الضروري عدم إزالتها أو خدشها.
كما يجب تجنب أي ملامسة مع أي مادة أخرى. وعند النوم مثلاً، يجب اتخاذ وضعية نصف جلوس في أول ليلتين واستخدم وسادة خاصة لدعم الرقبة تشبه وسادات السفر.
سيمنع هذا منطقة الجبهة من التورم وسيُجنّب المريض أي تلامس للمنطقة المستقبلة مع الفراش. ومع ذلك، يمكن أن تكون المنطقة المستقبلة للزراعة ملامسة للوسادة، لكن يوصى بوضع ضمادات ماصة يمكن التخلص منها، لامتصاص الدهون والقشرة المتسربة من الجروح.
ولمنع انتفاخ البشرة فوق الحاجبين، والذي يظهر عادة في اليوم الثالث أو الرابع بعد العملية، يُنصبح بوضع قطعة قماش مملوءة بمكعبات الثلج على منطقة الجبهة ككمادات.
يمكن أيضاً ارتداء رباط رأس على الجبهة لمنع التورم من النزول للعين.
كذلك لا يُسمح بأي نشاط رياضي أو جنسي خلال أول أسبوعين إلى 3 أسابيع لتجنب زيادة درجة حرارة البشرة، مما يضر بإعادة نمو الشعر بشكل صحيح.
روتين العناية من اليوم الثامن حتى مرور أول شهر
بمجرد استئناف إيقاع الحياة الطبيعي، تبدأ القشور في الاختفاء نتيجة الاستحمام اليومي الموصى به من قبل عيادة زراعة الشعر، وذلك بالمستحضر الخاص الذي توفره المراكز عادة.
وخلال الشهر الأول، يُمنع التعرض لأشعة الشمس المباشرة والمطر.
وعند المعاناة من الحكة خلال هذه الفترة، يمكن وضع زيت الصبار الطبيعي، وهو منتج مضاد لتهيج بشرة الأطفال، على المنطقة؛ إذ يمكن أن يساعد على التئام المنطقة المزروعة وترطيبها، مما يمنع جلد فروة الرأس من الجفاف الشديد والمعاناة من القشرة.
في المقابل، يحظر استخدام جميع منتجات الشعر أو الجل أو الشمع أو الملونات أو البخاخات بأنواعها، وكذلك يُحظر استخدام الأمشاط والفرشاة.
وعادة ما توفر العيادات أيضاً المكملات الغذائية المعززة لنمو وتعافي الشعر، ومجموعات من السيروم المعالج والشامبو المخصص للعناية بعد إجراء عملية زراعة الشعر.
أما في حال عدم الحصول على تلك المجموعة، يمكن يساعد زيت الأركان أو السمسم أو زيت جوز الهند النقي الطبيعي في تغذية فروة الرأس وترطيبها بعد العملية منذ الشهر الأول، ويفضل استخدام الشامبو الخفيف المصنوع من مكونات طبيعية تماماً والخالي من العطور والمواد الكيميائية.
كما يساعد اتباع نظام غذائي صحي، غني بالمعادن والفيتامينات وقليلة الدهون، على تزويد زراعة الشعر بإمدادات دم غنية بالأوكسجين والتغذية.
وفي حالة نقص المعادن أو الفيتامينات بالجسم، يمكن شراء مكملات دعم نمو الشعر من الصيدليات بدون الحاجة لوصفة طبية، مع تناول مزيج طبيعي من البروبيوتيك والمعادن والفيتامينات.
خطوات العناية منذ الشهر الأول إلى الثالث:
بعد شهر من إجراء عملية زراعة الشعر، تبدأ البصيلات المزروعة التي تبدو مثل الزغب الصغير، في التساقط. وهذا أمر طبيعي تماماً لا يستدعي القلق.
إذ سيبدأ بعد ذلك في النمو مرة أخرى، وسيظهر الشعر الدائم الجديد بعد حوالي 3 أشهر. خلال هذا الوقت، قد تظهر بقع بيضاء صغيرة محل نمو الشعر. ويُعد هذا رد فعل طبيعياً لنمو الشعر، وليس بثرة معدية ولا ينبغي التدخل فيها أو محاولة إزالتها.
فهي تلقائياً ستتحول للون الأحمر ثم تجف؛ مما يفسح المجال للشعر الجديد. وفي بعض الحالات، قد يسيطر إحساساً بالخدر على منطقة الجراحة، وهو أيضاً عَرَض طبيعي وسيختفي في نهاية الشهر الثاني تقريباً.
ملاحظات عامة للعناية بفروة الرأس أثناء التعافي
بشكل عام، من الضروري ترك الرأس وفروة الشعر تتنفس طوال الوقت بدون أي غطاء، مع ضرورة عدم تعريضها للشمس؛ لأنها قادرة على قتل البصيلات الهشة وتعطل عملية الشفاء.
كذلك يجب تجنب ارتداء الخوذات والقبعات وأغطية الرأس الأخرى خلال الأشهر الثلاثة الأولى لتجنب إتلاف بصيلات الشعر وتعريض نموها السليم للمشاكل.
كما ينبغي ألا تستأنف أي نشاط رياضي قبل 3 أشهر، وتجنب السباحة في البحر أو المسبح كلياً خلال الشهور الأولى بعد عملية زراعة الشعر. وتذكر أن نتائج العملية الفعلية تبدأ عادة بعد 8 إلى 12 شهراً في المتوسط.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.