هناك العديد من التوابل والأعشاب التي تجعل الطعام أشهى وألذ نكهة، ومن بينها نبات الحلتيت الذي عادة ما يتم استخدامه في تحضير وتتبيل المأكولات الهندية والإيرانية والأفغانية وغيرها.
لكن ما لا يعلمه البعض أنه بصرف النظر عن قدرة النبات على إضافة النكهة إلى الطعام، فإن الحلتيت أو الهينج يفيد الجسم بعدة طرق.
استخدامات نبات الحلتيت وفوائده
عادة ما يُباع النبات ذو اللون الأصفر في شكل مسحوق له رائحة نفاذة تتلاشى تدريجياً عند الطهي والإضافة في الطعام. وبالرغم من كونه ينمو بشكل أساسي في آسيا، لكن عادة ما يتم تصديره وبيعه حول العالم في المتاجر الكبرى ومحلات الأعشاب المتخصصة.
وكثيراً ما تم استخدام نبات الحلتيت في الطب التقليدي "الأيورفيدا" والعلاج بالأعشاب، للمساعدة في الهضم وعلاج الغازات، وكذلك لعلاج التهاب الشعب الهوائية وحصى الكلى.
وخلال العصور الوسطى، كان بعض الناس يرتدون مستخلص النبات الذي يشبه اللبان الذكر الجاف حول أعناقهم للمساعدة في درء العدوى والأمراض. ومع ذلك، لم يثبت العلم الحديث العديد من الاستخدامات التقليدية للحلتيت، كما تم اكتشاف عدد من الآثار الجانبية المحتملة التي يجب مراعاتها وتوخيها عند الاستهلاك.
ومن أبرز فوائد نبات الحلتيت المثبتة علمياً ما يلي:
1- مصدر غني لمضادات الأكسدة
يتضح أن نبات الحلتيت يُعد مصدراً جيداً وغنياً لمضادات الأكسدة، إذ تساعد هذه المركبات في حماية الخلايا من الأضرار المحتملة التي تسببها الجزيئات غير المستقرة التي تصيب الجسم وتُسمى الجذور الحرة.
نتيجة لذلك، قد تساعد مضادات الأكسدة أيضاً في الحماية من الالتهابات المزمنة وأمراض القلب والسرطان ومرض السكري من النوع 2.
وأثبتت الدراسات أن الحلتيت يحتوي على كميات عالية من المركبات الفينولية، مثل التانينات والفلافونويدات، المعروفة بتأثيراتها القوية المضادة للأكسدة.
2- فعال في تعزيز عملية الهضم
أحد أكثر استخدامات الحلتيت شيوعاً في الطب التقليدي هو مساعدته في علاج وتخفيف أعراض مشكلة عسر الهضم، وفي دراسة واحدة لمدة 30 يوماً، شملت 43 بالغاً يعانون من عسر الهضم المتوسط إلى الشديد، أفاد أولئك الذين تناولوا كبسولات 250 ملغ تحتوي على مستخلصات الحلتيت، مرتين في اليوم، بتحسن كبير في الانتفاخ والهضم والجودة العامة للحياة، مقارنة بغيرهم.
ثبت أيضاً أن نبات الحلتيت يساعد في تعزيز الهضم عن طريق زيادة نشاط إنزيمات الجهاز الهضمي. وتحديداً يزيد من إطلاق الصفراء من الكبد، وهو أمر ضروري لهضم الدهون.
3- قد يساعد في تقليل أعراض القولون العصبي
متلازمة القولون العصبي (IBS) هي حالة هضمية مزمنة تتميز بألم في البطن أو عدم الراحة والانتفاخ والغازات، بالإضافة إلى الإمساك أو الإسهال أو كليهما.
ونظراً لتأثيراته المحتملة على الهضم، يُعتقد أن الحلتيت يساعد في تقليل الأعراض المرتبطة بالمتلازمة. ووجدت دراستان صغيرتان على البالغين المصابين بمتلازمة القولون العصبي تحسناً ملحوظاً في أعراض القولون العصبي بعد أسبوعين من تناول مكملات الحلتيت. ومع ذلك، لا يزال البحث المتاح محدوداً للغاية، وهناك حاجة لمزيد من الدراسات في هذا الخصوص.
4- بديل ألطف على المعدة للبصل والثوم
ومع ذلك، هناك طريقة غير مباشرة يمكن أن يفيد بها الحلتيت الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي باعتباره بديلاً للبصل والثوم في الطهي، حيث يقدم نكهة مماثلة.
ويحتوي البصل والثوم على كميات عالية من الفركتان، وهي كربوهيدرات غير قابلة للهضم وقابلة للتخمير والتي قد تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي لدى بعض الأفراد المصابين بمرض القولون العصبي.
الآثار الجانبية المحتملة عند الاستخدام
يُعد نبات الحلتيت مكوناً آمناً عندما يؤخذ عن طريق الفم بالكميات المتوسطة الموجودة عادة في الأطعمة. ولكن عندما يؤخذ عن طريق الفم كدواء بجرعات مركّزة قد يسبب تورُّم الشفتين، والغازات المعوية، والإسهال، والصداع، والتشنجات، واضطرابات الدم، وغيرها من الآثار.
لذلك من الضروري توخي الحذر ومراجعة الطبيب المتخصص قبل الاستهلاك، وتجنبه بشكل كامل ومعظم الأعشاب الطبيعية الأخرى في حال الحمل والرضاعة إلا بعد استشارة الطبيب المتابع لتجنُّب أية آثار جانبية محتملة على الأم أو الجنين.