الأورام الحبيبية عبارة عن كتل صغيرة من الخلايا المناعية، تتشكل عادة في المناطق التي توجد بها عدوى أو التهاب بالجسم، وذلك بهدف الدفاع عنه من أجل عدم التأثر بالبكتيريا.
توجد الأورام الحبيبية بشكل شائع في الرئتين، خصوصاً عند أولئك الذين يعانون من مرض السل، إلا أنها يمكن أن تظهر في مناطق أخرى من الجسم، ويتم تصنيفها على أنها أورام حميدة، أي ليست سرطانية.
عادةً ما يتم اكتشاف الأورام الحبيبية عن طريق الصدفة، عند الخضوع لبعض الفحوصات، مثل الأشعة السينية أو الاختبارات الأخرى، التي يتم إجراؤها من طرف الأطباء للبحث عن بعض الأمراض الباطنية.
أعراض الأورام الحبيبية في الرئة
لا تظهر أعراض الورم الحبيبي عادة بشكل واضح، لكنها تؤدي إلى بعض الحالات المتعلقة بتلك التي يعانيها مرضى السل، والساركويد، وداء النوسجات، وغيرها من الأمراض التي لها علاقة بالرئة، وتشمل:
- ضيق في التنفس
- صفير في الصدر
- ألم صدر
- الصداع
- حمى
- سعال جاف مستمر
- تعرق في الليل
- احمرار أو ألم في العينين
وفي بعض الحالات، لا تظهر أي أعراض غير طبيعية عند الإصابة بالأورام الحبيبية الرئوية، وهذا يدل على أن المصاب ليس بحاجة إلى فحوصات أو علاج.
أسباب الأورام الحبيبية في الرئة
تشمل أسباب تكون الأورام الحبيبية في الرئتين، التعرض لعدة أمراض وهي كما يلي:
الساركويد
يمكن أن يؤثر هذا المرض على الرئتين وأعضاء أخرى من الجسم، وعلى الرغم من العلاقة بين هذا المرض والأورام الحبيبية، فإن الباحثين يعتقدون أنها تتكون عندما يحاول الجهاز المناعي محاربة الالتهابات الضارة، أو المواد الكيميائية التي تصل إلى الرئة.
السل
يمكن لبكتيريا تسمى "المتفطرة السلية" أن تهاجم الرئتين بشكل شرس؛ مما يؤدي إلى الإصابة بهذا المرض.
وتسبب مرض السل في احتمالية تكوّن الأورام الحبيبية في الرئتين، والتي تعمل على توقف نمو البكتيريا بشكل مؤقت، فيما يمكنها التكاثر والانتشار لاحقاً.
داء النوسجات
يمكن للفطر الذي يوجد غالباً في فضلات الطيور والخفافيش أن يسبب عدوى الرئة هذه في حال تم استنشاقها في الهواء.
إذ تتشكل الأورام الحبيبية لوقف انتشار الفطريات داخل الرئة، وغالباً لا تظهر على المصاب بداء النوسجات أي أعراض، إلا أن الأمر يمكن أن يكون خطيراً في حال كان المصاب يعاني من ضعف في جهاز المناعة.
ورم حبيبي ويغنري
تسبب هذه الحالة التهاباً في الرئتين وأجزاء أخرى من الجسم، يحدث بسبب اضطراب في الأوعية الدموية، ويؤدي إلى إبطاء تدفق الدم إلى بقية أعضاء الجسم.
بمجرد حدوث حالة بطء تدفق الدم، تنتفخ الأنسجة المحيطة بالمنطقة المصابة، مما يتسبب في تشكل أورام حبيبية، والتي يمكنها في بعض الأحيان أن تمنع الأعضاء المصابة من العمل بشكل صحيح.
التهاب المفصل الروماتويدي
يصنف هذا المرض على أنه من بين أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهاباً يمكن أن يضر بالخلايا والأنسجة السليمة في الجسم.
طُرق تشخيص الأورام الحبيبية في الرئة
عادةً ما يتم العثور على الأورام الحبيبية بشكل مفاجئ، عند الكشف عن مرض آخر، وغالباً ما يطلب الطبيب المعالج فحص التاريخ الطبي للمريض، في حال تبين له أنه يعاني من الأورام الحبيبية.
ويأتي هذا الإجراء من أجل معرفة ما إذا كان المريض يعاني من أي حالات مرَضية قديمة تسبب الالتهابات.
كما أن الطريقة التي غالباً ما تكشف عن الإصابة بهذه الأورام هي إجراء فحص "CAT"، أو الأشعة السينية، على مستوى الرئتين والجسم.
طرق علاج الأورام الحبيبية في الرئة
في بعض الحالات لا تحتاج الأورام الحبيبية لعلاج، وذلك لأنها تشخص على كونها أوراماً حميدة، ويتم فقط التركيز على علاج المرض الرئوي الأساسي الذي تسبب في تشكُّلها.
وفي حالات نادرة، لا يلتئم الورم الحبيبي مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى الإصابة بالتليف الرئوي، أو يمكن أن تُشكل أنابيب الهواء في الرئتين جيوباً تلتصق بها العدوى.
ومن بين الأدوية التي يتم وصفها في هذه الحالات الستيرويدات القشرية، وهي مثبطات مناعية تقلل الالتهابات، والمضادات الحيوية، والفطرية، وأدوية مضادة للطفيليات لعلاج الالتهابات.