السبب وراء النوبة القلبية، والتي تسمى كذلك احتشاء عضلة القلب، هو توقف تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، الذي يفتقر في هذه الحالة إلى الكمية الكافية التي يحتاجها من الدم.
ويؤدي انخفاض تدفق الدم إلى تلف خلايا عضلة القلب، لتموت بعد ذلك، كلما زادت المدة التي يقل فيها التدفق.
ووفقاً لجمعية القلب الأمريكية (AHA)، غالباً ما يحدث احتشاء عضلة القلب بسبب انسداد الشرايين التي تمد عضلة القلب بالدم؛ بسبب رواسب الكوليسترول والمواد الدهنية الأخرى على الجدران الداخلية لتلك الشرايين باسم داء الشريان التاجي.
نسبة الإصابة بالنوبة القلبية
حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن حوالي 805 ألف شخص سنوياً يصابون بنوبة قلبية، إلا أنَّ واحدة من كل 5 نوبات قلبية تكون "صامتة"، أي أنَّها تمر دون أن يلاحظها أحد بسبب عدم ظهور الأعراض الصريحة؛ مثل ألم الصدر أو ضيق التنفس، وغالباً ما يكون الرجال الأكثر عرضة مقارنة بالنساء.
إذ وفقاً لدراسة أُجريت عام 2019 نُشرت في مجلة "JAMA Network"، يتوفى ما يقرب 12% من البالغين الأمريكيين الذين أصيبوا بنوبة قلبية في غضون شهر من التعرض لاحتشاء عضلة القلب.
أوضحت جمعية القلب الأمريكية أنَّ النوبة القلبية تختلف عن السكتة القلبية، هذه الأخيرة التي تحدث عندما يتوقف القلب فجأة عن الخفقان بسبب خلل في القلب.
ما يحدث أثناء النوبة القلبية؟
يتم تصنيف النوبة القلبية على أنها حالة طبية طارئة تمتد من دقائق أو ساعات، لكن الأسباب المؤدية إلى هذه الحالة تتشكّل قبل مدة طويلة من حدوثها، بسبب أمراض أخرى مرتبطة بصحة القلب.
والقلب هو عضو عضلي، ينبض بمتوسط 100 ألف مرة في اليوم الواحد، بالنسبة للشخص البالغ، ويدفع كل دقيقة حوالي 1.5 غالوناً من الدم المؤكسج الغني بالمغذيات عبر جميع أنحاء الجسم.
إذ ينتقل الدم أولاً من القلب إلى الرئتين؛ حيث يعاد تحميله بالأوكسجين قبل أن يعود إلى القلب ليُضخ إلى الشرايين لإمداد الدماغ والجهاز الهضمي وبقية أنسجة الجسم بالأوكسجين والعناصر الغذائية.
وغالباً في الفترة التي تسبق حدوث النوبة القلبية، يضيق الشريانان التاجيان الرئيسيان اللذان يمدّان عضلة القلب بالأوكسجين والعناصر الغذائية على مدى سنوات إلى عقود ويعود ذلك إلى حدٍ كبير إلى تصلب الشرايين، بسبب تراكم اللويحات الدهنية على الجدران الداخلية للشرايين.
ووفقاً للمركز الطبي الأمريكي "كليفلاند كلينيك"، يمكن أن يتشقق السطح الخارجي الصلب لتلك اللويحات الدهنية وتلتصق مكونات الدم المسماة الصفائح الدموية بتلك التشققات؛ مما يؤدي إلى تكون جلطات دموية تزيد من تضييق الشريان.
وكلما زاد ضيق الشرايين بسبب سنوات من التصلب العصيدي، فإنَّ الجلطات الدموية قد تمنع تدفق الدم إلى القلب.
كما قد تنفصل أجزاء من اللويحات وتتحرك عبر الشريان؛ ما يتسبب في تفاقم انسداده سريعاً، الشيء الذي ينتج عنه حدوث نوبة قلبية، حيث تتلف خلايا عضلات القلب وتبدأ في الموت في غضون بضع دقائق.
أعراض النوبة القلبية
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هناك عدة أعراض تبرز احتمالية حدوث نوبة قلبية، وهي كالتالي:
- ألم في الصدر، يكون على شكل شعور بضغط غير مريح أو امتلاء أو ألم في منتصف الصدر أو في الجانب الأيسر منه، وعادةً ما يستمر هذا الشعور غير المريح لأكثر من بضع دقائق قبل أن يهدأ أو في بعض الأحيان يظهر ثم يختفي ثم يعود مرة أخرى.
- ألم أو شعور بعدم الارتياح في مناطق أخرى من الجزء العلوي من الجسم، مثل الفك أو الرقبة أو الظهر أو الذراعين أو الكتفين.
- ضيق في التنفس.
- الشعور بالضعف أو الدوار أو الإغماء.
- التعب غير المبرر.
- الغثيان أو القيء.
وقد تختلف أعراض النوبة القلبية بين الرجال والنساء على الرغم من أنَّ ألم الصدر أو الشعور بعدم الارتياح هو العرض الأساسي مع كلا الجنسين.
ومع ذلك، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنَّ النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراض عادةً ما تكون غير مرتبطة بالنوبة القلبية، مثل التعب غير المبرر والشعور بالغثيان أو القيء.
إذ تشير مراجعة نُشرت عام 2009 في المجلة البحثية "Cardiology in Review" إلى أنَّ حدوث النوبات القلبية أكثر شيوعاً في فصل الشتاء، مقارنةً بأوقات أخرى من العام.
وقد تحدت بسبب إجهاد بدني أو ضغوط نفسية؛ مثل ممارسة تمارين رياضية قاسية أو المعاناة من الخوف الشديد أو غضب، أو الإجهاد بسبب العمل الشاق، إضافة إلى العوامل الوراثية والتدخين ونمط الحياة الخامل.
طرق علاج النوبة القلبية
وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم (NHLBI)، تعتبر الوسيلة الأولى لعلاج النوبة القلبية، هي إزالة الجلطة الدموية أو اللويحات التي تسد الشريان للحد من تلف عضلة القلب.
مع أخد بعين الاعتبار الوقت الذي يعتبر عاملاً حاسماً في علاج النوبة القلبية، ففي حال وصول المريض إلى المستشفى فور حدوث الإصابة، يمكن للأطباء استعادة تدفق الدم إلى القلب ومنع حدوث الضرر أو الحد منه.
كما يمكن استعادة تدفق الدم من خلال تقنية رأب الأوعية، وهي إجراء طبي غير جراحي يستخدم لتوسيع الشرايين الضيقة أو المسدودة، أو استخدام الدعامات، وهي أنبوب شبكي رفيع يساعد في إبقاء الشريان الضيق أو المسدود مفتوحاً، أو إجراء جراحة فتح مجرى جانبي للشريان التاجي، وهي جراحة قلب مفتوح يلجأ إليها الأطباء لاستعادة تدفق الدم في حالات النوبات القلبية الحادة. وحسب المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، فإنَّه يمكن أيضاً إعطاء المرضى أدوية لمنع تخثر الدم، مثل الأسبرين.
وفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم، ثمة علاجات إضافية قد تشمل النتروغليسرين أو النترات التي تعمل على تحسين تدفق الدم في الشريان التاجي وتخفيف آلام الصدر، بالإضافة إلى أدوية إذابة جلطات الدم.