يُعد نبات الخطمي أو المارشميللو (Althaea officinalis)، عشباً صحياً معمّراً، موطنه الأصلي في دول أوروبا وغرب آسيا وشمال إفريقيا.
لطالما تم استخدام هذا النبات كعلاج شعبي لآلاف السنين لعلاج أمراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والجلد وغيرها، وذلك في الطب البديل والعلاج الشعبي بالأعشاب.
تعود مميزات هذا النبات العلاجية جزئياً إلى الصمغ الذي يحتوي عليه، والذي عادةً ما يتم استخلاصه لكي يُستهلك في شكل كبسولات أو صبغة أو زيوت أو شاي.
يستخدم الخطمي أحياناً لتشكيل طبقة واقية على الجلد وبطانة الجهاز الهضمي. كما أنه يحتوي على مواد كيميائية قد تقلل السعال وتحارب الالتهابات وغيرها من الفوائد التي نستعرضها في هذا التقرير.
ما هو نبات الخطمي أو المارشميللو؟
يأتي مستخلص نبات الخطمي من جذور النبتة التي تبدو كأنها قشر ليفي بني. وتتميز النبتة أيضاً بزهور وأوراق الخطمي الصالحة للأكل.
تأتي الخصائص الطبية لجذر الخطمي من الصمغ أو مادة تشبه النسغ التي ينتجها النبات. إذ يحتوي الصمغ النباتي فيه على مضادات الأكسدة الفعالة والعديد من المركبات.
وقد حصلت حلوى المارشميللو المعروفة على اسمها من جذر الخطمي المعروف أيضاً باسم نبات المارشميللو، لأن المصنّعين استخدموا صمغ جذور تلك النباتات بادئ الأمر لصنع هذه الحلوى. لكن اليوم يتم تصنيعها من السكر والجيلاتين.
ومن بين الفوائد الصحية المختلفة والمثبتة علمياً لنبات الخطمي ما يلي:
قد يساعد في علاج السعال ونزلات البرد
المحتوى الصمغي العالي لجذر الخطمي قد يجعله علاجاً مفيداً للسعال ونزلات البرد.
إذ وجدت دراسة علمية نشرها موقع "هيلث لاين" (Healthline) للصحة والطب، أن شراب السعال العشبي الذي يحتوي على جذر الخطمى أو مستخلصات نبات المارشميللو كان فعالاً في تخفيف السعال الناتج عن نزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية أو أمراض الجهاز التنفسي مع تكوُّن المخاط.
فهو يعمل بمثابة إنزيم لتفكيك البكتيريا المخاطية. لذا تساعد المستحلبات التي تحتوي على مستخلص النبات في علاج وتخفيف السعال الجاف وتهيُّج الحلق، وذلك عن طريق تناول الشاي المصنوع من جذور الخطمي.
2- تخفيف تهيُّج الجلد
قد يساعد التأثير المضاد للالتهابات لجذور نبات الخطمي أيضاً في تخفيف تهيج الجلد الناجم عن التهاب الجلد والأكزيما والتهابات الجلد المختلفة.
وبحسب مراجعة لعدد من الدراسات وفقاً للمصدر ذاته، يتضح أن استخدام مرهم يحتوي على 20% من مستخلص جذر الخطمي يقلل من تهيُّج الجلد، بسبب خصائص النبتة المضادة للالتهابات.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج وتوضيحها. كذلك من الضروري قبل الاستخدام الموضعي إجراء اختبار حساسية الجلد باستخدام كمية محدودة من المستحضر على رقعة صغيرة من الجلد والانتظار 24 ساعة؛ للتأكد من عدم تطوير حساسية لمركبات النبات.
3- قد يساعد في التئام الجروح
يمتلك نبات الخطمي نشاطاً مضاداً للبكتيريا قد يجعله فعالاً في التئام الجروح وقتل "الجراثيم الخارقة" المقاومة للمضادات الحيوية. ويُعتقد أنه يعمل على تسريع وقت الشفاء وتقليل الالتهاب المصاحبة لأي إصابات موضعية.
وبحسب مجلة "ميديكال نيوز توداي" (Medical News Today) للصحة والطب، يمكن عادةً الاستفادة من هذه الخصائص عن طريق وضع كريم أو مرهم يحتوي على مستخلص جذر الخطمي على المنطقة المصابة 3 مرات يومياً.
4- تعزيز صحة الجلد بشكل عام
يمكن استخدام جذور الخطمي لتحسين مظهر الجلد الذي تعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV)، وتخفيف آثار حروق الشمس والالتهابات الناجمة عنها.
لكن على الرغم من أن الأبحاث المختبرية تدعم استخدام مستخلص جذر الخطمي في تركيبات العناية بالبشرة من الأشعة فوق البنفسجية، يحتاج الباحثون إلى معرفة المزيد حول التركيب الكيميائي للمستخلص والتطبيقات العملية.
5- قد يعمل كمسكّن للآلام
تشير دراسة تعود إلى عام 2014 إلى أن جذور نبات الخطمي يمكن أن تعمل كمسكن لتسكين الألم أو التهيج المتوسط، مثل التهاب الحلق أو التهاب الجلد.
ويمكن تحقيق ذلك من خلال تناول ما بين 2 و5 مليغرامات من مستخلص الخطمي السائل 3 مرات في اليوم.
6- تعزيز صحة القلب
الالتهاب هو أحد الأسباب الجذرية لأمراض القلب، وبما أن جذر الخطمي يحارب الالتهابات بسبب مضادات الأكسدة الغنية فيه، فإنه قادر أيضاً على أن يحسن صحة القلب وقد يخفض ضغط الدم.
وقد وجدت بعض الدراسات العلمية المتخصصة أن إحدى الفوائد الأساسية لجذر الخطمى هي أنه يحتوي على مستويات مرتفعة من الكوليسترول الجيد.
7- علاج مشاكل الجهاز الهضمي
يمكن أن يساعد نبات الخطمي في تخفيف مجموعة من مشاكل الجهاز الهضمي، من ضمنها حرقة المعدة والارتجاع الحمضي والإسهال وحتى الإمساك. في الواقع، يمكن عند تناول شاي نبات المارشميللو أو الخطمي أن يغلف البطانة الداخلية للمعدة ويمنع الإحساس بالحرقان، كما يحافظ على عمل الجهاز الهضمي على النحو الأمثل.
الآثار الجانبية لنبات الخطمي
على الرغم من أن نبات المارشميللو أو الخطمي ومستخلصاته الموثوقة من مصادر معتمدة، آمن بشكل عام عند الاستخدام الموضعى أو عبر تناوله، فإن الآثار الجانبية المحتملة أحياناً قد تشمل ما يلي:
- مضاعفات مرض السكري: تقول بعض المجلات العلمية إن المارشميللو قد يتداخل مع مستويات السكر في الدم. وبالتالي، إذا كنت تتناول بالفعل أدوية السكري مثل الأنسولين، فتجنب هذا النبات ومشتقاته لمنع انخفاض مستويات السكر في الدم إلى مستويات خطيرة.
- المشاكل أثناء الجراحة: نظراً إلى أن مستخلص جذر الخطمي قد يؤثر على مستويات السكر في الدم، فقد يتداخل مع التحكم في نسبة السكر في الدم أثناء الجراحة وبعدها. لذا، توقَّف عن تناول جذر الخطمي قبل أسبوعين على الأقل من مواعيد أي جراحة.
- كذلك من الضروري للنساء الحوامل والمرضعات أن يتجنبن تناول النبات ومشتقاته، إضافة إلى مختلف أنواع الأعشاب الطبيعية الأخرى؛ منعاً لحدوث أي مضاعفات تسبب ضرراً على صحة المرأة أو الجنين.