حشيشة الملاك هو نوع من النباتات والأعشاب التي غالباً ما تستخدم في الطب التقليدي، لا سيما في البلدان الآسيوية. حيث تُستخدم جذور العديد من أنواع حشيشة الملاك في صناعة الأدوية العشبية والزيوت الطبيعية.
للجذور والأجزاء الأخرى من النبات تاريخ طويل من الاستخدام في الطب التقليدي والعلاج الشعبي بالأعشاب، فمشتقاتها مثلاً تُستخدم في الطب الصيني التقليدي لأغراض مختلفة، بما في ذلك تعزيز التوازن الهرموني، لصحة الجهاز الهضمي، وإزالة السموم من الكبد.
اهتمام حديث بالنبات بسبب التقدم العلمي
وخلال العقود الأخيرة، خاصة مع تقدم الدراسات ومجالات البحث العلمي، تم التوصل إلى فوائد هذه النبتة الطبيعية الموثوقة، والحالات الصحية المحددة التي من شأن استخدام نبات حشيشة الملاك فيها أن يحقق بعض التحسن والنتائج المرجوة.
في هذا التقرير نستعرض ما هو نبات حشيشة الملاك، وكيفية استخدامه، علاوة على فوائده الصحية الموثوقة وآثار استخدامه الجانبية المحتملة.
ما هي جذور حشيشة الملاك؟
تنمو نباتات حشيشة الملاك حتى ارتفاع 3 أمتار ولها مجموعات شبيهة بالكرات من الزهور الخضراء أو الصفراء التي تتفتح منها ثمار صفراء صغيرة.
تميل النبتة أيضاً إلى أن تكون لها رائحة قوية وفريدة من نوعها بسبب المركبات العطرية التي تحتوي عليها. وغالباً ما توصف الرائحة بأنها مسكيّة أو ترابية أو عشبية.
موطن النبات الأصلي هو الصين ودول شرق آسيا، حيث يتم استخدامها بشكل أساسي في الطب التقليدي لعلاج مشاكل الهرمونات عند النساء.
يُعرف النبات أحياناً باسم الكرفس البري، وعلى الرغم من أن اسم جذر حشيشة الملاك يشير إلى استخدام الجذر فقط، إلا أن مختلف أجزاء النبات تدخل في تصنيع المكملات ومنتجات الأدوية العشبية، بما في ذلك الجذور والبذور والثمار وأزهار النبات.
1- فوائد حشيشة الملاك في التئام الجروح
قد يعزز النبات التئام الجروح من خلال تشجيع تكوين الأوعية الدموية في الجسم بالمنطقة المصابة، وكشفت دراسات علمية وفقاً لموقع "هيلث لاين" (Healthline) للصحة والمعلومات الطبية إلى أن مستخلصات نبات حشيشة الملاك تعزز على وجه التحديد التئام جروح القدم عند المصابين بأمراض السكري.
حيث يمكن لتلك الجروح أن تكون أكثر شدة وأبطأ في الشفاء من الجروح الأخرى بسبب تلف الأوعية الدموية والأنسجة التي يسببها ارتفاع مستوى السكر في الدم.
2- تخفيف الهبات الساخنة لانقطاع الطمث
أحد الاستخدامات الأكثر شيوعاً لنبات حشيشة الملاك في الطب الصيني التقليدي، هو إدارة أعراض سن اليأس وغيرها من المشكلات الهرمونية الأنثوية مثل أعراض انقطاع الطمث والهبات الساخنة والتعرق الليلي.
وتشير الأدلة إلى أن انخفاض مستويات السيروتونين في الجسم يمكن أن يساهم في حدوث الهبات الساخنة لانقطاع الطمث، وقد يساعد جذر حشيشة الملاك في الحفاظ على مستويات السيروتونين أو زيادتها – وبالتالي تقليل شدة وتواتر الهبات الساخنة.
ومع ذلك، هناك حاجة لمزيد من الأبحاث في هذا الشأن لضمان سلامة استخدام النبات ومستخلصاته في التعامل مع هذه المشكلات بدون تبعات.
3- تخفيف التهاب المفاصل
قد يوفر نبات حشيشة الملاك الحماية ضد كل من هشاشة العظام، أو "التآكل والتمزق" في المفاصل، بالإضافة إلى التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو حالة من أمراض المناعة الذاتية الالتهابية للمفاصل.
ويمكن باستخدام المكملات أن يتم تقليل الالتهاب ومنع المزيد من تلف المفاصل، وتعزيز إصلاح الغضاريف عند المعاناة من هشاشة العظام.
وبالنسبة لالتهاب المفاصل، فالنبات يمكنه أن يقلل الاستجابة الالتهابية، ويقلل الألم ويحسن بعض أعراضه الأخرى.
ومع ذلك، فقد أجريت هذه الدراسات على نماذج حيوانية، لذلك هناك حاجة إلى مزيد من البحث بشكل مباشر على البشر.
4- فوائد محتملة في السيطرة على مرض السرطان
في حين أنه لا يوجد مكمل أو عشب يمكن أن يعالج السرطان، إلا أن هناك بعض الاهتمام بأنجليكا كعلاج تكميلي يعزز عملية السيطرة على المرض وإدارة التطور.
وبحسب موقع "فيري ويل هيلث" (Very Well Health)، درس الباحثون تأثيرات عشبة أنجليكا أو حشيشة الملاك المحتملة المضادة للسرطان في المختبر.
وفي إحدى هذه الدراسات على خلايا سرطان الثدي، وجدوا أن حشيشة الملاك قد تساعد في موت خلايا سرطان الثدي، مما دفع الباحثين إلى استنتاج أن العشبة قد يكون لها إمكانات مضادة للورم.
5- حشيشة الملاك في إدارة اضطراب القلق
تم استخدام حشيشة الملاك في الطب التقليدي كعلاج للقلق في مختلف الثقافات القديمة لمناطق شرق آسيا. ومع ذلك، فإن الأدلة العلمية لدعم هذا الادعاء محدودة للغاية.
وفي إحدى الدراسات، تم إعطاء مستخلصات حشيشة الملاك للفئران قبل أن يضطروا إلى إجراء اختبارات الإجهاد عليها. ووفقاً للباحثين، كان أداء الفئران أفضل بعد تلقي مستخلص النبات، مما رجح كون النبات علاجاً محتملاً للقلق.
ومع ذلك، هناك حاجة لتجارب بشرية وأبحاث أكثر شمولية لتحديد الدور المحتمل لنباتات أنجليكا في علاج القلق.
الآثار الجانبية المحتملة
كما هو الحال مع أي عشب طبيعي، قد تتسبب حشيشة الملاك ببعض الآثار الجانبية. إذ تحتوي حشيشة الملاك على الفورانوكومارين (مركبات موجودة في العديد من أنواع النباتات) التي تم ربطها بتهيج الجلد.
كما قد تسبب هذه المركبات أيضاً تصبغاً غير طبيعي للجلد، والحكة، والاحمرار، وحساسية عند التعرض لأشعة الشمس أو الضوء القوي.
ولمنع التعرُّض لأي آثار جانبية محتملة، من الضروري استخدام حشيشة الملاك حسب توجيهات الطبيب المتخصص فقط، وباستخدام مستخلصات النبات الموثوقة من المتاجر المعتمدة.