الدودة الشريطية عبارة عن طفيليات معوية تتشكل على شكل يشبه شريط القياس، ويدخل بيضها عادةً إلى جسم الإنسان عن طريق الطعام، خصوصاً المأكولات الحيوانية، لأن هذه الدودة تعيش كذلك في جسم الحيوانات، ولا يمكن أن تعيش بحرية بمفردها، وغالباً ما يكون السبب هو تناول اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيداً.
يمكن أن يكون السبب وراء إصابة الإنسان بالدودة الشريطية كذلك لمس أو التواصل بشكل مباشر مع براز الحيوانات، أو شرب المياه الملوثة بعد أن شرب منها بعض الحيوانات، لذلك فإن هذا المرض يطلق عليه كذلك اسم "مرض حيواني المنشأ".
وعند الإصابة بالدودة الشريطية، يصبح من الصعب أن يكتسب المصاب الوزن، مهما أكل، لذلك يجب عليه التوجه إلى الطبيب من أجل علاج هذا المرض، إذ إن العلاج فعال بنسبة 95٪، ويستغرق عادة بضعة أيام.
الدودة الشريطية.. تعيش حتى 25 سنة
عند دخول بيض الدودة الشريطية إلى جسم الإنسان، عن طريق الأكل، أو لمس فضلات حيوانات مصابة، أو غيرها من الأسباب الأخرى، فإنه يفقس ويشق طريقه إلى الأمعاء أو خارج القناة الهضمية ويصيب أجزاء أخرى من الجسم.
وتعتبر عدوى الدودة الشريطية عن طريق أكل الأسماك هي الأكثر شيوعاً، خصوصاً في البلدان التي تستهلك الأسماك نيئة، مثل أوروبا أمريكا الشمالية وبعض البلدان في آسيا، إضافة إلى الأشخاص الذين يحبون هذا النوع من الطعام، مثل السوشي.
إذ إن هذه الدودة الشريطية يمكن أن تعيش في جسم الإنسان لما يصل إلى 25 سنة، ويمكن أن يصل طولها إلى 50 قدماً، إذ إنها تعيش ملتصقة بالغلاف المحيط بالأمعاء.
انتقال العدوى من إنسان لإنسان
من بين أكثر الأسباب المؤدية لدخول الدودة الشريطية إلى جسم الإنسان قلة النظافة، إذ يمكنها أن تنتقل كذلك بين البشر، في حال كانت نسبة النظافة في محيطهم غير كبيرة.
وحتى خلال فترة العلاج من الدودة الشريطية، يمكن أن يصاب المريض مرة أخرى، من خلال تلقي العدوى من نفسه، في حال عدم الحفاظ على مستوى عالٍ من النظافة.
وتتم العدوى في هذه الحالة من خلال عدم تنظيف اليدين بشكل جيد بعد استعمال المرحاض على سبيل المثال، إذ إن البويضات يمكن لها أن تدخل الجسم من جديد، وتؤدي إلى نمو الدودة الشريطية بالرغم من العلاج.
أعراض عدوى الدودة الشريطية
هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بعدوى الدودة الشريطية، إلا أن الأغلبية لا يهتمون بها، أو لا يربطونها بهذا المرض، مما يؤدي إلى عيش الدودة الشريطية في الجسم لسنوات طويلة.
ومن بين أبرز هذه الأعراض كل من:
- التعب المستمر.
- ألم في البطن.
- فقدان الوزن بشكل سريع وعدم القدرة على اكتسابه من جديد.
- الإسهال.
- التقيؤ.
- التهاب الأمعاء.
- تغير في الشهية.
- صعوبات النوم.
- دوخة.
- سوء التغذية.
- تشنجات في البطن.
- نقص في فيتامين ب 12 (نادر الحدوث).
مضاعفات الدودة الشريطية على الجسم
هناك عدة مضاعفات، يمكن أن تحدث في حال الإصابة بعدوى الدودة الشريطية، والتي تختلف حسب نوع الدودة الشريطية "حسب الحيوان والطريقة التي دخلت الجسم عن طريقها".
ففي حال دخول الدودة الشريطية للجسم عن طريق لحم الخنزير، فهناك خطر تحول البيض إلى يرقات، والتي يمكن أن تخرج من الأمعاء وتنتقل إلى الأنسجة والأعضاء في أماكن أخرى من الجسم، مما يؤدي إلى ظهور تكيسات على سطح الجلد.
كما يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات على الدماغ والجهاز العصبي، إذ قد يعاني الشخص المصاب من الصداع ومشاكل في الرؤية والنوبات والتهاب السحايا، وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تكون العدوى قاتلة.
أما في حال الإصابة بالدودة الشريطية المشوكة، فإن اليرقات تغادر القناة الهضمية وتنتقل إلى بقية أعضاء الجسم، وغالباً ما تستقر في الكبد، ويمكن أن يؤدي الأمر إلى تكيسات كبيرة تضغط على الأوعية الدموية القريبة وتؤثر على الدورة الدموية، وفي الحالات المتقدمة، قد يحتاج الشخص لعملية جراحية أو زراعة الكبد.
طرق علاج الدودة الشريطية
هناك نوعان من علاجات الدودة الشرطية، الأولى هو علاج اليرقات، وهو الأمر الذي يعتبر صعباً ومعقداً، وعلاج الدودة الشريطية المكتملة، وهو الذي يحتاج لوقت أقصر.
لكن في بعض الأحيان يتم علاج الدودة الشريطية المكتملة، في حين أن بعض اليرقات تكون قد تسربت في بقية أعضاء الجسم، أي إن العلاج يكون مزدوجاً وأصعب.
أما بالنسبة لطرق العلاج المتاحة، فهناك كل من الأدوية الفموية التي يصفها الأطباء، لكنها للأسف لا يتم امتصاصها بشكل كامل من طرف الجهاز الهضمي، لذلك فهي قادرة فقط على قتل الدودة الشريطية الكاملة.
فيما قد ينصح الطبيب المعالج الشخص المصاب بتناول ملين لمساعدة الدودة الشريطية على الخروج عبر الغائط.
كما أنه يصف مضاداً للقيء لكي يمنع هذا الأمر الذي قد يسبب في زيادة حدة المرض، عن طريق إعادة ابتلاع اليرقات من طرف المريض.
وخلال مرحلة العلاج، يتم فحص براز الشخص المصاب باستمرار، إلى أن يتم التأكد من تخلصه من الدودة الشريطية، وتكون هذه الطريقة فعالة بنسبة 95٪.
في حال تعرضت الأنسجة خارج الأمعاء للعدوى، فقد يكون الحل هو وصف الطبيب أدوية مضادة للالتهاب للمريض، لتقليل التورم الناجم عن تطور الأكياس في الجسم.
فيما يكون العلاج الأخير في حال تطور الحالة المرضية، هو الخضوع لجراحة الأكياس، التي تظهر بسبب اليرقات، إذ تتم العملية عن طريق تدمير اليرقات أولاً، ثم إزالة الأكياس التي كانت بداخله.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.