علاج اضطرابات الأكل النفسية ليس سهلاً على الإطلاق، فهذه الاضطرابات عبارة عن حالات خطرة ترتبط بسلوكيات الأكل المستمرة، التي تؤثر بشكل سلبي على صحتنا وعواطفنا، وقدرتنا على تأدية مهامنا الحياتية اليومية.
ولأننا لا نعي دائماً أننا نعاني من هذه الحالات، فإن علاج اضطرابات الأكل النفسية قد يأتي في مراحل متقدمة جداً، ويكون التعامل معها صعباً، ولا يعني ذلك أنه مستحيل.
نعاني من اضطرابات الأكل عندما نركز بشكلٍ كبير على الوزن وشكل الجسم والطعام الذي نتناوله، ولسنا نتحدث هنا عن تركيزٍ عادي يقوم به معظمنا يومياً، بل عن تركيزٍ يؤدي إلى سلوكيات خطرة في تناول الطعام.
ووفقاً لـ"الجمعية الأمريكية للطب النفسي"، فإن اضطرابات الأكل (Eating Disorders) يمكن أن تصبح خطرة للغاية، وتؤثر على الوظائف الجسدية والنفسية والاجتماعية.
ومن شأن هذه السلوكيات أن تُؤثر بقوة على حصول جسمنا على تغذية صحية مناسبة، لذلك فإن اضطرابات الأكل يمكن أن تؤدي إلى أمراضٍ خطرة، وتؤذي القلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان.
غالباً ما تحدث اضطرابات الأكل في سن المراهقة والشباب، لكنها قد تحدث أيضاً في أعمارٍ أخرى، ولكن مع علاج اضطرابات الأكل النفسية يُمكن العودة إلى عادات الأكل الصحية تدريجياً.
أكثر اضطرابات الأكل شيوعاً هي: فقدان الشهية العصبي، والشره العصبي، واضطراب نهم الطعام، وما بين الخوف من فقدان الشهية وخسارة الكثير من الوزن، والقلق من زيادة الوزن بسبب الشره، يبدو العلاج صعباً.
كيف تعرف أنك مصاب باضطرابات الأكل؟
تتعدد العناصر التي تشكل علاقة الإنسان بالأكل، أبرزها عاداته الغذائية وثقافته الصحية، لكن الأكيد أن علاقتنا مع الطعام ليست عادية، بل معقدة وقابلة للتغيّر باستمرار.
لكن إذا كنت تعاني من اضطرابٍ في الأكل فإن تحديد الحالة وطلب العلاج باكراً سيحسّن من فرصك في التعافي، وإدراك الأعراض التحذيرية يمكنه أن يساعد في تعجيل تحديد ما إذا كنتَ بحاجةٍ إلى طلب المساعدة.
وفقاً لموقع Healthline الطبي، لن تظهر الأعراض نفسها على كلّ المصابين في وقتٍ واحد، ولكن قد تشير بعض السلوكيات إلى وجود مشكلة، مثل:
- حين يصبح النظام الغذائي والتحكم بالطعام من الاهتمامات الأساسية في الحياة.
- الانشغال بالوزن، والطعام، والسعرات الحرارية، والدهون.
- عدم الراحة من تناول الطعام برفقة الآخرين.
- تخطي وجبات الطعام الرئيسية، أو تناول أجزاء صغيرة فقط.
- اتباع نظام غذائي متكرر، واختراع حميات غير مثبتة نتائجها علمياً.
- الشعور بالذنب عند الأكل.
- تقلبات مزاجية شديدة.
علاج اضطرابات الأكل النفسية
سيكون علاجاً نفسياً في الأساس، ويشمل العلاج بالكلام إضافةً إلى الفحوصات الطبية المنتظمة ومتابعة طبيبٍ أخصائي. فغالباً ما يعمل المعالج أو الطبيب النفسي على إعادة بناء ثقة الفرد بنفسه.
والعلاج النفسي قد يكون فردياً أو جماعياً أو حتى عائلياً، وقد يوصي الطبيب بالعلاج السلوكي المعرفي للمساعدة في تقليل السلوك المضطرب، من خلال تعلّم كيفية التعرّف على أنماط التفكير المشوهة أو غير المفيدة وتغييرها.
كما قد يلجأ الطبيب إلى علاج اضطرابات الأكل النفسية بالأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب، أو مثبتات الحالة المزاجية، للمساعدة في علاج الاكتئاب أو القلق اللذين غالباً ما يرافقان اضطراب الأكل.
ومن المهم أيضاً خلال علاج اضطرابات الأكل النفسية الحصول على استشارة غذائية، والعمل مع أخصائي تغذية لتعلّم عادات الأكل الصحية. وتشير الدراسات إلى أن الجمع بين العلاج الغذائي والعلاج المعرفي قد يحسّن بشكلٍ كبير نتائج علاج اضطرابات الأكل النفسية.
وفقاً لـ"المعهد الوطني للصحة النفسية" (NIMH)، من الضروري طلب العلاج مبكراً، لأن خطر حدوث مضاعفات طبية يكون مرتفعاً في الحالات المتقدمة، وقد يصل الأمر إلى الانتحار.
4 تطبيقات مفيدة لعلاج اضطراب الأكل
بعد كل ما سبق وتقدّم، لو شعرتَ أن علاقتك بالطعام غير صحية، ولكن غير مَرَضية في الوقت نفسه.. فإليك بعض التطبيقات المفيدة التي يمكنها أن تساعدك لتحقيق التوازن في عاداتك الغذائية، منعاً لإصابتك باضطراب الأكل.
1- تطبيق Nourishly
هو تطبيق مصمّم لمساعدتك في بناء علاقة صحية ومتوازنة مع الطعام، والتعافي من اضطرابات الأكل، فهو يساعدك في تتبع وجباتك اليومية مع مشاعرك، ومن أبرز خصاصه:
- تخطيط الوجبات: من خلال تقديم أنظمة غذائية تتضمن وجبات طعام محددة، ما يساعد على تخفيف الضغط فيما يتعلق بتحديد ماذا تأكل كل يوم.
- تتبع الوجبات والوجبات الخفيفة: تسمح هذه الميزة بتسجيل شعورك عند تناول الطعام، ويمكنك أيضاً من خلالها تسجيل مستوى الجوع قبل الوجبة وبعدها.
- تتبع الأفكار والمشاعر: من خلال تدوين مخاوفك وأفكارك المرتبطة بالطعام الذي تتناوله، للمساعدة في تحديد أي مشكلات مرتبطة بالأكل وأسلوب التغذية.
- يعرض قسم Logs أنماط أكلك ومؤشرات حول سلامتك، انطلاقاً من المعلومات التي تضيفها إلى التطبيق أثناء تتبع الوجبات والأفكار والمشاعر.
تطبيق Nourishly مُتاح لمستخدمي آيفون في App Store، ولمستخدمي أندرويد في متجر جوجل مجاناً.
2- تطبيق Way:
يهدف إلى مساعدتك في تحسين علاقتك بالطعام، والتركيز على كل ما يجعلك راضياً عن جسمك، استناداً إلى الوعي أو اليقظة بالعلاج السلوكي المعرفي.
فبدلاً من مساعدتك في اتباع نظامٍ غذائي صارم يعتمد تطبيق Way على طرح الأسئلة، لمساعدتك في الحديث عن الأفكار والعواطف والمشاعر التي تحكم علاقتك بالطعام.
وتُطرح هذه الأسئلة ضمن ما يُسمّى "جلسات"، التي تكون سريعة ومسلية وغنية بالمعلومات في الوقت نفسه. فتساعدك في زيادة الوعي حول أنماط الأكل، وكيفية التفكير بالطعام، إضافة إلى تعزيز الثقة بالنفس والسيطرة على المشاعر السلبية.
تطبيق Way مُتاح لمستخدمي آيفون فقط في App Store مجاناً، مع إمكانية الاشتراك داخل التطبيق.
3- تطبيق Feel Better – Deliciously Ella:
يوفر تطبيق (Feel Better– Deliciously Ella) وصفات صحية ومغذية، من دون الإفراط في التركيز على الأنظمة الغذائية الصارمة، وحساب السعرات الحرارية.
فتجد في هذا التطبيق مجموعة من الوصفات النباتية المصنوعة من مكونات صحية، بالإضافة إلى تمارين منزلية بسيطة، مثل: اليوغا والبيلاتس، والتنفس العميق وغيرها. ويوجد قسم يحتوي على أدوات لمساعدتك على النوم بشكل أفضل، مثل: الأصوات المهدئة، وطرق الاسترخاء، وغيرها.
التطبيق مُتاح لمستخدمي آيفون في App Store، ولمُستخدمي أندرويد في متجر جوجل مجاناً، مع إمكانية الاشتراك داخل التطبيق.
4- تطبيق RR Eating Disorder Management:
هو الخيار المناسب لمن يبحث عن طرقٍ لإدارة علاج اضطرابات الأكل النفسية، مثل: فقدان الشهية العصبي، واضطراب نهم الأكل، ويقدّم أيضاً طرقاً لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل عامة في تناول الطعام، والوزن.
يستند هذا التطبيق في عمله على تقنيات العلاج السلوكي المعرفي وأبحاث المراقبة الذاتية، من خلال الاحتفاظ بسجلك الخاص عن الوجبات والأفكار والمشاعر، حتى تعرف أسباب اضطراب الأكل، قبل أن يقدّم طرق العلاج.
واللافت في هذا التطبيق أنه يقدّم أيضاً رسومات بيانية تساعد في تتبع خطواتك بسهولة.تطبيق (RR Eating Disorder Management) ُمتاح لمُستخدمي آيفون في App Store، ولمُستخدمي أندرويد في متجر جوجل مجاناً.