خلصت دراسة جديدة إلى أنه من الضروري ألا تغفو فترة طويلة خلال القيلولة التي يستمتع بها كثيرون بعد الظهيرة، لأنها قد تسبب السمنة والسكري، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، وشملت الدراسة 3275 بالغاً من منطقة مرسية الإسبانية عن عاداتهم في القيلولة، ثم أخضعتهم لسلسلة من الاختبارات الصحية.
حيث قارنت الدراسة بين الأشخاص الذين لا ينامون القيلولة والأشخاص الذين ينامون قيلولة أطول من 30 دقيقة بانتظام. فاكتشفت الدراسة زيادةً في خطر الإصابة بالسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والسكري بنسبة 41% لدى المجموعة الثانية.
لكن تلك المخاطر الإضافية لم تظهر لدى الأشخاص الذين ينامون فترات قيلولة قصيرة لا تتجاوز 30 دقيقة، ويبدو أن هذه "القيلولة القوية" تُحسّن ضغط الدم والذاكرة في الواقع.
الإفراط في القيلولة مضر
كما قال البحث الذي أجرته كلية هارفارد للطب، إن السبب ربما يرتبط بإفراط أصحاب القيلولة الطويلة في تناول طعام الغداء، واستهلاكهم كثيراً من السعرات الحرارية. وأوضح الباحثون أن الغفوة بعد الظهيرة قد تؤثر على الهضم أيضاً، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات سكر الدم وانخفاض معدلات النشاط.
قد يؤدي الاستيقاظ بعد قيلولة صباحية طويلة إلى ارتفاع معدل هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن يحفز الجوع ويسبب زيادة الوزن بدوره. لكن الدراسة قالت إن القيلولة القصيرة التي لا تتجاوز 30 دقيقة، "تنتهي قبل بداية مرحلة نوم الموجة البطيئة (النوم العميق)"، ولهذا لا تسبب الخمول أو غيره من الآثار الضارة. كما تبيّن أن القيلولة الطويلة تقلل عدد ساعات النوم عالي الجودة في المساء، وهو تأثير ثبت أنه يؤذي الصحة.
فيما قالت الدكتورة مارتا غاروليت، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تختلف فترات القيلولة في ما بينها. وربما تؤثر عوامل مثل طول الوقت، ووضعية النوم، وغيرها على النتائج الصحية للقيلولة".
أضافت: "لقد أجرينا دراسةً كبيرة على السكان في المملكة المتحدة من قبل، واكتشفنا أن القيلولة ترتبط بزيادة خطر السمنة. وأردنا التأكد من صحة هذه النتائج داخل بلد يعتبر القيلولة جزءاً من ثقافته بدرجةٍ أكبر، واخترنا إسبانيا في هذه الحالة. كما أردنا معرفة العلاقة بين طول وقت القيلولة والصحة الأيضية".
انتشار القيلولة بين البالغين
فيما قال ثلث البالغين الإسبان من المشاركين في الدراسة إنهم ينامون القيلولة بانتظام، وبمعدل أربع مرات أسبوعياً في المتوسط. بينما قال نصفهم إنهم ينامون القيلولة من أجل الاسترخاء، فيما قال ثلثهم إنهم ينامون القيلولة نتيجة التعب.
بينما قال الدكتور فرانك شير، المؤلف المشارك في الدراسة: "تُظهر هذه الدراسة أهمية وضع طول القيلولة في الاعتبار، كما تثير التساؤلات حول ما إذا كانت القيلولة القصيرة قادرةً على توفير مزايا فريدة من نوعها".
كما أوضح: "بدأت العديد من المؤسسات في إدراك أهمية مزايا القيلولة القصيرة، خاصةً في ما يتعلق بإنتاجية العمل، لكن الاهتمام بدأ يمتد إلى الصحة العامة على نحوٍ متزايد".
بينما أشار إلى أنه "إذا أثبتت الدراسات المستقبلية مزايا القيلولة الأقصر بصورةٍ أوضح، فأعتقد أن هذا الأمر قد يُصبح القوة الدافعة وراء الكشف عن فترات القيلولة المثالية، مما سيُمثّل تحوُّلاً ثقافياً في الاعتراف بالآثار الصحية بعيدة المدى -وزيادة الإنتاجية- نتيجة ممارسة هذا السلوك الحياتي".
يُذكر أن دورية Obesity العلمية هي التي نشرت هذه الدراسة الجديدة. بينما كان البحث السابق مبنياً على نتائج 360 ألف مشارك من قاعدة بيانات البنك الحيوي البريطاني. وأظهر ذلك البحث أن نوم القيلولة يومياً يرتبط بزيادة خطر ارتفاع ضغط الدم بنسبة 20%، وذلك مقارنةً بالأشخاص الذين لا ينامون القيلولة.