سواء كنتَ من عشاق القهوة، أم لا، من المعروف أن تأثيرها واضح على زيادة النشاط والتغلب على الرغبة في النوم؛ لكن هل كنتَ تعلم أن كوباً يومياً منها يمكن أن يكون له تأثيرٌ أكبر من ذلك، وأن فوائد القهوة كثيرة؟
من فوائد القهوة أنها تقلّل من خطر الإصابة بمرض السكّري من النوع الثاني. فقد وجدت دراسة من الجمعية الكيميائية الأمريكية (ACS) أن الأشخاص الذين يشربون 4 أكواب أو أكثر من القهوة يومياً، يقلّلون من فرص الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 50%.
وقد وجدت الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب (AAN) أن الأشخاص الذين يشربون 4 أكواب -أو أكثر- من القهوة أسبوعياً، كانوا أقلّ عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 10% من أولئك الذين لم يشربوها.
وفي دراسةٍ أخرى، نُشرت عام 2013، تبيّن أن أكثر من 43 ألف رجل و73 ألف امرأة من الذين تناولوا القهوة يومياً كان لديهم خطر أقلّ بنسبة 50%، مقارنةً بمن لا يتناولها على الإطلاق.
ومن فوائد القهوة أنها تقلل أيضاً من خطر الإصابة بكل من: مرض الزهايمر، والباركنسون، وسرطان الجلد والكبد. وهذه كلّها فوائد مُثبتة علمياً، ويمكن الاطلاع عليها بمجرد البحث عبر مواقع الصحة العالمية.
فوائد القهوة على الدماغ
إلى جانب فوائد القهوة الكثيرة، ثَبُت مؤخراً أن استهلاكها بالكميات المناسبة يمكنه أن يحسّن من بنية دماغنا. وهذا هو الرقم السحري.
ففي دراسة أُجرِيَت حديثاً على سكان مدينة هامبورغ الألمانية، وبعدما بحثت داخل أدمغة أكثر من 2000 شخص تتراوح أعمارهم بين 45 و74 عاماً، وقارنت 4 مجموعات من الأشخاص الذين قالوا إنهم يشربون بانتظام:
- أقل من كوب قهوة في اليوم
- 2-1 كوب قهوة يومياً
- 4-3 أكواب قهوة يومياً
- 6-5 أكواب قهوة يومياً
وجدت الدراسة، التي نُشرت في يناير/كانون الثاني 2023، أن الأشخاص الذين يشربون بانتظام 3 إلى 4 فناجين من القهوة يومياً كانت لديهم أقوى بنية دماغية، بناءً على عدة عوامل، بما في ذلك احتفاظ القشرة المخية بسماكتها، التي ترتبط عموماً بذكاء أعلى.
وشوهد مؤشر التحسن يرتفع بين أولئك الذين يشربون القهوة، مقارنة بمن لا يفعلون، ويتقدم مؤشر التحسن مع كل مستوى مرتفع، لكنه يتراجع بعد ذلك مع تناول الناس 3 إلى 4 أكواب يومياً؛ مما يشير إلى وجود عتبة لصحة الدماغ وفوائد الإدراك.
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن هناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث، لتحديد ما إذا كانت القهوة منزوعة الكافيين لها تأثيرات مماثلة. ومع ذلك، تضيف النتائج الأولية إلى مجموعة كبيرة من الأدلة التي تدعم فكرة أن القهوة مفيدة لعقلك وصحتك العامة.
فقد ثبُت أنها تعمل على إبطاء التدهور المعرفي. بالإضافة إلى ذلك، وجد تحليل تلوي (أو تحليل ميتا) أُجرِي عام 2017 أنها تقلل من الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وكذلك الأمراض العصبية والأيضية والكبد.
ولم تأخذ هذه الدراسات جميعاً في الاعتبار العدد الدقيق لأكواب القهوة، إلا أن العديد منها يشير إلى عتبة 3 إلى 4 أكواب للحصول على الفوائد المُثلى.
لنتائج أفضل.. أضف الحليب
كثير من عشاق القهوة يعتقدون أن إضافة الحليب إليها في مشروبات مثل الكابتشينو واللاتيه، تسيء إلى طعم القهوة وتقلل من تأثيرها السحري، فيما يفضّل البعض هذه الإضافة التي تكسر قليلاً مرارة القهوة.
بعيداً عن التفضيلات الشخصية، تبيّن أن تركيبة معينة من القهوة والحليب قد تكون لها خصائص مقاومة للالتهاب. فقد وجدت دراسة، نُشرت حديثاً، أن ارتباط مركبات البوليفينول البروتينات الموجودة في الحليب هو مضاد للالتهابات.
والبوليفينول هي مركبات شائعة في الأطعمة النباتية (بما في ذلك القهوة)، معروفة بمكافحتها للالتهابات لأنها مليئة بمضادات الأكسدة، فتساعد في علاج مشاكل الهضم، والتحكم بالوزن، ومرض السكري، وأمراض التنكس العصبي، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
خلال الدراسة، تسبّب باحثون من جامعة كوبنهاغن بحدوث التهاب اصطناعي في الخلايا المناعية؛ ثم عالجوا تلك الخلايا، إما بالبوليفينول وحده، أو بالبوليفينول المتفاعل مع بروتينات الحليب.
فتبيّن أن الخلايا، التي تلقت مزيج البوليفينول وبروتين الحليب، تضاعفت فعاليتها في مكافحة الإلتهاب. وهذا يعني أن بدء يومك بمزيج من البوليفينول، الموجود في القهوة والبروتينات الموجودة في الحليب، قد يساعد جسمك على مقاومة الالتهاب.
الخلاصة
تشير النتائج المبكرة إلى أن استهلاك ثلاثة إلى أربعة أكواب يومياً قد يكون الرقم السحري للحفاظ على هياكل الدماغ المهمة، مما يساعد في تحسين الإدراك والوظائف العامة للدماغ.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.