يُعد الإجهاد من أكثر العوامل ضرراً لأجسامنا، إذ قد يؤدي إلى العديد من مشكلات الصحة البدنية والعقلية. فهو رد فعل أجسادنا على موقف يعتبره الجسم ضاراً.
فعندما نشعر بالتوتر يطلق الجسم مزيجاً من الهرمونات والمواد الكيميائية مثل الأدرينالين والكورتيزول والنورادرينالين. وهذا يتسبب في أن يبدأ الجسم في تحويل الدم للعضلات أو إيقاف عملية الهضم. لذلك بمرور الوقت يمكن أن يكون للتوتر تأثير سلبي ضخم على صحتنا وسلامتنا الجسدية، خاصة على صحة الكبد.
كيف يؤثر الإجهاد على صحة الكبد؟
بشكل خاص يظهر تأثير الإجهاد والتوتر المزمن بصورة أكبر على سلامة الكبد وقدرتها على العمل بكفاءة. وفي منشور بمجلة أمراض الجهاز الهضمي والكبد، لوحظ أنه خلال الأوقات العصيبة وإحساس الشخص بالتوتر والإجهاد العام تتوسع الخلايا القاتلة في الكبد، وفي بعض الحالات تساهم في موت خلايا الكبد وتفاقم أمراض الكبد مثل الالتهاب والفشل.
ووجدت الدراسة أيضاً أنه في جزء الدماغ الذي يتحكم في الكبد، اتضح أن الإجهاد يضعف تدفق الدم ما قد يؤدي إلى تلف الكبد أو يؤدي إلى تلف الكبد بشكل أسرع في حال كان مصاباً بالفعل بأية أمراض.
وبالرغم من أن التفاعلات بين الإجهاد والكبد ليست مفهومة تماماً، لكن يبدو أن هناك ارتباطاً سلبياً فيما يتعلق بتطور أمراض الكبد والتوتر المزمن.
كيف تعرف إذا كنت متوتراً ومجهداً بشكل مزمن؟
يتعامل البشر مع الإجهاد بطرق مختلفة وبالتالي تكون الأعراض متباينة وواسعة النطاق. يمكن أن يحاكي الإجهاد أعراض العديد من الحالات الصحية الأخرى، لذا من المهم ملاحظة أي تغييرات تطرأ على العقل والجسم واللجوء للطبيب المتخصص إذا أصبحت الأعراض متواصلة.
تشمل الأعراض العاطفية ما يلي:
- أن يصبح الشخص سريع الانفعال والإحباط وتقلب المزاج
- الشعور بالإرهاق أو فقدان السيطرة
- صعوبة الاسترخاء وتهدئة العقل
- تدني احترام الذات والوحدة والشعور بانعدام القيمة والاكتئاب
- تجنب الآخرين
وتشمل الأعراض الجسدية:
- الشعور بانخفاض الطاقة والصداع المتكرر
- المعاناة من اضطراب المعدة، والإسهال والإمساك، والغثيان
- المعاناة من الأوجاع والآلام وتوتر العضلات
- المعاناة من الألم المجهول في الصدر وسرعة ضربات القلب
- الأرق وصعوبة النوم أو فرط النوم
- كثرة نزلات البرد والالتهابات والتقاط العدوى
- فقدان الرغبة أو القدرة الجنسية
- العصبية والارتجاف وطنين الأذن
- برودة أو تعرق اليدين والقدمين
- جفاف الفم وصعوبة البلع
- الضغط على الفك وطحن الأسنان
إجهاد الكبد وأسبابه الأساسية بسبب التوتر
عادة ما تكون مستويات الإجهاد اليوم مرتفعة بين الأشخاص في منتصف العمر وحتى في جيل الشباب، وبالتالي، فإن حالات الإصابة بأمراض الكبد آخذة في الارتفاع أيضاً. فكما أسلفنا، من المعروف أن الإجهاد مرتبط بتلف الكبد ويمكن أن يتسبب أيضاً في أمراض الكبد المميتة إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
لذلك من الأهمية بمكان أن تتم إدارة الإجهاد بشكل صحيح لمراقبة مستويات التوتر. في الوقت نفسه، يجب أن يكون الشخص على دراية بالأعراض المبكرة لخلل في وظائف الكبد وأن يجري فحصاً للكبد واختبارات أخرى وفقاً للحالة.
كيفية تأثير الإجهاد على الأعضاء الداخلية والكبد
يمكن أن يقلل الخوف والقلق المنتظمين من تدفق الدم إلى الكبد. الإجهاد يؤثر على جزء الدماغ الذي يتحكم في الكبد. كما أنه يؤثر على تدفق الدم إلى الكبد كما أوضحنا.
على سبيل المثال، في الأشخاص الذين يعانون من حالة مزمنة من التهاب الكبد الوبائي من مرحلة B، هناك علاقة بين الاكتئاب ومستويات الإنزيمات التي تشير إلى ما إذا كان المصاب يعاني من المرض أو أي إصابة في الكبد.
كذلك فإن مرضى زراعة الكبد الذين لديهم شخصية حساسة ويصابون بتقلبات مزاجية ناتجة عن الإجهاد هم أكثر عرضة لرفض الكبد المزروع. إذ يرتبط الإجهاد بمستويات عالية من الكورتيزول، والتي بدورها ترتبط بتلف الكبد.
الأعراض الشائعة لإجهاد الكبد
- عسر الهضم المنتظم
- استفراغ وغثيان متكرر
- اضطرابات الأكل، والشعور بالامتلاء بعد تناول القليل من الطعام، أو الشعور بالجوع الشديد في كثير من الأحيان في ساعات غريبة، وفقدان الشهية المفاجئ.
- الجلد الأصفر والعيون المائلة للون الأصفر
- مشاكل البشرة
- ألم في منطقة البطن
- انخفاض في الطاقة والتعب غير المبرر
- بول داكن اللون
- لون البراز الشاحب والداكن المائل للسواد
- تورم في الساق والكاحلين
طرق إدارة الإجهاد من أجل تعزيز صحة الكبد
هناك العديد من العادات الصحية التي من شأنها حماية الكبد ودعم وظائفه وسلامته، من بينها اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والنوم لمدة لا تقل عن 7 ساعات ولا تزيد على 8 ساعات يومياً.
كذلك من الضروري تناول الدواء المناسب وإجراء الكشوفات الطبية اللازمة عند ملاحظة أية أعراض.
وبشكل عام، من الضروري الحفاظ على سلامة الصحة النفسية والعلاقات الاجتماعية وعدم الانطواء، وضرورة مراجعة الطبيب النفسي عند المعاناة من الاضطرابات النفسية والإجهاد والتوتر المستمر؛ إذ يمكن للتحدث إلى الناس أن يساعد في التخلص من التوتر ويجعلك تشعر بتحسن.