متلازمة طالب الطب، عبارة عن حالة نفسية تؤثر بشكل مباشر على الأشخاص الذين يدرسون الطب، خصوصاً طلبة السنة الأولى والثانية، وتصيب ما يقارب 70% منهم.
إذ إن الطلاب يظنون أنهم مصابون بالأمراض التي يدرسون عنها، ويشعرون أن كل الأعراض التي تصاحب مرضاً معيناً هي بالفعل أعراض يعانون منها، إلا أن الحقيقة غير ذلك.
ولا ترتبط هذه المتلازمة بطلبة الطب فقط، إذ يمكن أن تصيب أشخاصاً آخرين، وهم أولئك الذين يبحثون بشكل دائم في المعلومات الطبية، ويظنون أنهم مصابون بالأمراض التي يقرأون عنها.
وقد أصبحت هذه المتلازمة في تزايد مستمر في وقتنا الحالي، وذلك بسبب سهولة الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت.
متلازمة طالب الطب.. هكذا تتم الإصابة بها
هناك عدة تسميات أخرى لمتلازمة طالب الطب، من بينها "متلازمة المتدرب"، أو "متلازمة السنة الثانية"، أو "متلازمة السنة الإضافية هنا".
وتكون بداية ظهور أعراض المتلازمة بالنسبة لطلاب الطب، عندما يبدأ الطالب في السنة الأولى بالقراءة عن أمراض معينة، والتعمق في أعراضها وأسبابها، لتصبح لديه حالة من شك أنه يعاني منها، وقد يتحول هذا الشعور إلى يقين في بعض الأحيان.
ومن بين أبرز الأمراض التي يظن الطالب أنه مصاب بها هي أورام الدماغ، وذلك بسبب شعوره الدائم بصداع الرأس، الناتج عن الدراسة لأوقات متأخرة، والكم الكبير من المعلومات التي يتلقاها خلال فترة تعليمه.
أما بالنسبة للأشخاص الآخرين، فغالباً ما تبدأ حالة الإصابة بعد البحث في أسباب بعض الأعراض التي يشعر بها الشخص، ليكتشف أنها تشير إلى مرض معين، ثم يبدأ في التعمق والبحث أكثر في المعلومات الطبية، ليصبح لديه هوس معرفة جميع التفاصيل الخاصة بأمراض أخرى يشك أنه مصاب بها كذلك.
بعض أعراض متلازمة طالب الطب
تبدأ حالة الإصابة بمتلازمة طالب الطب، أولاً عند الشعور ببعض الأعراض البسيطة، والتي غالباً ما تكون من بين أعراض أمراض خطيرة أخرى، مثل ارتفاع درجات الحرارة، أو الشعور بالغثيان، وتزايد دقات القلب.
كما يبدأ الشخص بالشعور ببعض التأثيرات النفسية، التي تجعله في حالة خوف وقلق مستمر من الإصابة بالأمراض التي قرأ عنها، وعند الكشف العضوي، يتبين أنه سليم تماماً.
وفي هذه الحالة، وعند الحديث عن طلاب الطب، تجدهم غالباً ما يشعرون بحالة انزعاج من المواد التي يدرسونها، وتظهر عليهم بعض الأعراض الجانبية مثل الاختناق، والدوار، خصوصاً في الحصص الخاصة بالتشريح.
الأسباب والأعراض الجانبية للمتلازمة
تتمثل الأسباب وراء الإصابة بمتلازمة طالب الطب في قلة المعلومات الدقيقة لدى الطالب، أو أي شخص آخر، عن الحالة المرضية التي يقرأ عنها، وحصوله عن معلومات سطحية.
إذ إن الشخص في هذه الحالة لا يكون على دراية معمقة بجميع الجوانب التي تكشف عن الأمراض، لذلك فإن أي أعراض بسطة تصيبه يظن أنها تعني الإصابة بالمرض الذي قرأ عنه القليل من المعلومات.
وقد تؤدي الإصابة بهذه المتلازمة إلى العديد من الأعراض الجانبية، والتي تتمثل في:
- التوتر المستمر
- قلة النوم
- تناول أدوية خطأ
- إساءة استهلاك المواد المنبهة
- الإصابة بمرض الاكتئاب
كما أنه عند الإصابة بهذه المتلازمة، غالباً ما يكون عدد كبير من المقربين من الشخص المصاب عرضة للتأثر به، وذلك لأنه يكون في حالة مشاركة دائمة للمعلومات الطبية التي قد عرفها حديثاً.
طرق علاج متلازمة طالب الطب
هناك مجموعة طرق علاج يمكن اتباعها من أجل الأشخاص الذين يعانون من متلازمة طالب الطب، أولها فصلهم بشكل تام عن المعلومات التي يقرأون عنها، ومحاولة دمجهم في أنشطة مختلفة أخرى.
وفي حال كان هذا الحل غير ممكن، خصوصاً بالنسبة لطلبة الطب، لأنهم مضطرون بشكل دائم لدراسة الأمراض، وأعراضها، يمكن اللجوء لحلول طبية أخرى، وهي كالتالي:
1- العلاج النفسي، الذي يعتمد على الاستماع إلى المريض، ومحاولة الدخول معه في نقاش حول مخاوفه، والأسباب التي جعلته يتوقع إصابته بكل الأمراض التي يقرأ عنها.
2- العلاج السلوكي، وهو الذي يعتمد على اتباع بعض السلوكيات في الحياة اليومية، من أجل التقليل من حدة القلق النفسي المستمر، وغالباً ما ينصح الطبيب بممارسة الرياضة، أو تمارين الاسترخاء.
التغلب على المتلازمة عند طلاب الطب
غالباً ما يتمكن طلاب الطب من التخلص من هذه المتلازمة بشكل تدريجي، إذ إنها في الغالب تلازم طلاب السنة الأولى والثانية، لأن المعلومات التي يحصلون عليها في هذه المرحلة الدراسية تكون غير دقيقة بشكل كامل.
وكلما زادت سنوات التعليم، قلت الأعراض، إلى أن يتم التخلص منها بشكل كامل، لأن الطالب في هذه الحالة يكون قد أحاط بجميع الجوانب التي تخص الأمراض التي درس عنها سابقاً، ويعلم حينها أن الأعراض التي كان يعاني منها، ويربطها بأمراض خطيرة، هي ليست في الحقيقة دليلاً على ما كان يتوقعه من أمراض.