خيار البحر، ليس نوعاً من الخضراوات، وإنما هو واحد من بين الرخويات المتواجدة في البحر، الصالحة للأكل، وله ما يقارب 1200 نوع، حسب المحيط الذي يعيش فيه.
إلا أن خيار البحر يتواجد بكثرة في المحيط الهادئ، والبحر الأبيض المتوسط، ويعتبر طعاماً شهياً في العديد من الدول الآسيوية.
وبالإضافة إلى أنه صالح للأكل، فإنه يدخل في مكونات العديد من الأدوية، ومستحضرات التجميل، بفضل احتوائه على العديد من المركبات المضادة للأكسدة.
ما هو خيار البحر؟
شكل خيار البحر قريب نوعاً ما من الديدان الطويلة، وهي كائنات بحرية ناعمة تشبه الخيار في شكلها ولونها، ومن هنا حصلت على تسميتها، إلا أن اسمها العلمي باللغة الإنجليزية هو "Holothuroidea".
يتم جمع هذا النوع من الرخويات من طرف الغواصين، أو تتم تربيتها صناعياً في أحواض كبيرة، من أجل بيعها بعد ذلك في الأسواق.
يمكن أن يعيش خيار البحر من 5 إلى 10 سنوات، وينتمي إلى مجموعة شوكيات الجلد، ولا يصنف من بين الكائنات البحرية المعرضة للانقراض.
يتراوح طول هذا الكائن البحري من 15 إلى 50 سنتيمتراً، وذلك حسب نوعه، والمكان الذي يعيش فيه، فمثلاً خيار البحر الياباني لا يتجاوز طوله 30 سنتيمتراً، فيما يصل طول ذلك الذي يعيش في البحر الأحمر إلى 50 سنتيمتراً.
طرق استهلاك خيار البحر
يمتاز خيار البحر بملمسه اللزج، لذلك غالباً ما تتم إضافته إلى الوجبات مجففاً، خصوصاً في المطعم الآسيوي، مثل وصفات الحساء، أو اليخنات، أو المقليات، كما يمكن أكله مخللاً، أو مقلياً، أونيئاً.
وبعيداً عن الأكل، فقد كان يستخدم هذا النوع من الرخويات في العلاج الطبي التقليدي، في دول آسيا والشرق الأوسط لعدة سنوات، إذ تم التعرف عليه لأول مرة قبل 170 سنة.
ومن بين الأمراض التي كانت يتم علاجها بخيار البحر كل من التهاب المفاصل، والسرطان، وكثرة التبول، والعجز الجنسي.
فيما كانت تستعمل مستخلصات خيار البحر من أجل وصفات تجميلية، لعلاج مشاكل البشرة، وتحسين جودتها، والحفاظ عليها من علامات تقدم السن.
عناصر خيار البحر الغذائية
يحتوي الخيار البري على نسبة عالية من العناصر الغذائية المفيدة للجسم، مما يجعله من بين الأكلات المغذية جداً.
إذ إنه يوفر للجسم السعرات الحرارية، والبروتينات، وفيتامين أ، ومجموعة فيتامين ب، والكالسيوم، والمغنسيوم، ونسبة قليلة جداً من الدهون.
كما أنه يحتوي على العديد من مركبات مضادات الأكسدة المفيدة للجسم، من أجل الوقاية من الأمراض الخطيرة والمزمنة.
فوائد البروتين الصحية
بفضل احتوائه على نسبة مهمة من البروتين، فإن خيار البحر يساعد على الإحساس بالشبع لمدة طويلة، بعد أكل كمية بسيطة منه، لذلك فهو يعتبر وجبة مناسبة للأشخاص الذين يريدون خسارة الوزن.
كما أن تقليل الأكل يعمل على تحسين مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يجعله مفيداً بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض السكر، أو حتى من أجل الوقاية منه.
كما أن الأنظمة الغذائية الغنية بالبروتين قد تفيد صحة القلب وتساعد على خفض ضغط الدم وتحسين كثافة العظام.
فوائد مضادات الأكسدة
يحتوي خيار البحر على مجموعة من مضادات الأكسدة، وهي الفينول والفلافونويد، التي تعمل على تقليل الالتهابات بمختلف أنواعها التي تصيب الجسم.
كما أنه يقلل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب وحالات التنكس العصبي مثل مرض الزهايمر.
كما أن مركبات "جليكوسيدات ترايتيربين" تمتلك خصائص مضادة للفطريات والأورام والخلايا السرطانية، وتقوي المناعة، لمحاربة الفيروسات.
علاوة على ذلك، تحتوي هذه الحيوانات البحرية على نسبة عالية جداً من المركبات تساعد على تقوية النسيج الضام البشري الموجود في الغضاريف والعظام، مما يجعلها طعاماً مفيداً لمن يعاني من أمراض المفاصل مثل هشاشة العظام.
يعزز صحة القلب والكبد
أظهرت العديد من الدراسات المخبرية، أن مستخلص خيار البحر الأسود يمنع نمو عدد كبير من البكتيريا، التي تسبب المرض، أو التي تقلل من المناعة.
فيما أثبتت دراسات أخرى أن خيار البحر مفيد من أجل تعزيز صحة القلب والكبد، إذ أظهرت الفئران المصابة بارتفاع ضغط الدم والتي تمت تغذيتها بمستخلص خيار البحر الأبيض انخفاضاً كبيراً في ضغط الدم، مقارنة بالفئران التي لم تتغذّ على المستخلص.
فيما أظهرت دراسة أخرى أجريت على الفئران الصغيرة أن اتباع نظام غذائي غني بخيار البحر يقلل بشكل كبير من الكوليسترول الكلي، والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، والدهون الثلاثية.
علاوة على ذلك، وجدت دراسة مختلفة، أجريت على الفئران المصابة بأمراض الكبد أن جرعة واحدة من مستخلص خيار البحر الأسود قللت بشكل كبير من الإجهاد التأكسدي وتلف الكبد، فضلاً عن تحسين وظائف الكبد والكلى.
محاذير تناول خيار البحر
هناك بعض الآثار الجانبية التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند تناول خيار البحر، أهمها الحذر من النوع الذي يمكن أن يتسبب في تخثر الدم.
كما يجب على الأشخاص الذين يتناولون أدوية تعمل على تخفيف الدم عدم تناول هذا النوع من الرخويات، من أجل تفادي حدوث نزيف.
فيما يمكن أن يشكل خطراً على الأشخاص الذين يعانون من حساسية المحار، وذلك لأنه غالباً ما يختلط به عندما يكون في المحيط، مما يجعل له تأثيراً مشابهاً لمن هم غير قادرين على تناوله.