حليب الشوك (Milk thistle) هو عشب مزهر ينتمي إلى عائلة الأقحوان والراجويد، وسمّي بهذا الاسم نظراً للعروق البيضاء الموجودة على أوراقه كبيرة الحجم المليئة بالأشواك.
وتعدّ منطقة البحر الأبيض المتوسط موطنه الأصلي، كما يطلق عليه البعض اسم مريم الشوك والشوك المقدس، وذلك بسبب المعتقد المنتشر حول هذه النبتة التي تزعم بعض الروايات أنّ حليب مريم العذراء سقط على أوراقها.
يساعد حليب الشوك على علاج عدة مشاكل صحية، ويُعرف علاجه العشبي باسم مستخلص حليب الشوك، يحتوي هذا المستخلص على كمية عالية من السيليمارين (بين 65-80٪) التي تتركز من نبتة حليب الشوك.
وتُعد المادة التي تُسمى silymarin إحدى المواد الفعالة في شوك الحليب، والتي تُستخرج من بذور النبات، ويُعتقد أن مادة السيليمارين تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة، ومضادة للفيروسات ومضادة للالتهابات.
في الواقع، تم استخدامه تقليدياً لعلاج اضطرابات الكبد والمرارة، وتعزيز إنتاج حليب الرضاعة، والوقاية من السرطان وعلاجه، وحتى حماية الكبد من لدغات الثعابين والكحول والسموم البيئية الأخرى، وفقاً لموقع healthline الطبي المتخصص.
فوائد حليب الشوك المحتملة
1- تعزيز صحة الكبد
غالباً ما يتم الترويج لشوك الحليب لتأثيراته في حماية الكبد، إذ يتم استخدامه بانتظام كعلاج تكميلي من قبل الأشخاص الذين يعانون من تلف الكبد بسبب أمراض مثل مرض الكبد الكحولي ومرض الكبد الدهني غير الكحولي والتهاب الكبد وحتى سرطان الكبد.
كما أنه يستخدم لحماية الكبد من السموم مثل الأماتوكسين.
وتشير الدراسات التي أجريت عن تأثيرات حليب الشوك على الكبد تحسناً في وظائف الكبد لدى الأشخاص المصابين بأمراض الكبد الذين تناولوا مكملات حليب الشوك، ما يشير إلى أنه يمكن أن يساعد في تقليل التهاب الكبد وتلف الكبد.
وجدت إحدى الدراسات أيضاً أنه قد يطيل بشكل طفيف متوسط العمر المتوقع للأشخاص المصابين بتليف الكبد بسبب مرض الكبد الكحولي، مع ذلك لا تزال الدلائل غائبة عن منع حليب الشوك للإصابة بأمراض الكبد.
2- يقي من مرض الزهايمر والتدهور العقلي
تم استخدام شوك الحليب كعلاج تقليدي للحالات العصبية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون لأكثر من ألفي عام، وذلك بسبب خصائصه المضادة للالتهابات والأكسدة.
إذ أظهرت الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والحيوانات أن سيليمارين يمنع الضرر التأكسدي لخلايا الدماغ، ما قد يساعد في منع التدهور العقلي.
وقد أظهرت هذه الدراسات أيضاً أن شوك الحليب قد يكون قادراً على تقليل عدد لويحات الأميلويد في أدمغة الحيوانات المصابة بمرض الزهايمر، ولويحات الأميلويد هي تجمعات لزجة من بروتينات الأميلويد التي يمكن أن تتراكم بين الخلايا العصبية مع تقدمك في العمر.
3- حليب الشوك يعزز صحة العظام
أظهرت الدراسات فائدة نبتة شوك الحليب في تعزيز صحة العظام والحد من خسارتها وضعفها، والذي يحدث نتيجة لنقص الإستروجين.
نتيجة لذلك، يفترض الباحثون أن شوك الحليب قد يكون علاجاً مفيداً لمنع أو تأخير فقدان العظام لدى النساء بعد سن اليأس.
4- علاجٌ لمرضى السرطان
تم اقتراح أن التأثيرات المضادة للأكسدة للسيليمارين قد يكون لها بعض التأثيرات المضادة للسرطان، والتي قد تكون مفيدة للأشخاص الذين يتلقون علاجاً للسرطان.
في هذا الصدد، أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن حليب الشوك يمكن أن يكون مفيداً في تقليل الآثار الجانبية لعلاجات السرطان.
ورغم ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات قبل تحديد كيفية استخدام السيليمارين لدعم الأشخاص الذين يخضعون لعلاج السرطان.
5. يمكن أن يعزز إنتاج حليب الرضاعة
وجد الباحثون أنّ شوك الحليب يمكن أن يعزز إنتاج حليب الثدي لدى الأمهات المرضعات، إذ يُعتقد أنه يعمل عن طريق إنتاج المزيد من هرمون البرولاكتين المنتج للحليب.
وجدت إحدى الدراسات أن الأمهات اللائي تناولن 420 ملغ من سيليمارين لمدة 63 يوماً أنتجن حليباً أكثر بنسبة 64٪ من اللواتي يتناولن دواءً آخر.
6- يساعد حليب الشوك في علاج حب الشباب
حب الشباب هو مرض جلدي التهابي مزمن، وعلى الرغم من أنه ليس خطيراً، إلا أنه يمكن أن يسبب ندوباً على مستوى الوجه، لذا قد يشكّل قلقاً للمصابين بهذا المرض.
نظراً لخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، قد يكون حليب الشوك مكملاً مفيداً للأشخاص الذين يعانون من حب الشباب.
إذ وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من حب الشباب، والذين تناولوا 210 ملغ من سيليمارين يومياً لمدة 8 أسابيع، شهدوا انخفاضاً بنسبة 53٪ في حب الشباب.
7- يساهم في تقليل مستوى سكر الدم
أظهرت بعض الدراسات فعالية نبتة شوك الحليب في تقليل مستوى السكر في الدم، وتقليل نسبة الكوليسترول خصوصاً لدى مرضى السكري من النوع الثاني.
كما أظهرت الدراسات أن نبتة شوك الحليب تساعد في التقليل من مقاومة الأنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني أيضاً.
هل تناول حليب الشوك آمن؟
يعتبر شوك الحليب بشكل عام آمناً عند تناوله عن طريق الفم، مع ذلك، وجدت الدراسات التي استخدمت فيها جرعات عالية لفترات طويلة، أنّ حوالي 1٪ فقط من الأشخاص عانوا من آثار جانبية، حسب healthline.
تشمل هذه التأثيرات الجانبية، اضطرابات في القناة الهضمية مثل الإسهال والغثيان أو الانتفاخ.
وتُنصح النساء الحوامل، ومرضى السكري، بتوخي الحذر عند تناول حليب الشوك.
كم مقدار ما يجب تناوله من حليب الشوك؟
لم يتم تحديد أفضل جرعة من شوك الحليب للحالات المختلفة، لذلك قد تختلف الجودة والمكونات النشطة في المكملات الخاصة بشوك الحليب بشكل كبير من صانع لآخر، وهذا يجعل من الصعب للغاية تحديد جرعة مناسبة، لذلك من الأفضل استشارة طبيبك للحصول على المشورة.
ما هي مخاطر تناول حليب الشوك؟
رغم الفوائد العديدة التي يحتويها حليب الشوك، لكنّ هناك عدداً من المخاطر يمكن أن تتسبب بها هذه المادة، فالأشخاص الذين لديهم حساسية معرضون لخطر أكبر.
كما يجب على الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري أو الانتباذ البطاني الرحمي مراجعة الطبيب قبل استخدام حليب الشوك.
تتمثّل الآثار جانبية لشوك الحليب في الغثيان والإسهال والحكة والانتفاخ.
كما أنّ هذا قد ينتج بعض التفاعلات مع الأدوية، لذلك فإن الطريقة المثلى لتجنب مخاطر حليب الشوك هي استشارة الطبيب قبل الاستخدام.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.