قد تصيب الدوالي أصحاب المهن التي تتطلب وقوفاً متواصلاً مدة طويلة مثل المعلمين على سبيل المثال، كما أن الحوامل أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بسبب الضغط الزائد على الساقين خلال فترة الحمل، لكن هل تعتبر الدوالي مرضاً خطيراً، وكيف من الممكن معالجته؟
ما هي الدوالي؟
الدوالي أو ما يعرف أيضاً بـ"الدوالي الوريدية"، عبارة عن تضخم وتوسع بالأوردة، حيث تكون الأوردة القريبة من سطح الجلد "الأوردة السطحية" أكثر عُرضة للإصابة بالدوالي.
أما نوع الدوالي الأكثر شيوعاً فهي تلك التي تصيب أوردة الساقين، ويرجع هذا إلى أن الوقوف والمشي يزيدان الضغط على أوردة الجزء السفلي من الجسم؛ مما يؤدي إلى توسع تلك الأوردة.
بالنسبة لكثيرين تعتبر الدوالي الوريدية والأوردة العنكبوتية -وهي من الأنواع الشائعة والبسيطة للدوالي الوريدية- مجرد مشكلة جمالية فقط. غير أن الدوالي الوريدية يمكن أن تسبب لآخرين ألماً وانزعاجاً بالغين، وقد تؤدي الدوالي الوريدية في بعض الأحيان إلى مشكلات أكثر خطورة.
أعراض الدوالي
وفقاً لما ورد في موقع mayoclinic، قد لا تسبب الدوالي الوريدية أي ألم لكن تشمل مؤشرات الإصابة بها تشمل ما يلي:
- ظهور الأوردة بلون أرجواني داكن أو أزرق.
- ظهور أوردة ملتوية ومنتفخة، وكثيراً ما تبدو على شكل حبال في الساق.
وفي الحالات الأكثر خطورة قد تشمل الأعراض ما يلي:
- شعور مؤلم أو ثقيل في الساقين.
- شعور بالحرقة والتشنج، وتقلص العضلات، والتورم في أسفل الساقين.
- تفاقم الألم بعد الجلوس أو الوقوف فترة طويلة.
- حكة حول واحد أو أكثر من الأوردة.
- تغيرات في لون الجلد حول الدوالي الوريدية.
أعراض الأوردة العنكبوتية
تعتبر الأوردة العنكبوتية الشكل الأكثر شيوعاً للدوالي، وتشبه إلى حد كبير، الدوالي الوريدية، ولكنها أصغر حجماً. وتوجد الأوردة العنكبوتية بالقرب من سطح الجلد، وغالباً ما تكون حمراء أو زرقاء اللون.
وتظهر الأوردة العنكبوتية على الساقين، ومن الممكن أن تظهر على الوجه أيضاً. وتتفاوت الأوردة العنكبوتية من حيث الحجم، وغالباً ما تبدو مثل شبكة العنكبوت.
أسباب الدوالي
كما هو معروف، تحمل الشرايين الدم من القلب إلى بقية أعضاء الجسم. بينما تقوم الأوردة بإعادة الدم من أعضاء الجسم إلى القلب. وكي يعود الدم إلى القلب، يجب أن تعمل الأوردة في الساقين عكس اتجاه الجاذبية.
تنقبض العضلات في أسفل الساقين لتعمل كمضخات تساعد في ضخ الدم إلى الأعلى باتجاه القلب، وتساعد جدران الأوردة المرنة في نجاح هذه العملية. ولمنع عودة الدم إلى الخلف تنفتح الصمامات الدقيقة الموجودة بالأوردة في أثناء تدفق الدم نحو القلب ثم تنغلق ثانية. لكن إذا كانت هذه الصمامات ضعيفة أو تالفة، فقد يتدفق الدم إلى الخلف ويتراكم في الأوردة، مما يسبب تمدد الأوردة أو التواءها وتوسعها وهو ما يعرف بالدوالي.
عوامل الخطر
قد تزيد العوامل التالية فرص الإصابة بالدوالي الوريدية:
- العمر: تتسبب الشيخوخة في اهتراء صمامات الأوردة التي تساعد على التحكم في تدفق الدم. وفي نهاية المطاف، يتسبب هذا الاهتراء الذي يصيب الصمامات في عودة الدم إلى الخلف وتجمُّعه في الأوردة بدلاً من التوجه نحو القلب.
- الجنس: السيدات أكثر عرضة للإصابة بمرض الدوالي. وقد يكون من العوامل المؤدية إلى ذلك، التغيرات الهرمونية قبل دورة الحيض أو أثناء الحمل أو عند انقطاع الطمث، إذ غالباً ما تسبب الهرمونات الأنثوية ارتخاء جدران الأوردة. وقد تزيد العلاجات الهرمونية مثل حبوب تنظيم النسل، من فرص الإصابة بالدوالي الوريدية.
- الحمل: تزيد كمية الدم في الجسم أثناء الحمل. يساعد هذا التغير في نمو الجنين، إلا أنه قد يسبب أيضاً توسُّع الأوردة في الساقين.
- التاريخ المرضي العائلي: إذا كان هناك أفراد آخرون من العائلة مصابين بالدوالي الوريدية، فهناك احتمال كبير بأنك ستُصاب بهذه الحالة أيضاً.
- السمنة: تسبب السمنة ضغطاً إضافياً على الأوردة.
- الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
مضاعفات الدوالي
من حسن الحظ أن الدوالي في الغالب لا تتجاوز كونها مشكلة قد تثير القلق من الناحية الجمالية فقط، إذ إن مضاعفاتها نادرة، لكن مع ذلك قد تشمل بعض تلك المضاعفات:
- القُرَح. قد تتكون قُرَح مؤلمة على الجلد بالقرب من الدوالي الوريدية، خاصة قريباً من الكاحلين. في العادة تظهر قبل تكون القرحة بقعة متغيرة اللون من الجلد. لذلك يجب المسارعة إلى زيارة الطبيب فور اكتشاف أعراض قرحة في الساق.
- الجلطات الدموية. في بعض الأحيان، تتضخم الأوردة العميقة داخل الساق، وربما تسبب ألماً وتورماً في الساق. ولهذا يجب طلب الرعاية الطبية في حالة استمرار ألم الساق وتورمها؛ إذ قد يكون ذلك علامة على وجود جلطة دموية.
- النزيف. في بعض الحالات، تنفجر الأوردة القريبة من الجلد. وعلى الرغم من أن ذلك لا يسبب في العادة إلا نزفاً بسيطاً فحسب، فإنه يتطلب رعاية طبية.
الوقاية من الدوالي
الحفاظ على تدفق الدم بشكل صحي في الجسم قد يقلل من خطر الإصابة بالدوالي الوريدية. لذلك ولتجنب الإصابة بهذا المرض من الممكن أن تجرب الإجراءات الوقائية التالية:
- تجنب ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي والجوارب الضيقة.
- تغيير وضع الجلوس أو الوقوف بانتظام.
- اتباع نظام غذائي غني بالألياف.
- التقليل من الملح في الطعام.
- ممارسة الرياضة.
- رفع الساقين عند الجلوس أو الاستلقاء.
- الحفاظ على وزن صحي وتجنب السمنة.
علاج الدوالي
وفقاً لما ورد في موقع nhs، لا تحتاج الدوالي دائماً إلى علاج، خاصة إذا كانت لا تسبب أي آلام لصاحبها.
لكن في بعض الحالات قد يكون علاج الدوالي ضرورياً فقط من أجل:
- تخفيف الأعراض: إذا كانت الدوالي تسبب الألم أو عدم الراحة.
- علاج المضاعفات: مثل تقرحات الساق أو التورم أو تغير لون الجلد.
ويفضل بعض الأشخاص الحصول على العلاج لأسباب تجميلية كذلك.
وفي حال كان العلاج ضرورياً، فقد يوصي الطبيب أولاً ببعض إجراءات الرعاية الذاتية في المنزل.
قد يشمل ذلك:
- استخدام الجوارب الضاغطة (سيتم فحص الدورة الدموية أولاً لمعرفة ما إذا كانت هذه الجوارب مناسبة لك).
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب الوقوف لفترات طويلة.
- رفع المنطقة المصابة عند الراحة.
طرق علاج أخرى
إذا احتاجت الدوالي إلى مزيد من العلاج أو كانت تسبب مضاعفات، فسيعتمد نوع العلاج على صحتك العامة وحجم الأوردة المتضررة وموقعها.
وسيقدم لك أخصائي الأوعية الدموية النصح بشأن الشكل الأنسب للعلاج، وقد تشمل الخيارات ما يلي:
الاجتثاث الحراري
عادةً ما يكون أحد العلاجات الأولى المقدمة هو الاستئصال الحراري. يتضمن ذلك استخدام موجات الراديو عالية التردد أو الليزر لسد الأوردة المصابة.
الترددات اللاسلكية
في هذه الحالة يتم تسخين جدار الدوالي باستخدام طاقة الترددات اللاسلكية.
إذ يتم توجيه أنبوب ضيق يسمى القسطرة إلى الوريد باستخدام فحص بالموجات فوق الصوتية. حيث يتم إدخال مسبار في القسطرة يرسل طاقة الترددات الراديوية.
ويؤدي هذا إلى تسخين الوريد حتى تنهار جدرانه ويتم إغلاقه، وبمجرد إغلاق الوريد، سيتم بشكل طبيعي إعادة توجيه الدم إلى أحد الأوردة السليمة.
العلاج بالليزر داخل الوريد
كما هو الحال مع الاستئصال بالترددات اللاسلكية، يتضمن العلاج بالليزر داخل الوريد إدخال قسطرة في الوريد واستخدام فحص بالموجات فوق الصوتية لتوجيهه إلى الموضع الصحيح، ثم يتم تمرير ليزر صغير عبر القسطرة ويوضع في الجزء العلوي من الدوالي.
ويتم إجراء العلاج بالليزر داخل الوريد إما تحت التخدير الموضعي أو العام.
بعد العملية، قد يشعر المريض ببعض الضيق في الساقين، وقد تظهر كدمات مؤلمة في المناطق المصابة.
يؤكد فريق “عربي بوست” على أهمّية مراجعة الطبيب أو المستشفى فيما يتعلّق بتناول أي عقاقير أو أدوية أو مُكمِّلات غذائية أو فيتامينات، أو بعض أنواع الأطعمة في حال كنت تعاني من حالة صحية خاصة.
إذ إنّ الاختلافات الجسدية والصحيّة بين الأشخاص عامل حاسم في التشخيصات الطبية، كما أن الدراسات المُعتَمَدَة في التقارير تركز أحياناً على جوانب معينة من الأعراض وطرق علاجها، دون الأخذ في الاعتبار بقية الجوانب والعوامل، وقد أُجريت الدراسات في ظروف معملية صارمة لا تراعي أحياناً كثيراً من الاختلافات، لذلك ننصح دائماً بالمراجعة الدقيقة من الطبيب المختص.